اكس خبر – ع.د / كان ماجد يتحضر للاحتفال بعيد رأس السنة في العام الماضي عندما حال بينه وبين الاحتفال بتر يده بسبب انفجار احد المفرقعات النارية التي يلهو بها شقيقه، بالقرب منه.
بُترت يد ماجد، نتيجة للتأخر بإسعافه بعد ان حال الوضع المادي لاهله بإدخاله الى المستشفى التي كان يحتاجها نظرا لوضع يده الطارئ، الا ان المشافي في لبنان ترفض استقبال اي مريض ما لم يقم بدفع مبلغ تأمين لها، الامر الذي تعذّر على اهل ماجد.
بقي الطفل ينزف حتى طلوع الفجر، ويئست الام من امكانية ادخال ابنها الى المشفى الى ان انفرج الامر مع بزوغ الفجر عندما تكفل احد المحسنين بعلاج الطفل على نفقته، بعد ان رأى حالة والدته المرثية.
أُدخل الطفل الى المستشفى ولكن بعد فوات الاوان واضطرار الاطباء الى بتر يده.
الخبر هال الام المفجوعة، التي لم تحسب حساب مصيبتها هذه حين اشترت المفرقعات الى اولادها كي يفرحوا بها في العيد، فإذا بتلك المفرقعات حوّلت عيدهم الى مأساة.
مأساة هذه الام تتشابه مع الكثير من مآسي الامهات في الوطن العربي اللواتي ذقن لوعة القهر والعذاب على فلذات اكبادهن، حتى ان الكثير من الامهات فقدت عزيز على قلبها نتيجة هذه المفرقعات ولم يقف الامر عند حدود الاصابة فقط.
ظاهرة المفرقعات بيد الاطفال
تنتشر ظاهرة المفرقعات مع كل عيد، او مناسبة مميزة سواء عرس، او نجاح او خطوبة، او في شهر رمضان وهكذا دواليك. ويستخدم الاطفال المفرقعات على نطاق واسع ومكثف ومن دون رقابة من الاهل، مما يتسبب بانزعاجات اجتماعية كثيرة.
فكيف تتجلى هذه الانزعاجات؟ هذه الانزعاجات تبدأ بإلقاء الاطفال المفرقعات على المارة ولا تنتهي عند تسبب الاطفال بالاصابة لانفسهم، او التسبب بالحرائق او تحويل الساحات الى ساحات حرب ونشر الذعر في كل مكان، ناهيك عن ازعاج الاطفال الرضع او المواطنين الذين يطلبون الراحة، بالاضافة الى تبذير الاموال على امور غير مفيدة.
وتتسبب المفرقعات بحالات كبيرة من بتر اليد او الاصابع او القدم، بالاضافة الى فقدان حاسة السمع او تشويه جزء من جسد المصاب.
اللهو بالمفرقعات من منظور ديني
أمام هذه المخاطر كلها ماذا يقول الشرع الديني؟ وهل يجوز لهو الاطفال بالمفرقعات؟
اجمع غالبية علماء الدين على تحريم شراء وبيع المفرقعات لاسباب اوجزوها بأن التجارة بها يعتبر إضاعة للمال ، وإضاعة المال محرمة ، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك .
وأن في تلك التجارة أذية للناس بأصواتها المزعجة، وربما يحدث منها حرائق إذا وقعت على شيء قابل للاحتراق ، وهي حية لم تطفأ .
ولذلك قال العلماء ان التجارة بها حرام ولا يجوز بيعها ولا شراؤها” انتهى لانه لا يستفيد مشتريها والعابث بها شيئا سوى الضرر والأذية له ولغيرها ، وهو من تضييع المال وصرفه في غير وجهه الشرعي. كما انه لا يجوز شرعا ترويع الامنين وهو ما يقوم به بعض الناس باطلاق المفرقعات على المارة لترويعهم وإدخال الخوف إلى قلوبهم ، وهذا محرَّم حتى لو كان على سبيل المزاح ، فكيف لو كان جادّاً.
قوانين منع المفرقعات
العديد من الدول العربية اصدرت قوانين منعت بموجبها بيع او شراء المفرقعات، ولاحقت العديد من المخالفين لهذه القوانين. الا انه وبالنظر الى العديد من هذه الدول سواء في الاردن او مصر او غيرها نكتشف بأن قانون حظر استيراد المفرقعات والالعاب النارية لم يستطع ان يمنع الظاهرة على مدى السنوات، بسبب اللجوء لتهريب المفرقعات والالعاب النارية بطرق غير مشروعة.
فإذا كان الدين يحرمها والقانون يمنعها، فكيف تتمكن هذه الظاهرة من النمو والتطور؟ قلة الوعي الاجتماعي والتثقيف الديني يلعبا دورا مهما في رعاية هذه الظاهرة وربما نحتاج لسنوات كثيرة حتى يمكن فيها التخلص من هذه المفاهيم واحترام الانطمة والقوانين.