إكس خبر- أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ يوم أمس كان يوماً مفصلياً ومجيدًا في تاريخ سوريا مع أداء الرئيس السوري بشار الأسد لليمين الدستورية لولايةٍ جديدة بعد انتخابه من قبل الشعب السوري، معتبراً أنّ سوريا تشهد ولادة ديمقراطية حقيقية، لافتاً إلى أنّ الانتخابات فيها حصلت رغم كلّ الفوضى على الأرض، في حين أنّ دولاً أخرى عاجزة عن إجراء استحقاقاتها على غرار لبنان.
وفي حديث إلى قناتي “سما” و”الدنيا” الفضائيتين مواكبة لخطاب القسم، أشار أبو فاضل إلى أنّ القيادة السورية سجّلت موقفاً تاريخيًا بصمودها وصلابتها رغم كلّ المخططات التي كانت تُحاك لها، وحذر من أنّ الهدف كان ولا يزال إسقاط سوريا وكذلك تقسيمها، مشدّداً على انّ مصلحة كل شعوب المنطقة وكلّ دول المنطقة بقاء الرئيس الأسد.
وأشار أبو فاضل من جهة ثانية إلى أنّ المسيحيين في لبنان كلهم مع الرئيس الأسد بمن فيهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وإن ضمنيًا باعتبار أنه ليس قادراً على إعلان ذلك نظراً للخط الذي يلتزم به، وأشار إلى أنّ المسيحيين لن يقبلوا أن يزايد أحد عليهم وهم مع الرئيس الأسد ومع النظام.
وفيما انتقد أبو فاضل الجامعة العربية التي جدّد وصفها بالعبرية على خلفية طردها سوريا وموقفها من الحرب الاسرائيلية على غزة، جدّد القول أنّ هدف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو من هذه الحرب هو تحجيم حركة حماس لجرّها ساكتة وخانعة للمفاوضات، مؤكداً أنّ أميركا لن تقبل إلا أن تكون هي راعية هذه المفاوضات لأنّ الإسرائيلي يهمّها.
يوم مفصلي ومجيد
أبو فاضل أكد أنّ ما يحصل اليوم في سوريا بعد انتخاب الرئيس الدكتور بشار الأسد وأدائه القسم هو يوم مفصلي ومجيد في تاريخ سوريا خصوصًا في ظلّ الحرب العالمية التي تُشنّ على سوريا، مشيراً إلى أنّ سوريا تشهد اليوم ولادة ديمقراطية حقيقية رغم كلّ ما يحيط بها من مشاهد تدمي القلب وتزعج العيون.
واعتبر أبو فاضل أنّ المراسم التي شهدتها سوريا لم تشهد مثيلا لها في السابق، لافتاً إلى أنها تأتي بعد سلسلة من الاستحقاقات الهامة في سوريا وفي مقدّمها الانتخابات التي حصلت بناءً على تعديل دستوري، وشدّد على أنّ الرئيس الأسد يجسّد اليوم الديمقراطية الحقيقية التي انتخبه الشعب على أساسها، واصفاً إياه بأنه خير خلف لخير سلف، متمنيًا له عهدًا مجيدًا وميمونًا ومليئًا بالانتصارات.
ولاحظ أبو فاضل أنّ أهمية ما حصل في سوريا أنّ الانتخابات جرت رغم القذائف والفوضى في حين أنّ دولاً أخرى عاجزة عن إنجاز استحقاقاتها على غرار لبنان والعراق، ورأى أننا بذلك أمام مشهد تاريخي خصوصاً أنّ الحرب على سوريا دخلت سنتها الرابعة وقد سقطت كلّ الرهانات التي وضعها الكثيرون لإسقاط النظام السوري.
المسيحيون في لبنان مع الأسد
وأشار أبو فاضل إلى أنّ القيادة السورية سجّلت موقفاً تاريخيًا بصمودها وصلابتها رغم كلّ المخططات التي كانت تُحاك لها، ولفت إلى أنّ كثيرين دفعوا الغالي والنفيس من أجل تدمير سوريا، مشدّداً على أنّ الهدف كان ولا يزال إسقاط سوريا، معتبراً أنّ القطري والسعودي والتركي متورّطون في مخطط اقتلاع النظام من سوريا.
ورأى أبو فاضل أنّ الثورة سقطت وسقط ما يسمى بالربيع العربي أمام أقدام الجيش السوري وأمام أقدام الشعب السوري وأمام أقدام القيادات في سوريا، مشدّداً على انّ مصلحة كل شعوب المنطقة وكلّ دول المنطقة بقاء الرئيس الأسد.
وجزم أبو فاضل أنّ المسيحيين في لبنان اليوم كلّهم مع الرئيس الأسد، مشيراً إلى أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ضمنيا معه أيضًا وهو بطبيعة الحال لن يكون مع جبهة النصرة، وإن كان لا يستطيع أن يعلن ذلك نظرًا للخط الذي يلتزم به. ولفت إلى أنّ المسيحيين لن يقبلوا أن يزايد أحد عليهم وهم مع الرئيس الأسد ومع النظام.
أميركا جادة بالاتفاق مع إيران
من جهة ثانية، لفت أبو فاضل إلى أنّ ما يُسمّى بالجيش السوري الحر انتهى وتبخّر، متحدّثاً عن تحالف تام بين تركيا وقطر من جهة والسعودية ودول الخليج الأخرى وبعض الدول العربية من جهة ثانية، ولاحظ أنّ المشكلة بين تركيا والسعودية مرتبطة بالملف المصري، مشيراً إلى أنّ تركيا تسعى لاستلام ما يسمى بالإسلام السياسي من يد السعودية.
وأكد أبو فاضل أنّ هؤلاء لم يربحوا والجيش العربي السوري عرف كيف يستفيد من هذا الأمر وكيف يتقدّم، وقد تمرّس الجيش، كما أشار إلى أنّ التسوية في المنطقة مرهونة بالاتفاق الإيراني مع الدول العظمى، وقال: “يبدو هذا الاتفاق إيجابياً لكنه لم يسلك طريقه بعد، مع الإشارة إلى أنّ الاجتماعات التي تحصل بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف منفردة”.
وشدّد أبو فاضل على أنّ أميركا جادة في رغبتها بالوصول إلى اتفاق مع إيران، ولفت إلى أنّ أميركا تمسك بالسعودية وإسرائيل وتسعى للإمساك بإيران أيضًا وهي مقتنعة بانها لن تخسر شيئا، وقال: “نحن مقبلون على ستة أشهر جديدة من النزاع والحروب في المنطقة”.
كلّ همّ نتانياهو تحجيم حماس
وفيما ذكّر أبو فاضل كيف أنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري أتى إلى لبنان وتمنى من حزب الله المساعدة بحل سياسي، لافتاً إلى أنّ الأميركي نفسه يتحدث عن حل سياسي في سوريا، والحلّ السياسي يقضي بقاء الرئيس بشار الأسد.
وإذ أكد أبو فاضل أنّ أميركا لن تقبل أن يكون هناك راع للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غيرها لأنّ إسرائيل تعنيها، لفت إلى أنّ إسرائيل الآن تتفرّج على الدول العربية كيف تضرب بعضها ونفسها، وأشار إلى أنّ المشكلة ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو غطس بحرب مع غزة وبات يبحث عن مخرج، مشدّداً على أنّ كل همه تحجيم حماس لجرها لمفاوضات تكون فيها ساكتة ولا تزايد على عباس.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ بيان وزارة الخارجية السورية يكفي لجهة الوقوف إلى جانب سوريا، وقال أنّ هؤلاء كلهم مدعومون من سوريا وحزب الله. ومع اعتباره أنّ الكلام أصبح لزوم ما لا يلزم، جدّد القول أنّ العربان لا يريدون فلسطين وهذا الأمر أصبح واضحًا، مشدّداً على أنّ الجامعة العربية لن تستطيع فعل شيء، لافتاً إلى أنّ الجامعة العربية عندما تطرد سوريا تصبح جامعة عبرية.
المعارضة تفقد أعصابها
وفي الموضوع الداخلي السوري، أكد أبو فاضل أنّ الرئيس الأسد والقيادة السورية يسعون إلى الصلح على الأرض، معتبراً أنّ ذلك هدف رئيسي عند الرئيس الأسد، الذي يريد تحصين الوضع الداخلي السوري بدون رصاص ومشاكل، موضحاً أنّ هذا ما يسعى اليه منذ ثلاث سنوات، وقد الغى قانون الطوارئ.
ورأى أبو فاضل أنّ المعارضة تفقد أعصابها عندما ترى أيّ مصالحة، وأشار إلى أنّ همّ المعارضين والأعداء تقسيم سوريا، خصوصاً أنّ سوريا تتبنى موضوع القومية والعروبة والمقاومة، مشيداً بالمقاومة في لبنان التي كانت الوحيدة التي كسرت أنف الاسرائيلي.