خاص/اكس خبر: يعيش لبنان فترة نقاهة فعلية مع انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف سعد الحريري قيادة الحكومة, لكنّ ذلك لم يمنع ان يهبط بعض الظلام على البلد الصغير والمتفرّق من كل النواحي, وهنا يبرز السؤال لماذا توتّرت العلاقة بين الشيعة والمسيحيين في لبنان ؟
فمنذ 10 سنوات الى اليوم, يعيش المسيحيون والشيعة حالة من التفاهم البعيد على قاعدة “أحبوا بعضكم من بعيد لبعيد”, لكنّ الامر لم يعد كذلك اليوم حيث بات التوتّر واضحا بين الطائفتين على مستوى القيادة ولسنا نتكلم على مستوى المواطنين او تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي.
“اكس خبر” تتحقق
فريق الاستقصاء الصحفي في “اكس خبر” تابع الموضوع, وتبيّن لنا ان حادثتان رئيستان هما السبب في اندلاع هذا الجوّ المشحون بين الطرفين, الاول هو ما حصل في مطار رفيق الحريري (بيروت الدولي) والثاني هو العرض العسكري لحزب الله في القصير.
حادثة المطار تتلخّص بقيام مجموعات كبيرة من المسافرين اللبنانيين الى العراق بالهتاف واللطم داخل المطار قبيل توجّههم الى كربلاء لمناسبة احياء اربعين الامام الحسين عليه السلام, وهو ما استفزّ الشارع المسيحي الذي اعتبر المطار ارضا للدولة لا يجوز اطلاق الشعائر الدينية فيه, وفتح سجالا بين عدد كبير من الشبان على تويتر وفيسبوك, انتهى بتذكير الشيعة للمسيحيين يوم مجيء البابا الى لبنان واقامة قداس داخل حرم المطار.
هذا الموضوع كان الابرز ودعا غبطة البطريرك وهو رأس الكنيسة المارونية الى انتقاد الامر, ما استدعى ردا من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الذي دافع عن الشيعة ودورهم وقال يوم الخميس: “ان المسلمين الشيعة كانوا وما زالوا أكثر حرصا على اقامة دولة العدالة والمساواة وهم قدموا التضحيات والتنازلات لانجاز الاستحقاقات الدستورية وتحقيق الاستقرار السياسي، وعلى مر التاريخ كان الشيعة مقهورين ومظلومين ومحرومين حتى من حق الدفاع عن مناطقهم، ولم نسمع مثل هذا الكلام الذي نسمعه اليوم لاننا نطالب بشيء هو مشاركة حقيقية في السلطة”.
النقطة الثانية
اما الحدث الثاني, فهو العرض العسكري الذي اقامه حزب الله بكامل عتيده في منطقة القصير السورية المحاذية للبنان والتي سيطر عليها قبل سنوات وطرد منها المعارضة السورية, وهو ما أقام الدنيا في لبنان عامة نظرا لانها المرة الاولى التي يتجرّأ فيها حزب لبنان على استعراض قوته بهذا الشكل العلني خارج حدود الوطن, اضف الى ذلك لاستباق هذا العرض عيد الاستقلال اللبناني الذي يصادف بعد ايام قليلة.
لكن, ايا كانت السجالات المطروحة الان, فإن قادة الطائفتين يعلمان جيدا ضرورة ضبط النفس لاقصى حد كي لا ينفلت الشارع ويؤدي الامر الى ما لا تُحمد عقباه في بلد تملؤه النفايات والحقد والكراهية.