عتبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان “الاميركيين والاسرائيليين دخلوا على خط المحكمة الدولية ليخدموا اهدافهم، وبدأوا ايضا التهويل بالحرب”، معلنا ان “من يتصور ان المقاومة يمكن ان تقبل او تسلّم بأي اتهام لأي من مجاهديها او مقاوميها اي تكن الضغوط والتهديدات هو مخطئ، ويخطئ من يتصور اننا سنسمح باعتقال احد من مجاهدينا، واي يد ستمتد الى اي منهم ستُقطع، ويخطئ من يتصور ان المقاومة امام اي اتهام لن تدافع عن نفسها وبالطريقة التي تختارها مع حلفائها، ويخطئ من يتصور ان التهويل علينا بحرب اسرائيلية يمكن ان يجدي نفعا بل العكس من يكلمنا عن حرب يكون يبشرنا”، مشددا على “أننا جاهزون لأي حرب اسرائيلية على لبنان لنصنع انتصارنا العظيم والكبير”.
السيد نصرالله، وفي كلمة خلال مراسم احياء يوم شهيد حزب الله، اكد ان “من يراهن مجددا على الاميركيين يخطئ فهؤلاء الاميركيون اليوم يتقهقرون وماذا يمكن ان يقدموا لكم؟”، مشيرا الى ان “هناك فرصة اليوم وطلبنا منكم محاكمة شهود الزور ولكن انتم تحموهم”، معتبرا ان “من يريد الحقيقة يحاكم هؤلاء”، متسائلا “لماذا القضاء العادي لم يتحرك حتى الآن منذ كلام رئيس الحكومة سعد الحريري لأن حقيقة موقفكم ان لا شهود الزور، والحقيقة ان ملف شهود الزور سيوصل لرؤوس كبيرة ولأكبر فضيحة ولذلك تحمون شهود الزور لتحموا من صنعهم، ونحن قلنا لكم اعملوا على فرضيات اخرى وهذه الفرضية الاسرائيلية، ويوم عرضت المشاهد احد الفلاسفة الكبار في 14 آذار قال هذا “غوغل”، لاحقا عندما اعترف الاسرائيليون بصحة الصور بلعوا السنتهم”.
ورأى الامين العام لـ”حزب الله” في كلمته، “اننا اليوم دخلنا مرحلة حساسة جدا في مصير الوطن والمقاومة والمنطقة وبين يدي الشهداء العظام نحن مسؤولين معنوين بأن تكون لنا وقفة تأمل ومراجعة لأننا عندما نواجه مراحل خطيرة يجب ان نستحضر كل المراحل السابقة اين اخطأنا وكيف واجهنا وعناصر الضعف لنعرف كيف نواجه ما هو آت”، ولفت الى ان الجميع يشعر اليوم ان “لبنان امام فصل جديد والمقاومة امام فصل جديد من فصول الاستهداف”.
ولفت السيد نصرالله الى انه “حتى الآن مررنا بأربعة فصول ونعيش الفصل الخامس من استهداف المقاومة”، معتبرا ان “ما نُشر من كتب سواء الكتاب الفرنسي او كتاب بوش او بليغريني، كلها تساعدنا ولكن يبقى كتابا بوش وبلير لهما اهمية اعلى بكثير وله قيمة قضائية وقانونية لأنه يقول ما فعل”، ولفت الى انه “لا احد يستطيع في لبنان او العالم العربي القول من اين اتيتم بهذه الاشياء فهذه كتبهم”، مشيرا الى الى “حجم الحقد والوحشية التي كان يفكر فيها بوش وبلير، فبلير لا يتحدث مثلا عن اسقاط النظام في سوريا وانما يتحدث عن تدمير الدولة السورية”، معتبرا ان “ما حصل في العراق ليس تغييرا في النظام بل تدميرا للعراق”.
واشار الى انه “بعد الانتصار الكبير للمقاومة عام 2000 قال الاسرائيليون ومعهم الاميركيين انهم لن يسكتوا على المقاومة وهنا دخلنا في مرحلة جديدة من استهداف المقاومة”، مشيرا الى ان “الفصل الاول هو المواجهة مع المجتمع الدولي واول استهداف للمقاومة كان من خلال اصدار القرار 1559″، لافتا الى ان “سيلفان شالوم قال حينها انه قام بجولة حول العالم لاصدار هذا القرار وعلل ذلك عندما قال اننا نريد وضع المقاومة بمواجهة المجتمع الدولي”، معتبرا ان “هذه المساعي الاسرائيلية تلاقت مع الوقت والتطورات والاحداث الى اجتماع بين الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش والرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك، واتففقوا على القرار 1559 يعني ان هذا القرار صناعة اميركية-فرنسية وبمساهمة عوامل اقليمية ومحلية متعددة ولكن الصناع الحقيقيين هم بوش وشيراك”.
ولفت السيد نصرالله الى ان المقاومة لم تكن قبل هذا القرار جزءا من الصراع الداخلي، مشيرا الى انه “بالنسبة لشيراك كانت اولويته اخراج سوريا من لبنان اما بوش فأولويته انهاء المقاومة اللبنانية والفلسطينية، في نهاية المطاف من جملة الاستهدافات الحقيقة في 1559 كان ضرب المقاومة وما زال”.
واشار الى ان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق سيلفان شالوم قال قبل مدة ان القرار الظني الذي سيصدر سيؤدي الى تطبيق 1559، مؤكدا انه “واهم اذا اعتقد ذلك، ربما افترضوا ان مجلس الامن سيجتمع ويصير انقسام لبناني وان هذا سيؤدي الى انهيار الموقف السياسي السوري واللبناني والايراني المقاوم وان الامور تسير من خلال التهويل والحرب والضغط”، مشددا على ان “ما نسمعه اليوم من مواجهة مع المجتمع الدولي بدأ منذ 2004، هنا اخطأوا في التقدير فظنوا انه اذا وضعوا المجتمع الدولي بمواجهة المقاومة فالجميع سينهار ولكن لم يحصل هذا الامر”.
اما عن الفصل الثاني من استهداف المقاومة فلفت الامين العام لحزب الله الى انه كان اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الراحل الحريري، لافتا الى انه حصل “اتفاق اميركي – فرنسي وضغوط عالمية لخروج سوريا من لبنان وخرجت”، مشيرا الى ان “الفصل الثاني الذي بدأ بالتدخل السياسي كان لضرب المقاومة، وسميته الاغراء بالسلطة”، معلنا ان “ما نشرته الصحف عن لقاءات السفير الفرنسي حينها معي هو صحيح، ادارة شيراك كان لديها رؤية لأخذ المقاومة وحزب الله الى السلطة وشيراك في لقاء مع رئيس دولة بالمنطقة قال له اننا متفقان مع بوش لانهاء المقاومة ولكنني اريد انهاء هذا من خلال السياسة وهم يريدون انجازه من خلال العضلات وانا رأيي ادخال حزب الله الى السلطة وبعد مدة من الزمن سيشعر حزب الله ان تمسكه بالسلاح بات عبءا عليه فيتخلى عن السلاح”.
وكشف السيد نصرالله انه عُرضت على “حزب الله” السلطة الى اقصى ما يمكن ان يعرض على حزب ، مشيرا الى ان “موضوع المثالثة” الذي يتهم فريق قوى الرابع عشر من اذار “حزب الله” و”حركة أمل” انهما يريدان “المثالثة” اول من طرحها هم الفرنسيون في ادارة شيراك، مؤكدا ان “لم نفكر في المثالثة في يوم من الايام واتحدى كل العالم ان يجلبوا تصريح لحزب الله او امل او شاب شيعي تحدث عن المثالثة والموضوع ليس ببالنا”.
واشار الى ان “الفرنسيين عرضوا على الايرانيين انه بات هناك حاجة لاعادة النظر بالطائف، وقال الايراني مثلا ما الفكرة، فقال الفرنسيون مثلا يمكن الكلام عن المثالثة”، لافتا الى انه “منذ يومين من تكلم عن اتفاق جديد وان هناك 5 دول عربية تؤيد اتفاقا جديدا في لبنان هو وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشتير”، معتبرا انه “لو احد من المعارضة وخصوصا المعارضة المسيحية طرح هذه الفكرة ماذا كان ليحصل؟ لماذا عرضوا وفكروا بالمثالثة لاغراء الشيعة في لبنان الذين كانوا طوال عمرهم مهملين في لبنان”، معتبرا ان “الثمن في المقابل كان اولا الخروج من الصراع العربي-الاسرائيلي اي التخلي عن المقاومة”.
وتوجه الى من يراهن على الاميركيين بالقول “اذا فتحنا لهم حارة حريك هناك الكثير من الاماكن التي لا يعود الاميركيون يذهبون اليها”، لافتا الى ان المثالثة عُرضت على “حزب الله” كي يتخلى عن المقاومة وينفصل عن سوريا وان يركب في المشروع الاميركي”، مؤكدا ان “لسنا طلاب سلطة ولا نبيع مقاومتنا ولا كرامتنا بكل السلطة والمقاومة علينا واجب الاهي وديني وعقد وبيع مع الله وليس مساحة للمساومة مع احد في هذا العالم”.
اما عن الفصل الثالث من استهداف المقاومة فأشار السيد نصرالله الى انه كان من خلال الحرب، وكان المطلوب ان يولد الشرق الوسط الجديد في 2006 وكان الخيار هو الحرب”، لافتا الى انه “في لبنان اعتبروا انهم وضعوا يدهم على المجلس النيابي والحكومة والبلد وبقيت عقبة اساسية هي المقاومة المسلحة”، مشيرا الى انه “يجب ان يحضر في ذهننا ان المهم ليس لبنان ولا العراق ولا مصر ولا ايران ولكن المهم اسرائيل عند الاميركيين”.
ولفت الى ان “الاميركي اتخذ القرار بالحرب، والحرب كانت ستصير دون ان نأخذ الاسيرين وكانت ستتم بأيلول بدل تموز 2006، واتُخذ قرار الحرب وتقدير بوش هو ورئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ايهود اولمرت انه خلال اسبوع يتم القضاء على “حزب الله” والمتفرض كنا ان يُقضى على المقاومة ولكن هذا لم يحصل، وحمل بوش المسوؤلية للاداء الاسرائيلي العسكري، وعندما صمدت المقاومة وباتت المجازر والاسرائيلي واضح انه متعثر حيث طلب اولمرت وقف الحرب”، معتبرا ان “الاميركيين اصروا على اطالة الحرب لتجديد الفرصة امام اسرائيل للقضاء على حزب الله ولم يعد بامكانهم الاستمرار بالحرب”.
واكد السيد نصرالله ان “صمود المقاومة والشعب والجيش والتضحيات والشهداء القلاع الشامخة وليس الخونة هم من اوقفوا الحرب عن لبنان، وقاموا بقراءة انه بعد 3 اسابيع لا آفاق بل الخسائر العسكرية الاسرائيلية حصلت في الاسبوع الاخير وطلع معهم الذهاب الى مجلس الامن”.
ولفت الى انه “لو بقيت الحرب لرأيتم مشهدا آخر وهزيمة اكبر لاسرائيل، هناك روح ضُربت وكان يمكن تحقيق انجاز اكبر ولكن نحن ليس هدفنا الحرب”، مؤكدا انه “ليس من اجل انقاذ لبنان اوقف بوش الحرب وانما لانقاذ اسرائيل ومن اجل منع عزلة اميركا لأن كل العالم يتراجع مع الوقت عن تأييد الحرب”، معتبرا ان انقاذ كلام بوش عن انقاذ حكومة السنيورة الديمقراطية كلام كذب”.
واشار السيد نصرالله الى انه هناك ملفا لم يفتحه “حزب الله” بعد حرب تموز ولكن من الجدير الوقوف عنده وهو “ان هناك قوى وقيادات سياسية لبنانية طلبت شن حرب على المقاومة في لبنان؟ وهل هناك قوى لبنانية اثناء الحرب طلبت بتمديد مدة الحرب؟ هل هناك قوى لبنانية راهنت على هذه الحرب؟ وما هي الادوار التي لعبتها قوى لبنانية بالحرب؟ هل هنالك في لبنان من يتحمل المماطلة في الاسابيع الاخيرة لتطول الحرب؟”، كاشفا ان الفرنسيين ابلغوا مسؤول العلاقات الدولية في الحزب في ذلك الحين اي النائب الحالي نواف الموسوي ان “كل شيء منتهي في مجلس الامن ونحن نقبل ولكن حكومتكم لم تقبل”.
اما عن الفصل الرابع فاعتبر ان “5 ايار والقرارات التي اتُخذت بتأييد اميركي وكان الهدف فتنة بين الشيعة والسنة وبين الجيش والمقاومة ولكن سقط هذا الفصل ومجددا اخطأتم في فهم اولوياتنا وطريقة تفكيرنا”.
واشار السيد نصرالله الى ان الفصل الخامس من استهداف المقاومة هو من خلال المحكمة الدولية والقرار الظني، والى ان “الهدف كان ان ينجر حزب الله لمواجهة مع المجتمع الدولي من خلال اتهام شباب شيعة بقتل الزعيم السني الابرز والطلب من الحكومة ان تعتقل هؤلاء الشباب وترسل الجيش ليقع صدام مع المقاومة، ليس مهما عند الاميركيين ورعاة المحكمة ما سيحصل في لبنان ولا رفيق الحريري ولا 14 آذار ، بل المهم اسرائيل ومصلحة اسرائيل ضرب المقاومة وعزلها ومحاصرتها واضعافها والمس بمعنوياتها وبالتالي تصبح جاهزة للضرب او الاستسلام”.
ولفت الى انهم اعتبروا انهم “بتوجيه الاتهام لحزب الله وهو الحريص على سمعته وعلى سلاحه وعلى عدم وقوع فتنة، ويستفزوننا لأخذ سلاحنا الى الداخل، واذا قلنا انه سيتم اتهام حزب الله سيفرط بين ايدينا او اذا قلنا له عناصر غير منضبطة ندخله الى المقصلة، والمقصلة لن تقف عند هذه الحدود، وهنا ايضا اخطأوا بالتقدري”، لافتا الى ان “المقاومة بطبيعة الحال اعلنت انها لن تقبل لن تقبل باي اتهام من هذا النوع وان المعارضة متماسكة بمواجهة هذه المؤامرة الجديدة بينما هم كانوا يراهون على شيء آخر، ودخل البلد مرحلة توتر سياسي واعلامي وكنت المبادرة الطيبة والحريصة من الملك السعودي وزيارته الى دمشق ومن ثم الزيارة مع الرئيس السوري بشار الاسد وعقد القمة الثلاثية في لبنان”.
واعتبر السيد نصرالله انى المسعى السعودي-السوري جدي جدا وهناك آمال معقودة على هذا المسعى ومن المفترض ان تظهر آثاره على المستوى القريب، معتبرا ان اي “نتائج لهذا المسعى يقبل به اللبنانيون ستقبل به ايران”، لافتا الى ان “الرئيس الايراني محمود احجمدي نجاد عندما اتى لم يرطح حلولا ولا تسويات بل هو يدعم اي معالجة”.
واشار الى انه “عندما شعرت بعض القيادات السياسية اللبنانية بجدية المسعى السعودي وأن الملك عبدالله يعمل بالموضوع ويريد الوصول مع الرئيس الاسد لمعالجة للوضع الليبناني، قامت قيامتهم واستغاثوا بالأميركيين، وبدأ التحرك من هنا وطلبوا من الاميركيين والفرنسييين وبعض الدول العربية اغاثتهم، لأن الموضوع يمكن ان يحل ما يعني ان الفصل الخامس من المؤامرة على المقاومة سقطت اي ان احلامهم سقطت”، لافتا الى ان “بعض القوى ليست لها سوى السنة وهم يعيشون على حلم حصول تقاتل بين الجيش والمقاومة هذا اضغاث احلام ويعيشون على حصول فتنة سنية شيعية وهذا ايضا اضغاث احلام، طُلب لبنانيا ضغط اميركي على السعودية وعلى سوريا وعلى سليمان وجنبلطا وعلى المعارضة ككل، هم من اتوا بالأميركيين ليعطلوا”.
ولفت الامين العام لحزب الله الى انه “من الواضح ان الاميركيين والاسرائيليين دخلوا على خط المحكمة الدولية ليخدموا اهدافهم، وبدأوا ايضا التهويل بالحرب، معلنا انه ” يخطىء من يتصور ان المقاومة يمكن ان تقبل او تسلم بأي اتهام لأي من مجاهديه او مقاوميه اي تكن الضغوط والتهديدات ويخطئ من يتصور اننا سنسمح باعتقال احد من مجاهدينا واي يد ستمتد الى اي منهم ستُقطع، ويخطئ من يتصور ان المقاومة امام اي اتهام لن تدافع عن نفسها وبالطريقة التي تختارها مع حلفائها، يخطئ من يتصور ان الهويل علينا بحرب اسرائيلية يمكن ان يجدي نفعا بل العكس من يكلمنا عن حرب يكون يبشرنا ونحن جاهزون لأي حرب اسرائيلية على لبنان لنصنع انتصارنا العظيم والكبير”.
وشدد على انه امام اللبنانيين اليوم فرصة ذهبية للخروج من الازمة لافتا الى ان “البعض يأخذون البلد الى مكان يخدم اسرائيل، وهناك مسعى سعودي سوري”، معتبرا اننا اليوم “امام خيارين اما تسليم البلد لفيلتمان وكلينتون واما يكون لدينا شجاعة لنتعاون مع السعودي والسوري للوصول الى معالجة”، مؤكدا انه “عندما يتم الحديث عن حل ليس مقبولا على قاعدة القبول باتهام، من يتهمنا هو من قتل وليس نحن من قتلنا”.
واكد انه “سيتم الخروج من هذا الفصل الخامس رغم ان المؤامرة كبيرة وسنتجاوز هذه المرحلة مرفوعي الرأس منتصرين كما في كل الفصول السابقة”.