تعهدت أول رئيسة منتخبة في البرازيل، ديلما روسيف، بمواصلة خطوات سلفها
لويس لولا داسيلفا، في مكافحة الفقر وتحقيق المساواة وتمكين الشعب من
حقوقه، وذلك عقب فوزها في جولة الإعادة الأحد.
وكانت روسيف، التي انضمت
إلى قائمة الرئيسات في أميركا اللاتينية، سواء السابقات أو الحاليات، مثل
رئيسة الأرجنتين الحالية والرئيسة السابقة لتشيلي، قد قالت إن من مهامها
الأساسية مكافحة التمييز بين الجنسين. وقالت روسيف، والتي رشحها سلفها
«آمل أن ينظر آباء وأمهات الفتيات الصغيرات إليهن ويقولوا: نعم.. النساء
يتمتعن بالقدرة».
وقد حصلت ديلما على %56 في الدورة الثانية مقابل %44
لخصمها الاشتراكي الديموقراطي جوزيه سيرا. وشكرت لولا، متعهدة بمواصلة
جهوده من خلال اجتثاث الفقر، وذلك في خطاب بدت عليها فيه علامات التأثر.
وعلى وقع اناشيد حماسية، اجتاح الاف المناصرين شوارع المدن الرئيسية للاحتفال بفوزها.
المرأة الحديدية
وديلما،
كما يحلو للبرازيليين تسميتها، لم تنتخب في اي استحقاق سابق، وقد ناضلت ضد
الدكتاتورية العسكرية في السبعينات كما اعتقلت على مدى ثلاث سنوات. وفي
الحكومة التي لعبت فيها دورا اساسيا، اكتسبت سمعة «المرأة الحديدية».
وبعد
ثمانية اعوام في الحكم، كسب لولا رهانه الاخير من خلال نجاحه في انتخاب
المرأة التي اختارها لخلافته (الدستور يمنع عليه الترشح لولاية ثالثة).
سأقرع مرارا بابه
لكن
حتى لو غادر هذا العامل في مجال صناعة المعادن (65 عاما) قصر بلانالتو
الرئاسي، فهو سيحافظ على نفوذ واضح. وقالت الرئيسة المنتخبة «سأقرع مرارا
بابه واعلم انه سيبقى دوما مفتوحا».
واضافت «لن نستكين طالما ان هناك برازيليين يعانون الجوع».
وقد
استطاع لولا انتشال 29 مليون فقير من حالة البؤس، جالبا الازدهار الى بلد
يضم 193 مليون نسمة وتبلغ مساحته ضعف مساحة الاتحاد الاوروبي.
وليلة
فوزها ابدت ديلما حرصا على التوافق مع المعارضة، معلنة «مد اليد» اليها
وداعية الى «الوحدة». وفي وقت لاحق هنأها خصمها جوزيه سيرا، الا انه احجم
عن تلقف يدها المدودة. وقال هذا الحاكم السابق لساو باولو «نضالنا الحقيقي
بدأ لتوه».
ساركوزي وتشافيز
وفي الخارج، كان الرئيس الفرنسي
نيكولا ساركوزي اول المهنئين، اذ اشار الى ان فوزها «يشهد على امتنان
الشعب البرازيلي للعمل اللافت الذي انجزته مع الرئيس لولا».
من جهته،
اشاد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بفوز مرشحة الحزب العمالي، قائلا انه
«سيرسل قبلة الى «عملاقة اخرى» في اميركا اللاتينية».