خبر – ثلاث سنوات انقضت على انطلاق الثورة وبدء زمن الانهيار واشتعال الدولار لكنّ السبب وراء كل ذلك مازال مبهما والكل منه بريء, الا ان الجميع يعتبرون الفساد يبدأ من موظفي القطاع العام بلبنان الذين كانوا ينزلون الى الشوارع للمطالبة بالمزيد والمزيد حتى نالوا سلسلة الرتب والرواتب وبات العمل في مؤسسة تابعة للدولة اللبنانية أشبه بالحلم!
راحة نفسية
ومع سوء الوضع المالي للبنانيين عموما بفعل انهيار عملة وطنهم, تفلّتت الأمور وضاعت هباء كل الأوامر وتداخلت المسؤوليات بعضها بالبعض الآخر, فما كان من موظفي القطاع العام الا الاعلان عن تحركات “مطلبية” فوصل بهم الأمر الى حدّ الإعلان عن العمل مدة يوم واحد أسبوعيا, وآخرون مدة 3 أيام فقط بحجة غلاء البنزين وصعوبة التنقل.
لكن ماذا يعني ان يجلس موظف حكومي في بيته مدة 6 أيام كاملة, ولا يذهب الى عمله سوى ليوم واحد ؟ وكيف ستتم ملاحقة هموم الناس وملفاتهم لدى الدوائر الحكومية ومن سوف يعمل على حلها ؟
موظّفو القطاع العام في لبنان اشتهروا منذ ما قبل الثورة بأنهم “أطفال مدللون”, بالكاد تراهم, ويتعاملون مع المواطنين كأنهم “برغش”, ويتأففون طوال اليوم حتى موعد انتهاء دوامهم الذي يبدأ في الثامنة وينتهي عند الواحدة والنصف او الثانية بحد أقصى.
الواسطة لا دور لها
قبل الثورة وانهيار العملة, كانت “الواسطة” هي الطريق الأسرع للتوظيف في أي من مؤسسات الدولة اللبنانية, وكانت بالتالي الزبائنية السياسية في أبهى حُللها, لكنّ “الدولاب برم” وقال الحق كلمته, فانقلبت الآية, وباتت وظيفة الدولة كما كانت في السبعينات والثمانينيات بمثابة وظيفة مهينة لا تُطعم ولا تُغني من جوع.
موظفو الدولة لا يعرفون الخوف
لكنّ القدر شاء ان يكون معظم موظفو الدولة وليس جميعهم, من محبي الرشوات والخوّات, وعليه فإنه لا خوف عليهم, فهم “لبنانيون أذكياء” ويعرفون تماما “كيف يحضرون اللقمة من فم الذئب” كما يعرّفون عن أنفسهم, لتبرير أفعالهم القذرة التي تنعكس سلبا على حياة المواطنين وتأخير معاملاتهم وإذلال الشعب على أبواب الدوائر الحكومية وسط صمت مطبق من المسؤولين عنهم الذين أتوا الى مناصبهم بواسطة شبيهة بتلك التي أتى فيها الموظف العادي.
موظفو الدولة لا يعرفون الخوف ويقلبون كل محنة الى فرصة للتربّح على حساب المواطن المسكين, حتى باتوا يتقبّلون فكرة الكلام المتداول عنهم بسعة صدر, فيتحدّث المواطن محمد الى موقع “خبر” حول الموضوع, قائلا ان جاره في المبنى يعمل في مؤسسة الكهرباء, ولا يذهب الى عمله سوى مرة واحدة اسبوعيا ولمدة 6 ساعات فقط, ورغم الضائقة الاقتصادية التي يمر بها لبنان, الا ان جاره الموظف الشهير بأخذ الرشاوى من الناس مقابل تغاضيه عن مخالفاتهم, اشترى اليوم سيارة فاخرة جدا الى جانب سيارته القديمة, فمن أين أتى بكل هذه الأموال ؟ وهل من حسيب ؟