اكس خبر / ع.د – مجددا يحمل البابا فرنسيس لواء المسيحيين في الشرق الاوسط، ويطالب بما اسماه وقف الابادة ضدهم، معربا عن الرعب الذي يعيشه جراء مشاهدة عملية قهر وتعذيب “اخواننا المسيحيين”.
البابا قال انه في الحرب العالمية الثالثة يوجد عنصر ابادة ويجب ان يتوقف”.
لم تكن تصريحات البابا الداعمة لمسيحيي الشرق هي الاولى، اذ سبق له مرات عديدة ان حذر من الوضع المأساوي الذي يعيشه المسيحيون في المنطقة لا سيما في سوريا والعراق.
المسيحيون في العراق
لم يعد المسيحيين في العراق يشكلون الا نسبة قليلة من سكانه بعد ان اجبرت الاحداث الامنية المتتالية منذ عام 2003 نصف المسيحيين على الفرار الى الخارج بسبب العنف بعد ان تعرض الكثير منهم للخطف والتعذيب والقتل.
ففي عام 2005 تم اختطاف رجل الدين المسيحي بولص إسكندر أحد قساوسة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من قبل جماعة مسلحة في أحد شوارع الموصل، وطالب الخاطفون حينها بفدية دفعتها لهم أسرة القس إلا أن جثة الأخير وجدت بعد فترة ملقاة في شارع مقطوعة الرأس والأطراف.
وفي العام نفسه تم اختطاف باسيل جورج القس موسى مطران كنيسة السريان الكاثوليك في العراق وأُخلي سبيله فيما بعد. وتوالت عمليات الخطف في الـ2006 حيث اختطف في بغداد سامي الريس الكاهن في الكنيسة الكلدانية وأطلق أيضاً، وبعد أيام من اختطاف الأخير أعلن عن مقتل القسيس البروتستانتي منذر الدير البالغ من العمر 69 عاماً. أما في يونيو 2007 فتعرض قسيس كلداني يدعى رغيد كني لإطلاق نار من مجهولين قتل على إثره مع ثلاثة من الشمامسة بعد خروجهم من الكنيسة في مدينة الموصل.
وفي نهاية ال2010 اقتحم مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك بالكرادة في بغداد أثناء أداء مراسيم القداس، وفجّروا انفسهم حيث قُتل وجرح المئات ممن كانوا بداخل الكنيسة.
أما في يونيو من العام 2014، وبعد سقوط نينوى بالكامل بيد تنظيم داعش ، اعطى التنظيم الارهابي المسيحيين مهلة حتى 19 يوليو لاخلاء المحافظة او دفع الجزية أو إعتناق الإسلام. ودفع هذا التهديد المسيحيين الى هجرة المحافظة، في اكبر عملية هجرة للمسيحيين من نوعها في الشرق الاوسط، وخلت المدينة لاول مرة من المسيحيين. وأقدم داعش على حرق كنيسة عمرها 1836.
وفتحت فرنسا ابوابها للمسيحيين الراغبين بالهجرة هربا من داعش.
ولا يميز الارهاب بين الطوائف المسيحية في العراق اذ ان الاعتداءات تطالل أبناء الأمة الآشورية بكافة مذاهبها سواء الكلدانية او السريانية الأرثوذكسية او الكنيسة المشرقية والموارنة.
مسيحيو سوريا
حتى عام 2011 موعد اندلاع الازمة، كان مسيحيو سوريا يتمتعون بنسبة امان كبيرة تفوق ما يتمتع به باقي المسيحيين في الشرق الاوسط سواء في لبنان او العراق او اي بلد مشرقي. الا انه ومع اندلاع الازمة بدأت شعارات طائفية تطفو على السطح وتردد “اتباع النظام عالتابوت والمسيحي ع بيروت”، اي ان هناك جماعات اسلامية سعت لتهجير المسيحيين الى بيروت.
ويشكل المسيحيون في سوريا حوالي 8% من السكان يتركز غالبيتهم في المناطق الساحلية وحلب.
ومنذ سيطرة داعش على مساحات واسعة من سوريا تم استهداف العديد من الكنائس ودور العبادة، وقام التنظيم صبيحة عيد الفصح في 5 ابريل الماضي بتفجير كنيسة “السيدة العذراء مريم” في قرية تل نصري الآشورية، وهي من أكبر الكنائس الآشورية في قرى سهل الخابور.
وتقوم الجماعات المسلحة باختطاف المسيحيين لأسباب مختلفة، أما أكبر عملية خطف فتلك التي قام بها تنظيم داعش نهاية فبراير الماضي، عندما اختطف 235 آشورياً بينهم نساء وأطفال.
كما ان جبهة النصرة قاضت احد قيادييها ويدعى أبو وحيد وقيادي آخر في إدلب، بسبب وصفهم المسيحيين في المدينة بـ “الإخوة”، واعتبرت الجبهة ان هذه التصريحات تخالف عقيدة “الولاء والبراء” التي يحملها التنظيم.
وهاجر العديد من السوريين المسيحيين مناطق سكنهم بعد وصول التنظيمات الارهابية اليها.