إكس خبر- حسم الرئيس سعد الحريري الامر بعدم توفير البيئة الحاضة للارهاب وضرب كل الظواهر المتصلة بالرهاب ولو اتت من قلب المجتمع السني والذي يدين شعبوياً للمستقبل، فما بعد «داعش» العراق لا يشبه ما قبله تقول اوساط مقربة من «تيار المستقبل» والتقارير الأمنية الغربية وما تكشفه الأجهزة الامنية المشتركة التي تنسق في ما بينها في الداخل جعل الحريري يصدر تعميمه وامر اليوم للدوائر الضيقة المحيطة باليقظة وعدم الانجرار وراء المشاعر ومراعاة خاطر الشارع السني ودواعي الانتخابات كما تؤكد الاوساط لأن الأخطار المحدقة بالوطن باتت أكبر من الخلاف السياسي والصراعات او التنافس الانتخابي.
أمر العمليات الصادر من باريس لا يعني انه سيسري بسرعة لكن الالتزام به سيؤدي كما تقول الاوساط الى ضبط بعض الأبواق السياسية السنية المحسوبة على «المستقبل» والتي تنشذ على التيار وسيكون هناك كما تقول الأوساط محاولات جدية لثنيها وضبطها بالحد الأدنى لأن خطر داعش واخواتها بات قوياً ويطال كل الفئات اللبنانية بدون استثناء وقد تبين من مجمل الأهداف للمجموعات الارهابية انها لا توفر اي هدف والانتحاريون او الارهابيون باتوا من نزلاء الفنادق خمس نجوم، وصار لديهم تكتيكات واستراتيجيات مختلفة، كما كان لافتاً ومؤذياً بالنسبة الى المستقبل كما تضيف الأوساط اكتشاف خلية من القلمون كانت تخطط لاغتيال ضابط رفيع في الأمن العام، وهذا ما لا يمكن ان يقبل به الحريري او تيار المستقبل خصوصاً وان المستقبل بات شريكاً في الحكومة وممثلاً بالوزارات الأساسية المعنية بالشق الامني.
على ان موقف الحريري جاء من اجل ضبط الوضع لدى «المستقبل»، خصوصاً ان ثمة التباساً حصل في طريقة تعاطي وزيري العدل والداخلية مع التأشيرات السعودية بعدما اظهرت التحقيقيات والمعلومات التي في حوزة الامنيين دخول عناصر سعودية عبر مطار رفيق الحريري لتنفيذ عمليات ارهابية، مما كان يستوجب تنسيقاً من وزراء المستقبل وقياداته قبل ان يعلن الوزير نهاد المشنوق قراره بوقف التأشيرات من مطار بيروت . فالواضح ان التباساً او اختلافا في وجهات النظر وقع داخل المستقبل، فالوزير اشرف ريفي عارض فرض تأشيرات مسبقة على السعوديين رابطاً بينها وبين التأشيرات الايرانية، فيما كاد وزير الداخلية ان يسير بالخطوة مما جعل النائب معين المرعبي يترحم على عهد اللواء اشرف ريفي ووسام الحسن.
وفي هذا المجال تؤكد الاوساط نفسها ان زعيم المستقبل بحسب المطلعين على اجوائه يبدي قلقاً شديداً من خطورة الأوضاع الامنية وتسلل «داعش» على هذا النحو الى المجتمع اللبناني ويسعى الى عدم توفير البيئة السنية الحاضنة للارهاب، على غرار ما حدث وتفادياً لأحداث عبرا التي لم يحسن «المستقبل» في البداية التعاطي معها قبل ان تحصل الاستدارة الكاملة تحو المؤسسة العسكرية مما جعل أحمد الأسير وجماعته يفتحون ابواب جهنم على التيار وقياداته، فالحريري الذي دخل بقرار جدي ومسؤول الى الحكومة يدرك الاشكالية التي تنتظره وان وزراءه سيكونون على تماس مع ملفات ساخنة وحساسة على غرار «داعش» ومتفرعاتها، ومن هنا تؤكد الاوساط، ان القرار حاسم بالتصدي للظواهر الارهابية بكل اشكالها، ولكن بالمقابل ثمة من يقول ويؤكد ان ما يريده الحريري في شأن الارهاب والتعاطي معه لا يعني انه في وارد الاستغناء عن الخطاب السياسي الذي يحمّل حزب الله مسؤولية جر الإرهاب الى لبنان من خلال مشاركته في الحرب السورية وقتاله «داعش» و«النصرة» على الأراضي السورية.