انفض مولد المفاوضات المباشرة لتعود الوفود الفلسطينية “الإسرائيلية” اليوم (الجمعة) إلى المنطقة بعد اتفاق مبدئي على معاودة المباحثات في المنطقة يومي 14 و15 سبتمبر/ أيلول الجاري، بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، والسيناتور جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي لعملية السلام، على أن يتبع ذلك لقاءات نصف شهرية بين الجانبين وبجدول منظم جرى الاتفاق عليه بين الطرفين بحضور أمريكي، حسبما صرح السيناتور جورج ميتشيل في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الخارجية الأمريكية، حرص خلاله على الإدلاء بأقل المعلومات اللازمة حول التفاصيل التي كان الجانبان يناقشانها في مبنى وزارة الخارجية الأمريكية في الوقت نفسه .
وكانت المفاوضات المباشرة انطلقت، أمس، رسمياً، وطغى الجانب الاحتفالي والدعائي على الإخراج الأمريكي المدروس لحفل الافتتاح، وبدا السيناريو الافتتاحي مطابقاً لوصف العارفين بنوايا رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو بأن هدفه من هذه المفاوضات “التقاط صورة لا أكثر”، في حين أبلغ عباس نتنياهو أن مفاوضاتهما المباشرة ستتوقف إذا استأنفت “إسرائيل” الاستيطان، كما أعلن مسؤول فلسطيني كبير .
نتنياهو، الذي تحدّث بعد راعية الحفل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، جدد مطالبته للجانب الفلسطيني بالاعتراف بيهودية “إسرائيل” محاولاً فرض معادلة توالت عليها حكومات الكيان مفادها أن “الأمن هو أساس السلام”، فيما شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة وقف الاستيطان . وبين مطالب هذا وذاك، في ظل ميزان قوى مختل، أكدت هيلاري أن واشنطن لا يمكنها أن تفرض الحل على الطرفين .
وكانت هيلاري، بحضور الوفدين “الإسرائيلي” والفلسطيني قد افتتحت رسمياً المفاوضات الرسمية في جلسة علنية تحدث خلالها كل من نتنياهو وعباس قبل أن تخرج الوفود إلى غرفة اجتماعات مغلقة للتفاوض على مدى اليوم، تخللها اجتماع بين نتنياهو وعباس بغرفة مكتب هيلاري بالخارجية .
وفي الجلسة العلنية أعادت هيلاري نفس السياق الذي تحدث حوله الرئيس باراك أوباما ليلة أمس الأول بالبيت الأبيض، وكررت ثناء إدارة أوباما على شجاعة الطرفين والتزامهما، وكذلك وجهت الشكر للأطراف العربية الداعمة (مصر والأردن)، كذا جامعة الدول العربية، وتوني بلير ممثل الرباعية .
وكررت هيلاري استمرار الدعم الأمريكي والجهود الأمريكية لإحراز تقدم على مسار عملية “السلام”، إلا أنها أكدت صراحة بأن الولايات المتحدة “لا يمكنها فرض حل” على حد قولها، قبل أن تضيف بأن الأطراف وحدها فقط يمكنها اتخاذ القرار المناسب، وأعادت التأكيد على إمكان التوصل لاتفاق في غضون عام من الآن . وحذرت ممن وصفتهم بمعارضي قضية السلام الذين سيحاولون بكل الطرق معارضة هذه العملية .
وصرح مسؤولون فلسطينيون أن الطرفين “الإسرائيلي” سيلتقيان من جديد في 14 و15 سبتمبر/أيلول الحالي في مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة هيلاري وميتشل . والتقى نتنياهو وعباس لساعة ونصف الساعة على انفراد في أحد مكاتب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي انضمت إليهما بعد ذلك مع المبعوث الأمريكي جورج ميتشل ل 20 دقيقة قبل أن ينفض الاجتماع .
وكانت منظمات فلسطينية وعربية وأمريكية قد تظاهرت أمام مبنى وزارة الخارجية ضد المفاوضات، بالتزامن مع قيام مؤيدين للاستيطان بالتظاهر، بعد ظهر الأمس، أمام البيت الأبيض .
ولوحظ أيضاً تخلي واشنطن رسمياً عن مطالبتها ل “إسرائيل” بوقف الاستيطان تاركة هذا الملف إلى جانب ملفات وقضايا أساسية أخرى مثل القدس واللاجئين والحدود للجانبين للتفاوض حولها .
وكان أوباما قد أشار إلى نفس الموضوع في نهاية بيان للصحافيين في مدينة الورد بالبيت الأبيض قبيل مؤتمره الموسع بنفس المكان، مساء أمس الأول (الأربعاء)، حين ألمح إلى ترك موضوع المستوطنات للطرفين، ورفض الإجابة عن تساؤل ل “الخليج” حول تجميد الاستيطان كمطلب سبق وأن طالبت به إدارته، ودخل إلى البيت الأبيض بسرعة منهياً بيانه الذي ألقاه في حضور ميتشيل وهيلاري كلينتون .
وكان نتنياهو الذي كانت كلماته سواء في افتتاح لقاء الجميع قبل حفل الإفطار/ العشاء الذي دعا إليه أوباما وفي حضور الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله، وألقى فيه كلمة كانت بمثابة خطاب علاقات عامة لتجميل صورة “إسرائيل”، أو خلال كلمته في افتتاح جلسة المفاوضات المباشرة الأولى بالخارجية الأمريكية قد حاول التأكيد على مطالب “إسرائيل” الرئيسية في تناقض مع مقدمة لعب فيها على الكلمات وأولها حاجة “إسرائيل” الأمنية، والأخرى الاعتراف ب “إسرائيل” ك “دولة قومية للشعب اليهودي” كشرط ضروري للتوضيح للشعبين الفلسطيني و”الإسرائيلي” بأن النزاع قد انتهى . كما أعاد تأكيد أن أي اتفاق يجب أن يأخذ في الحسبان الترتيبات الأمنية لحماية “إسرائيل” وأن “الأمن هو أساس السلام” . وأضاف إلى ذلك طلباً بضرورة اعتقال مرتكبي الهجوم على مستوطنين بالضفة الغربية .
نتنياهو الذي استعان بسفر التكوين وقصة تعاون إسحاق وإسماعيل “آباء اليهود والعرب” مثلما قال، في دفن إبراهيم عليه السلام الذي وصفه بأبو “شعبينا” .
وساوى نتنياهو ما بين “رغبة” الفلسطينيين في السيادة وما سماها حاجة “إسرائيل” الأمنية، بشكل ظهر كأنها مقايضة جديدة تمنح الفلسطينيين الذين سبق أن قايضوا الاعتراف بحق “إسرائيل” في الوجود باعتراف “إسرائيل” بمنظمة التحرير الفلسطينية .
وفي المقابل فإن الرئيس الفلسطيني حاول الرد على مسألة الحاجة الأمنية “الإسرائيلية” مؤكداً أن السلطة رغم حداثة سلطتها الأمنية إلا أنها توصلت إلى ضبط السيارة المشاركة في حادث الضفة، ومعرفة هوية من اشتراها ومن باعها، وأنهم يلاحقون الفاعلين . وأصر عباس على أنهم لم يكتفوا بإدانة الحادث، بل تابعوا الأمر لضبط الفاعلين، وقال موجهاً حديثه لنتنياهو “نعتبر أن الأمن مسألة مشتركة بالنسبة لكم ولنا” . وأشار إلى الحل العادل للاجئين متمسكاً بقرارات الشرعية الدولية، وأشار أيضاً لتوقيع الجانب الفلسطيني مع “إسرائيل” وثيقة الاعتراف المتبادل بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء “الإسرائيلي” الأسبق إسحاق رابين .
وقال “أعتقد أن فيها الكافي لتعرفوا نوايانا الطيبة للاعتراف بدولة “إسرائيل” كذلك أنتم تعرفون أنه في كامب ديفيد كانت هناك التزامات مطلوبة منا ونفذناها كلها، نحن نحترم اتفاقاتنا والتزاماتنا” .
وكان البيت الأبيض قد شهد الأربعاء يوماً طويلاً من الاستقبالات والكلمات شارك فيها أوباما والرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني والطرفان الفلسطيني و”الإسرائيلي” . وبدت كلمات رؤساء الوفود العربية كأنها منسقة تلقائياً حيث ركز الرئيس المصري على دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس “الشرقية” وحل الدولتين، وضرورة الدخول في تسوية سلمية تنهي الاحتلال الذي بدأ منذ العام 1967 .
أما العاهل الأردني فقد لوّح ل”إسرائيل” وكذلك أوباما بجزرة التطبيع مع 57 دولة عربية وإسلامية في حالة التوصل إلى تسوية .
وبدوره فإن نتنياهو ألقى خطاباً دراماتيكياً، لاحظنا وجود نسخ منه قبل بدء المؤتمر بالقاعة الشرقية الكبرى بالبيت الأبيض في أيدي صحافيين “إسرائيليين” وبدأ كلمته بتوجيه حديثه لعباس قائلاً “أنت شريك في السلام” وملقياً السلام باللغات العبرية والعربية والإنجليزية .
وكان التناقض واضحاً في خطابه، حيث بدأه بإنكار قيامه بممارسة لعبة توجيه اللوم إلى الآخرين، ثم على الفور بدأ يتحدث عن “إسرائيل” التي كلما انسحبت من مكان كما حدث في لبنان ثم غزة، تحول المكان لملجأ ل”الإرهاب” حسب تعبيره، وكأنما ينسحب من أرض له وليست أرضاً محتلة، وأضاف “لا نريد أن نخرج من مكان ليتحول لملجأ للإرهاب الإيراني”، ولم يفوت الفرصة للحديث عن من سماهم “ضحايا الإرهاب” وآخرهم في حادث الخليل (مستوطنون)، وحادث آخر (قرب رام الله) وقع قبل ساعتين من مؤتمر أوباما عشية افتتاح المفاوضات المباشرة وأثناء توجه الجميع إلى البيت الأبيض .
نتنياهو كرر “يهودية الدولة” وعباس شرح التزام السلطة بالأمن وهيلاري حيّت “شجاعتهما”
محفل واشنطن يقرر استئناف “المباشرة” في 14 و15 سبتمبر
أعلن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل، أمس، أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفقا على أن يلتقيا مجددا في 14 و15 سبتمبر/أيلول الحالي “في المنطقة” ثم كل أسبوعين . وقال ميتشل إنه ووزيرة الخارجية هيلاري كلنتون سيشاركان في تلك المحادثات التي لم يتحدد مكانها بعد .
وكرر نتنياهو وعباس اللذان عقدا اجتماعا منفردا في واشنطن بعد لقاء ثلاثي مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، هدفهما المشترك المتمثل في قيام دولتين لشعبين . وأوضح ميتشل أنهما سيعملان على التوصل إلى “إطار اتفاق” لتحقيق السلام في الشرق الأوسط رافضا الخوض في تفاصيل الموضوعات التي تناقش . وقال إن مضمون المباحثات “يجب أن يبقى خاصا وأن يعامل بأكبر قدر من الدقة” . وأضاف إن “هدفنا هو حل جميع مواضيع الخلاف الرئيسية خلال عام” . وشدد على أن الزعيمين دانا “كل شكل من أشكال العنف الذي يستهدف المدنيين الأبرياء” . وقال إن “محادثات اليوم تعكس صدقاً وجدية من الزعيمين” .
وكان نتنياهو وعباس عقدا اجتماعا منفردا في إطار استئناف المفاوضات المباشرة، كما صرح مسؤول في الخارجية الأمريكية . وعقد اللقاء من دون مستشارين أو مترجمين وفقا لهذا المسؤول . وقد سبقه لقاء ثلاثي لمدة 35 دقيقة مع هيلاري، وانضم إليهم على الأثر العديد من مستشاري الجانبين ل 40 دقيقة .
وقبل ذلك كان الجانبان قد استأنفا رسمياً المفاوضات المباشرة برعاية هيلاري التي أشادت في حفل الافتتاح الذي عادة ما ترتب له واشنطن إخراجاً مدوياً وبثاً مباشراً، بعباس ونتنياهو ل “شجاعتهما والتزامهما” . وقالت مخاطبة الرجلين إن “وجودكما يشكل خطوة مهمة”، واعدة بأن تكون الولايات المتحدة “شريكا فاعلا” في عملية “السلام” . وأضافت “إذا تقدمتم بنية صادقة . . فإننا سنتمكن من معالجة كل الموضوعات الأساسية في مهلة عام” . ثم خاطبت شعوب المنطقة” قائلة “إنكم تحملون بين أيديكم مستقبل شعوبكم وعائلاتكم” . وإذ أبدت تفهمها “لخيبات أمل الماضي” أضافت “نحتاج إلى دعمكم وصبركم . . لا يمكننا القيام بذلك من دونكم” .
من جانبه، دعا نتنياهو، الرئيس عباس إلى الاعتراف بيهودية “إسرائيل”، وقال إن تحقيق السلام يتطلب ما أسماها “تنازلات مؤلمة” من الجانبين، وأكد أنه رأى في عباس “شريكا للسلام” . وقال منذ 20 عاما “ننتظر منكم الاعتراف ب “إسرائيل” كدولة للشعب اليهودي”، مضيفا أن “من الممكن التوفيق بين دولة فلسطينية وأمن “إسرائيل”” . وشدد على أنها “فرصة فريدة لوضع حد لنزاع قرن” لكن التوصل إلى السلام “لن يكون سهلا” .
وقال نتنياهو إنه يجب أن يأخذ السلام الشامل في الاعتبار التهديدات التي تواجهها “إسرائيل” في المنطقة، بما في ذلك التهديد الذي تشكله الأنشطة الصاروخية الإيرانية والجماعات الفلسطينية التي وصفها ب “الإرهابية” مثل “حماس”، حسب قوله . وقال إن “الأمن هو أساس السلام” . وأضاف “نتوقع أياما صعبة قبل أن نتوصل إلى السلام” شاكرا لعباس إدانته لعمليتي الخليل ورام الله، وقال مختتما “شالوم، سلام، بيس” .
وكان عباس آخر المتحدثين حيث طالب بوقف كامل للاستيطان ورفع الحصار عن غزة . وقال “إننا ندعو الحكومة “الإسرائيلية” إلى تنفيذ التزاماتها ووقف كل إشكال النشاط الاستيطاني ورفع الحصار كليا عن قطاع غزة” . ودعا أيضا إلى تحقيق “الأمن والأمان” للشعبين . وأعاد التأكيد على الالتزامات السابقة التي قطعتها السلطة والتي تشمل الأمن ووقف التحريض . وقال عباس، فيما كان ينظر لنتنياهو مخاطباً إياه “سيدي رئيس الوزراء”، إن السلطة لا تدين هذه العمليات فحسب، بل ستلاحق الجناة أيضا، مشيراً إلى أنه لا يمكنهم السماح لأحد بالقيام بأي شيء من شأنه تقويض أمن “الإسرائيليين” والفلسطينيين، مشيراً إلى أن السلطة لم تكتف بإدانة عمليتي الخليل ورام الله ضد المستوطنين، بل عملت على الأرض وتابعت ولاحقت، ووضعت يدها على السيارة التي أطلقت منها النار وتابعت بائع السيارة ومشتريها . وشدد على أن المفاوضات المباشرة “يجب أن تقود خلال عام إلى اتفاق يصنع السلام العادل، سلام القانون الدولي والشرعية الدولية بين “الشعبين” الفلسطيني و”الإسرائيلي” .
وفي نهاية حفل الافتتاح تصافح عباس ونتنياهو اللذان جلسا إلى يسار ويمين كلينتون .(وكالات)
فصائل فلسطينية ترفض المفاوضات وتدعو للمقاومة
غزة – رائد لافي:
جددت فصائل فلسطينية رفضها للمفاوضات المباشرة . وأكدت حركة “حماس” أن هذه المفاوضات “جاءت استجابة لرغبة “إسرائيلية” أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية” . وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري في مؤتمر صحافي في غزة، أمس، إن “هذه المفاوضات تشكل مظلة لتغطية جرائم الاحتلال، واستكمالاً لمخططاته الاستيطانية وعمليات تهويد القدس والأقصى، وأداةً لفك عزلته الدولية، ولتحسين صورته الإرهابية عقب جرائم الحرب التي اقترفها في عدوانه على غزة المحاصرة، وفي اعتدائه على أسطول الحرية” .
وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على لسان عضو لجنتها المركزية جميل مزهر أن العودة للمفاوضات المباشرة تشكل “مقامرة بتضحيات الشعب الفلسطيني وشهدائه” . وقال في تصريح صحافي “إن هذه المفاوضات تشكل تهديداً حقيقياً وخطراً جدياً على مستقبل القضية الوطنية والمشروع الوطني” . وأكد أنه “لن نصل إلى أي نتائج جدية خلال هذه المفاوضات إلا تقديم المزيد من التنازلات والهبوط بالثوابت الفلسطينية، فطالما أن هناك مقدمات خاطئة وخطيرة ستكون هناك نتائج كارثية على كل المستويات” .
ورفضت حركة الجهاد الإسلامي ما وصفتها ب “مفاوضات التصفية”، مؤكدة أن “كل الأطراف المشاركة فيها تتحمل نتائجها وتبعاتها، فهي لا تلزم شعبنا وقوانا في شيء، وأن أحداً لا يملك حق التفاوض باسم شعبنا وقضيتنا، حتى لو وقفت معه ودعمته كل أركان الاستكبار” . ودعت الحركة إلى عقد مؤتمر عربي وإسلامي وحدوي لتحشيد الطاقات لحماية القدس والحفاظ على المقدسات، واتخاذ الخطوات الكفيلة بتحريرها من دنس الاحتلال .
“حماس”: عدد معتقلي الحركة خلال يومين 550
الاحتلال يشيد بـ “تعاون السلطة”
فلسطين المحتلة – “الخليج”، وكالات:
أعرب جيش الاحتلال “الإسرائيلي” عن ارتياحه لتعاون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في التصدي للمقاومين منفذي العمليات ضد المستوطنين في الضفة الغربية التي أعلنت حركة “حماس” مسؤوليتها عنها . وقال ضابط في إدارة الاحتلال العسكرية في الضفة الغربية ل “فرانس برس”، إن “التعاون مستمر رغم هذه الهجمات، حتى إنه بلغ مستوى يعد بين أعلى مستوياته منذ اتفاقات أوسلو في 1993” .
وأضاف الضابط الذي طلب عدم كشف اسمه أن أجهزة السلطة اعتقلت المئات ممن أسماهم “إرهابيي حماس” منذ وقوع هذه الهجمات .
وكان مسؤول أمني في السلطة جدد النفي، أمس، أن تكون السلطة اعتقلت أياً من أعضاء حركة “حماس” على خلفية العمليتين ضد المستوطنين الثلاثاء قرب الخليل، وفجر أمس قرب مستوطنة “ريمونيم” شرق رام الله .
وجاء في بيان صادر عن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة أن “عملية رام الله رسالة لمن تعهد للصهاينة بأن عملية الخليل لن تتكرر” . وأكدت أن عملياتها ضد الاحتلال ستتواصل “على الرغم من التعاون بين السلطة والاحتلال وحملات الاعتقال التي طاولت المئات” . وقالت “القسام” في بيانها بعد هجوم بالأسلحة الرشاشة أدى إلى إصابة مستوطنين اثنين في رام الله، فجر أمس، إنها “تفي بعهدها وتنفذ عملية بطولية شرق رام الله بعد ساعات على عملية الخليل” .
وأكد مسؤولون من “حماس” في الضفة، أمس، أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة تواصل اعتقال ناشطين من الحركة على خلفية عمليتي الخليل ورام الله . وصرح أحد قادة “حماس” في الضفة عمر عبد الرازق أن السلطة شنت عمليات اعتقال واسعة في صفوف أعضاء من “حماس” في الضفة . وأضاف أنه لا يعرف عدد المعتقلين بدقة، لكنه أوضح أنه “من داخل مدينة رام الله فقط تم اعتقال 32 شخصاً، ونعمل على معرفة الأرقام الدقيقة للذين تم اعتقالهم” . وقال “هناك معتقلون لا تستطيع السلطة إخفاءهم” .
وفي بيان نشر في قطاع غزة، اتهمت حماس السلطة باعتقال أكثر من 550 من ناشطيها في الضفة . وقالت الحركة في بيانها إن الحملة مستمرة في جميع محافظات الضفة . وأضافت أن “إحصائية أولية” تشير إلى أن “عدد من تم اختطافهم وصل حتى صبيحة هذا اليوم إلى أكثر من 550 من أبرز قيادات ونشطاء وأنصار الحركة في الضفة” .
ومن دمشق أدان عضو المكتب السياسي ل “حماس” عزت الرشق حملة الاعتقالات التي وصفها “بالهجمة المسعورة والجبانة” التي قال إنها واحد من استحقاقات المفاوضات مع “إسرائيل” . وقال إن المعلومات تؤكد أن “أبناء الحركة يتعرضون في زنازين سلطة دايتون لتعذيب لا يقل فتكاً ووحشية عما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال” .
اعتصامان للاجئين في لبنان للتنديد بالمفاوضات
اعتصم عشرات اللاجئين الفلسطينيين، أمس، في مخيم عين الحلوة في صيدا بجنوب لبنان، رفضاً للمفاوضات المباشرة، معتبرين أنها “تغطية” لممارسات التوطين “الإسرائيلية” .
وجاء الاعتصام بناء على دعوة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب .
وتجمع عشرات الفلسطينيين عند المدخل الشمالي لأكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان حيث ألقيت كلمات طالبت بحق العودة بموجب القرار الدولي 491 .
وقال القيادي في الجبهة الشعبية عبدالله الدنان إن “المفاوضات بين السلطة و”إسرائيل” مرفوضة من الجزء الأكبر من شعبنا، وخصوصاً من اللاجئين، لأن “إسرائيل” لجأت إلى إجراء هذه المفاوضات لتغطية جرائمها وسياسات الاستيطان وتحويل فلسطين إلى دولة يهودية بالكامل” .
وأضاف “نحن جزء من منظمة التحرير الفلسطينية والمنظمة لم توافق بالإجماع على إجراء المفاوضات” . وتابع “كان الأجدى بالجانب الرسمي الفلسطيني العمل على استعادة الوحدة الفلسطينية، وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس” .
ورأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية خالد يونس من جهته أن “ميزان القوى في ظل هذه المفاوضات لن يكون إلا تغطية على عمليات الاستيطان” .
وفي مخيم البداوي في طرابلس (شمال)، اعتصم نحو 150 فلسطينياً بدعوة من القوى الفلسطينية اليسارية، حاملين الأعلام الفلسطينية .
وقال مسؤول الجبهة الديمقراطية في الشمال أركان بدر إن السلطة “لا تمثل الشعب الفلسطيني، وعلى القيادة الفلسطينية أن تنحو في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية لكي تتولى مسؤولية الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني” . (أ .ف .ب)
احتجاجات في عمان
اعتصم العشرات من الحزبيين والنقابيين الأردنيين، أمس، أمام مقر حزب جبهة العمل الإسلامي في عمان للاحتجاج على المفاوضات المباشرة . وحمل المشتركون في الاعتصام لافتات تصف المفاوضات بأنها “ تفريط بالحقوق الفلسطينية” .
وقال أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور في كلمة خلال الاعتصام الذي شهد إحراق العلم “الإسرائيلي” “أن المفاوضات المباشرة تنطلق بلا أية مرجعية، وفي ظل غياب الحد الأدنى من التوازن، الأمر الذي يؤكد بأنها ستكون لصالح العدو الصهيوني” .
واعتبر أن “للأطراف العربية المشاركة في مفاوضات واشنطن مصلحة، فطرف منها يحتاج إلى دعم أمريكا من أجل تسهيل مهمة توريث الحكم . . بينما يحتاج الطرف الآخر إلى الحصول على بعض الدعم الاقتصادي” . وقال منصور أن دور مصر والأردن سيكون “الضغط على المفاوض الفلسطيني المستسلم أصلاً لمزيد من التنازلات” . إلى ذلك، طالب منصور في رسالة بعث بها إلى وزير التربية والتعليم خالد الكركي بتضمين المناهج التعليمية “قاعدة شرعية وثقافية مناسبة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والخطر اليهودي الذي يتهددها وكشف الوجه الحقيقي للصهيونية العالمية ومشروعها الاستيطاني العنصري التوسعي في فلسطين” . وقال منصور إن المنهاج الحالي لم يتطرق للأخطار التي تتهدد المسجد الأقصى ومدينة القدس . (يو .بي .آي)