شنت كتائب النظام الليبي أمس، غارات وقصفت مدناً، فاتحة الجبهات من أجدابيا شرقاً إلى زوارة غرباً على طول الساحل، بينما حاول العقيد معمر القذافي تقديم رشا نفطية لروسيا والصين والهند من خلال دعوة شركاتها للعمل في المنشآت النفطية في البلاد، في وقت دخل مجلس الأمن الدولي مناقشات خلف الأبواب المغلقة حول المسألة الليبية، في محاولة لتسريع التوصل إلى قرار بشأن فرض الحظر الجوي . واستعدت أجدابيا التي باتت الموقع المتقدم الأول على الجبهة الشرقية لهجوم محتمل لقوات القذافي، استهل فعلياً بقصف جوي، وتحدثت المعارضة عن استعادة البريقة بعد ساعات من إعلان النظام السيطرة عليها، وشهدت مصراتة هجمات جديدة، وعادت الاشتباكات إلى الزاوية (غرب)، ودخلت زوارة (غرب) على خط أهداف حرب القذافي وشهدت حصاراً برياً وقصفاً بالقذائف والمدفعية، وقال مقيم،إن قوات القذافي سيطرت على زوارة، وأضاف “الجيش والدبابات في قلب المدينة” .
وقال مقاتل يدعى أبوزيد “إنه هجوم قوي وهم يقصفون كل شيء في البلدة بما في ذلك المنازل، نحن ندافع عن أنفسنا ولكن لا يمكننا الصمود طويلاً، لا توجد أسلحة كافية، الوضع سيىء للغاية هنا الآن” .
وفي محاولة لرشوة قوى عالمية، دعا القذافي روسيا والصين والهند إلى أن “تتولى” شركاتها صناعة النفط في ليبيا، خلال استقباله سفراء هذه الدول في طرابلس، ليل الأحد/الاثنين .
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (واج) إن القذافي “استقبل سفراء كل من الصين والهند وروسيا، وتم التطرق إلى العلاقات الثنائية ودعوة شركات هذه الدول لتتولى صناعة النفط في ليبيا” . وأضافت أنه “تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية مساهمة الصين والهند وروسيا في إطفاء الحريق الذي أشعله الإرهابيون المرتزقة في خزان راس لانوف النفطي” .
على المستوى الدولي، بدأ مجلس الأمن أمس، مناقشة الأوضاع في ليبيا، إلا أن الاجتماع الذي عقد خلف أبواب مغلقة، استبق بمواقف تشي بتباين دولي حيال فرض حظر جوي على ليبيا، خصوصاً أن روسيا والصين لا تؤيدانه، وتتشكك ألمانيا في جدواه .
وأعلنت لبنان نيابة عن جامعة الدول العربية أنها تضع بالتعاون مع بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار بفرض حظر جوي في الأجواء الليبية، للحيلولة دون تنفيذ هجمات جوية من قوات القذافي ضد المدنيين المعارضين .
وصرح نواف سلام سفير لبنان لدى الأمم المتحدة عقب الاجتماع المغلق للمجلس بأنه طلب من الأعضاء تبني القرار “في أسرع وقت ممكن” . وقال “نأمل أن يتحرك مجلس الأمن سريعاً، وسندفع بقوة حتى يتحرك المجلس بشأن (القرار) في أقرب وقت ممكن” .