خاص – أعاد المشهد الديمقراطي الذي تابعناه يومي الجمعة وأمس الأحد 9 أيار, صورة لبنان الحقيقي الى قلوب المتابعين, فقد حصل ما لم يكن متوقعا من كل المحللين الذين جلسوا في زوايا أفكارهم يتباكون فانتخابات المغتربين اللبنانيين التي حصلت رغم كل الشكوك بإمكانية حصولها, جاءت بواقع مختلف عما روّج له كثيرون من عدم قدرة على التغيير او عزوف اللبنانيين بالخارج عن النزول الى السفارات والاقتراع فعليا !
عرس ديمقراطي لبناني
انتهى صباح اليوم الاثنين ما وصفته دول غربية بأنه “عرس ديمقراطي لبناني” وهو ما تابعه لبنانيو الداخل فعليا عبر شاشات التلفزة طوال الأحد وحتى فجر اليوم, فقد أغلقت صناديق انتخابات المغتربين اللبنانيين وتم شحنها عبر شركة DHL مع أجهزة التعقب لتصل بيروت تباعا حاملة معها عشرات الالاف من الأصوات التي انتخبت ولم يكن مقدّرا لهذا الكمّ منها المشاركة, اضافة الى ان أغلبها يبدو حاملا في قلبه “نكهة تغييرية” وهي أمور تثير قلق أحزاب السلطة وتخربط حساباتها.
الإقبال الكثيف والوجهة الانتخابية
الأمر المقلق للسلطة اللبنانية الحقيرة وأذنابها من الأحزاب المتملقة بدت مع مشهد الإقبال الكثيف في انتخابات الخارج بمختلف الدول بعكس ما توقعوه وتمنوه, فقد نزل المغتربون وصوتوا بكل حماسة منقطعة النظير ما جعل ماكينات تلك الأحزاب تدعو لاجتماعات مكثفة وتغير من خططها للداخل سريعا بعد ما شهدوه بالأمس.
فالتعويل على عدم المشاركة من قبل “القرفانين” لم يعد خيارا متاحا بعد المنظر المثير في الخارج, ما يعني امكانية تكراره في الداخل وهو ما سيجعل الأحزاب المتحكمة بالبلاد والعباد تخسر مزيدا من الكراسي بحال حدوثه.
فالماكينات الانتخابية في الداخل تجتمع منذ مساء الأحد بشكل مكثف لاتخاذ تدابير طارئة وعمل احصاءات جديدة لتلافي اي خسارة كبرى غير محسوبة قد تأتيها على حين غفلة من الشعب الذي يبدو انه استفاق بالأمس !
أما الوجهة الانتخابية والتي بدت بحسب عشرات المقابلات التلفزيونية بأكثر من 17 دولة مختلفة, بدت وانها تحمل “نكهة تغييرية” أي أن أصحابها اقتراعوا او سيقترعون لصالح وجوه جديدة وليس للأحزاب التقليدية التي أوصلت لبنان الى ما هو عليه اليوم من فقر وبطالة وحرمان من أساسيات الحياة.
ولن يطول الانتظار فبعد 6 أيام فقط في 15 أيار/مايو سيشهد العالم على انتخابات لبنان 2022 وسيكشف الليل عن نتائجها وعما اذا كانت التوقعات والتحليلات في مكانها ام انها ستؤدي الى لبنان الجديد ؟!