نقلت تقارير إخبارية أن الطبيب الايطالي صاحب عملية قطع الرأس كاذب اذ ان جراح الأعصاب الإيطالي ادّعى أنه أجرى هو وفريقه أول”عملية زرع رأس بشري”ناجحة في العالم، باستخدام جثث بشرية ميتة في الصين. وقد شجعت هذه العملية، التي استغرقت 18 ساعة لإتمامها، الجراح المثير للجدل -وهو الدكتور سيرجيو كانافيرو من مجموعة تورينو المتطورة للتعديل العصبي Turin Advanced Neuromodulation Group في إيطاليا- لأن يقول إنه يتوقع استطاعته إجراء العملية قريباً على إنسان حي.
لكن الخبراء عبروا عن شكوكهم في ادعاءات كانافيرو بأن العملية -التي قد تتضمن قطع رأس إنسان وإبقائها على قيد الحياة لفترة طويلة حتى يُعاد تركيبها مرة أخرى في جسد بلا رأس لأحد المتطوعين- يمكن أن تُجرى على إنسان على قيد الحياة.
وقال آرثر كابلان، أستاذ أخلاقيات علم الأحياء بمركز لانغون الطبي التابع لجامعة نيويورك إن أحدث “تطورات” كانافيرو هي مجرد “استمرار لسلسلة من الاحتيال الحقير”.
أخبر كابلان، الذي ساعد في استحداث نظام توزيع الأعضاء البشرية في الولايات المتحدة، موقع Live Science بأنه لا يصدق إطلاقاً أن عملية زرع رأس إنسان يمكن أن تتحقق في أي وقت. وقال “لدينا برنامج زرع وجه هنا (في جامعة نيويورك)، ومن الصعب جداً زرع وجه فقط. فهذه العملية تتطلب جرعات كبيرة من أدوية كبت المناعة”، وهي أدوية توقف نظام المناعة وتمنعه من مهاجمة العضو المزروع.
وأضاف كابلان “يمكن أن يكون الرأس مشكلة أكبر بكثير، وتتطلب العملية جرعات أكثر بكثير. وربما تقتلك خلال أعوام قليلة بسبب رفض العضو أو بسبب العدوى”. يمكن أيضاً، نتيجة للاختلافات البيوكيميائية بين الرأس وجسد المتبرع، ألا يستعيد الشخص أبداً وعيه الطبيعي. قال كابلان “لا يشبه الأمر وضع مصباح كهربائي في مقبس جديد. فإذا نقلت الرأس والمخ، فإنك هكذا تضعه في بيئة كيميائية جديدة بمدخلات عصبية جديدة. أعتقد أنها ستقود الشخص إلى الجنون قبل أن يموت”.
بالإضافة إلى أن أي عملية زراعة ناجحة سوف تتطلب من الجراحين أن يربطوا عديداً من الأعصاب والشرايين، فضلاً عن العمود الفقري والحبل الشوكي، بين الرأس الحي وجسد المتبرع. إلا أن كابلان قال إنه يطرح تساؤلات حول صحة مزاعم كانافيرو التي تقول إن جراح الأعصاب طور تقنيات لإعادة ربط العمود الفقري والأعصاب والشرايين بين الرأس والجسد. وأوضح كابلان قائلاً “إذا كان يعرف كيف يصلح الحبل الشوكي، ويعيد اتصاله، فينبغي أن يكون يعرف كيف يفعلها على الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الحبل الشوكي.
يوجد ملايين من الأشخاص الذين يعانون من مثل هذه الأشياء حول العالم. إنهم يريدون أن يسيروا ويتحكموا في أجسادهم وفي أمعائهم. ليس ثمة سبب يمنعه من السير في هذا الطريق لإظهار ما يمكنه القيام به”. ولم ينشر كانافيرو، الذي أجرى العملية على جثث ميتة ورافقه في العملية الدكتور شياو بينغ رن من جامعة هاربين الطبية في الصين، أي تفاصيل بشأن عمله في أي دورية أو مجلة متخصصة في جراحة الأعصاب، وذلك حسبما أشار كابلان.
وأضاف كابلان إنه بالإضافة إلى ذلك “لم يُظهر (كانافيرو) أي تجربة على حيوانات التجارب تكون ذات مغزى وتشير إلى أن الأمر قد ينجح”. على سبيل المثال، في يناير 2016، أعلن كانافيرو نجاح زرع رأس على قرد حي. نجا القرد من العملية “بدون إصابات عصبية” لكنه مات بعد 20 ساعة.
قال كابلان “كان عليه أن يُبقي على الحيوانات حية، أو على الأقل أن تُظهر هذه الحيوانات وعياً لعامين أو عام على الأقل”.
في عام 1970، زرع رائد الرأس، روبرت وايت، رأساً جديدة في جسد قرد. مات القرد بعد تسع ساعات لأن الجسد رفض الرأس الجديدة.
وأردف كابلان “إنه تقريباً حديث يشبه تجارب الطبيب منغليه بشأن زراعة رأس” لشخص مشلول بسبب مرض خطير إلى جسد شخص آخر، وذلك في إشارة إلى الطبيب النازي سيئ السمعة يوزاف منغليه، الذي أجرى تجارب طبية وحشية على سجناء مخيم أوشفتز.
وأضاف”إنها وحشية، وهي بكل تأكيد بمثابة وصفة لحدوث كارثة”. وكان الطبيب الإيطالي أدعى في سبتمبر الماضي، أنه سيجري عملية على رأس شاب روسي يدعى”فاليري سبيريدونوف”، مهندس كمبيوتر، يبلغ من العمر 31 سنة.
وكان الشاب يعاني مرضاً جينياً نادراً وقاتلاً يدعى”فيردينغ-هوفمان”، مما تسبب في ضمور مزمن في العضلات، ويؤدي إلى الشلل، ما جعله قعيداً على كرسي متحرك منذ الصغر، كما أن حالته تسوء من يوم لآخر.