اكس خبر – هاجم عبدلجبار خضير عباس المملكة العربية السعودية واتهمها بتدمير اليمن ومناطق أثرية متعددة منها مساجد شيعية.
وقال في مقاله: قصفت الطائرات السعودية المواقع المدنية في صعدة مستهدفة جامع الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الذي شيد في العام 290 هجرية أي الموقع يندرج ضمن المواقع الآثارية العالمية إذاً هو ملكية للتراث الإنساني، وفي بعده الثقافي الموقع يعكس مستوى وعي الإنسان اليمني وإبداعاته، وحسه الجمالي، وتطوره عبر الهندسة المعمارية، والنقوش، والزخارف التي تعبر عن بدايات العصر الإسلامي.
الأمر المثير للغرابة أن هذا القصف كان قد نفذ بوعي وإصرار من المملكة العربية السعودية من دون احترام لقدسية المكان الدينية المتعلق بمجموعة بشرية، ولا لأهميته التاريخية، والثقافية. الخطير بهذا الشأن هو الانتهاك الصارخ لمعلم أثري عالمي وتدميره من دون إبداء اهتمام لهذا التصرف من قبل وسائل الإعلام العالمية والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، فضلاً عن المنظمات الثقافية. هذا التصرف الوحشي والسادي والمتعمد تم التعتيم الإعلامي عليه لأسباب تتعلق بالمصالح الإقليمية والدولية… في حين أن جميع القوانين والأعراف الدولية من اتفاقية لاهاي واتفاقيات جنيف جميعها تؤكد على حماية الممتلكات الثقافية بوصفها جزءاً من التراث الإنساني…
ولكن على الرغم من وجود هذه القوانين والاتفاقيات والاعراف إلا أنها لم تردع المملكة من قصف الآثار اليمنية وتدمير الجامع الأثري، بل واعلنت المملكة العربية السعودية وبشكل سافر ووقح عن عزمها قصف مدينة صعدة القديمة والتي مازالت اطلالها باقية وكذلك عمارتها الإسلامية التي تجد تمظهراتها في الحارات والمساجد والأسوار والبوابات التي حافظت عليها من قرون وحتى الآن. وأعلنت على لسان العسيري انها ستقصف المستشفيات والمدارس والمساكن وحذرت المدنيين من البقاء في المدينة فهي مستهدفة، وهذا الفعل يعد جريمة ابادة جماعية وبشكل فاضح الغاية منه مسح هوية الآخر الثقافية والدينية والعمرانية…
ترى أي تفسير لهذا السلوك سوى نهج التوحش الذي تمارسه داعش في الذبح وتدمير الآثار ما يعني انهما قد رضعا من حليب الفقه التكفيري ذاته الكاره للإنسانية والجمال والثقافة… إذاً ما الفارق بين استهداف داعش للآثار في سوريا والعراق وباقي الأماكن وما قامت به المملكة من تدمير جامع الهادي إلى الحق وباقي المواقع الآثارية؟
!
والسؤال الكبير هل أن مصالح الدول تبيح لها السكوت عن جريمة يباد فيها شعب وتدمر أثاره ومن دون أن يهتز الضمير الإنساني. وهل أن الخبر الإعلامي يخرج بتنسيق بين وكالات الانباء العالمية؟ لماذا اهتز العالم كله لتدمير تمثال بوذا وانشغلت وسائل الإعلام لأشهر تتابع هذا الفعل الشنيع- هنا لا نقلل من شأن استحقاق بوذا فهو يستحق أكثر- لكنها تعاملت بشكل خجول مع تدمير الآثار العراقية التي دمرتها داعش وعلى الرغم من الأهمية الحضارية والتاريخية الكبرى لها؟ في حين إذا سرقت لوحة فنية من أحد المتاحف ينشغل بها العالم، وتصور عنها الأفلام! لكنها في الشأن اليمني لفها الصمت المجلجل بالعار حيث تؤشر الوقائع أن وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية خاضعة لمصالح الإرادة الدولية.