إكس خبر- تتأثر الكثير من الأنشطة التجارية في كوت ديفوار مع دخول شهر رمضان، بعضها بصورة إيجابية وأخرى سلبيا، ففي حين يتمنى كثيرون من التجار استمرار الموسم الرمضاني لأطول فترة ممكنة، يريد البعض الآخر أن ينتهي سريعا.
والمنتجات الأكثر رواجا، خلال موسم رمضان، بطبيعة الحال هي السلع الأساسية التي عادة ما تستهلك بعد الصيام من الفجر حتى المغرب، سواء في الإفطار أو السحور، ولكن الفاكهة الشعبية الأكثر رواجا هي التمر.
وقالت البائعة المتجوّلة أوا سانوغو (32 عاما) إن “التمر يتفوق على السلع الأخرى كافة، خلال شهر رمضان، لأنه رخيص وحلو والناس يقولون إنهم يشعرون بالارتياح بعد تناوله”، معربة عن أملها في جمع ما يكفي من المال من التجارة المزدهرة لتمويل عودة ابنتيها إلى المدرسة.
وغالبا ما تشتري كل الأسر المسلمة التمر بكميات كبيرة قبل أو خلال شهر رمضان، ووفق كثيرين من التجار، البلح هو الصنف الأكثر مبيعا في هذا الموسم، وعادة ما تباع مجففة، وتكلف ما بين 50 فرنك، و500 فرنك أفريقي (0.10 و 1.04 دولار) لكل علبة.
وفي حين لا يدرك معظم المستهلكين القيمة الغذائية للتمر، يقول الخبراء إن هذه الثمرة غنية بمجموعة كبيرة من العناصر الغذائية الأساسية، مثل السكر والبروتين، والفلور، والمغنيسيوم والزنك.
من جانبه، قال عالم النبات في جامعة فيليكس هوفويه بوانيه الحكومية في أبيدجان ستيفان كادجو إنه “على الرغم من أن الناس لا يعرفون قيمته الغذائية، فإنهم يشعرون بالقوة في كل مرة يتناولونه، وأعتقد أن هذا هو السبب في أنه لا يزال يتمتع بشعبية خلال شهر رمضان”، مضيفاً أن “فاكهة التمر تحتوي على نحو 80 في المائة من السكريات، وهو أمر حيوي لتجديد النشاط بعد مرور أكثر من 12 ساعة من الصيام دون أكل أو شرب”، موضحاً أن “العناصر الغذائية تساعد على إمداد الجسد بالطاقة من أجل يوم الصيام التالي“.
أما الفاكهة الشعبية الأخرى، فهي العنب الذي يحقق مبيعات جيدة خلال شهر رمضان، على الرغم من أنه أكثر كلفة بكثير من التمر، وغالبا ما يشتريه المستهلكون من الطبقة المتوسطة.
وتتراوح أسعار العنب بين 200 و1500 فرنك أفريقي (0.41 و3.12 دولار) وفق حجم العلبة.
والعنب فاكهة غنية بالكربوهيدرات، والبروتين والفيتامينات، ويوصي به خبراء الصحة كل من يقدم على الصيام لمدة شهر، وعادة ما يتم بيعه على نواصي الشوارع وفي المحلات والمتاجر الراقية.
غير أن كلا الفاكهتين، يغيبان عن الساحة التجارية بعد رمضان في كوت ديفوار، على الرغم من أنه يمكن العثور عليهما في أماكن أخرى، فيصعب الحصول عليهما حتى حلول الشهر الكريم في العام المقبل.
أما العصائر المصنوعة محليا من جذور الزنجبيل والتمر الهندي، فتغرق الأسواق خلال شهر رمضان، وتستخدم للإفطار إلى جانب منتجات الشاي، في حين يؤكل الكعك الصغير كمقبلات بعد تناول الفاكهة والعصير، ويُباع ساخنا في كل جانب من شوارع أبيدجان وغيرها من المدن في جميع أنحاء البلاد.
ويشعر بائعو المشروبات الغازية بالسعادة خلال شهر رمضان نتيجة زيادة الطلب على منتجات كوكا كولا والمشروبات المحلاة الأخرى.
وقال أرماند يورو، وهو موظف مبيعات في مصنع “سوليبرا”، أكبر وأقدم مصنع جعة في كوت ديفوار: “خلال شهر رمضان، تلقينا طلبيات شراء كبيرة، كما هو الحال في عيدي الميلاد ورأس السنة”، مضيفاً “لكن رمضان شهر خاص، والفترة خلاله أطول مقارنة بالمواسم الاحتفالية الأخرى“.
يذكر أن المسلمون يشكّلون أكثر من 50 في المائة من سكان كوت ديفوار البالغ عددهم 12 مليون نسمة، وفق للمعهد الوطني للإحصاء. تتأثر خلاله أنشطة بعض السلع والخدمات، ومن بينها سيارات الأجرة والمطاعم والحانات، فيما يرغب كثيرون من التجار في كوت ديفوار أن يستمر لأطول فترة ممكنة نظراً للأرباح الإضافية التي يدرها، ويريد البعض الآخر أن يصل لنهايته غدا، فتعود أنشطتهم التجارية إلى طبيعتها.