إكس خبر- لم تعط ايران في العراق لتاخذ في مكان آخر ..جاء دعم طهران لرئيس الحكومة حيدر العبادي تطبيقا للسياسة الايرانية في تجنيب العراق والمنطقة المواجهة الشاملة قدر الامكان…
اختارت ايران ما يمكن ان يفهمه خصومها بالاحراج او الانسحاب… كيف لا ومجرد قبولها بالشراكة الطوعية مع السعودية في الملف العراقي يعد تنازلا موصوفا لا سيما اذا ما تم وضعه في سياق داعش ورهان البعض عليها كسيف مسلط على رقبة طهران…
لكن في الميزان الايراني تختلف الحسابات ..لا تشي اجواء طهران بهذا الوهن السياسي لا سيما وان مقاربتها لمصلحة المنطقة قضت بالتخلي عن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي كما قضت سابقا بالتمسك بالرئيس السوري بشار الاسد ، وبالتالي فان دفعها باتجاه التسوية جاء في المبدأ بناء على ما تقتضيه مصلحة العراق ووفقا لمندرجات نهج ايران ورئيسها الشيخ حسن روحاني في ارساء اجواء الهدوء والسلم الاهلي في المنطقة ، ودفع الاسوا الذي يتمثل بمواجهة اسرائيل ومخططاتها في تحويل جزء من العراق الى غدة يهودية اخرى في المحيط العربي وعلى حدودها…
من هذه النقطة تحديدا كان الاصرار الايراني على التقدم باتجاه ارساء الحل في العراق ، يضاف اليه اعادة توجيه البوصلة الحقيقية باتجاه اسرائيل وشرها بعد ان تقدمت داعش وارهابها كاولوية .. الا ان النقطة الاساس في المقاربة الايرانية تعتمد على عدم ذهاب البعض بعيدا في الفهم الخاطىء لخطوة طهران من قبيل اعتبارها تعبيرا عن ضعف ايراني تمثل في التخلي عن المالكي والتجرؤ بالتالي على ابتزازها ومطالبتها باي شيء آخر…
التعمق في الاستراتيجية الايرانية وكيفية نظرتها لمحيطها العربي يشير بوضوح الى ان مشكلة طهران ليست مع الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الذي تعتبر وجوده فرصة تتيح بمكان ما حل مشاكل المنطقة..
الغزل الايراني بالملك نابع من ادراك عميق بان ” جلالته يتمتع بالحكمة اضافة الى رؤيته الشاملة والبعيدة المدى للامور ” … في نظر طهران فان خبرة الملك الطويلة وحنكته تجعل منه الخصم الحكيم الذي اذا خاصم يخاصم بحكمة..
ثمة قائل بان الاجواء الايرانية تعول كثيرا على الاعتدال الذي ينادي به الملك عبدالله والذي تجلى مؤخرا بوضوح في خطوات رئيس الحكومة السابق سعد الحريري..
في المختصر فان ما تريده ايران صراحة ليس التعليق على سياسة السعودية في سوريا او غيرها بل ارساء السلم الاهلي في المنطقة ، وفي هذا السياق تاتي مطالبتها وترحيبها بالاعتدال السعودي الذي تعتبره عنصرا اساسيا مساعدا لتجنب انزلاق المنطقة الى ما يريده الكيان الاسرائيلي الغاصب من تقسيم واشعال الفتنة السنية -الشيعية..