إكس خبر- ولّت الخلافات بين القوى الحكومية على خلفية اشكالية التصويت على المواضيع المطروحة على طاولة الحكومة، وان كافة الاطراف لا تندفع للمواجهة الحادة فيما بينها، بعيدا عما اذا كان الظرف الخارجي يتيح لاحدهما قلب الطاولة لجملة ابعاد تلاقيا مع التطورات الاقليمية، او كرد على المواقف العالية السقف التي اعلنها رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري او تلك البعيدة المدى التي اطلقها امين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله، رغم ان المطلعين على مسار الحوار القائم بين تيار المستقبل وحزب الله استبعدوا العودة الى الوراء على خلفية موقفي زعيمي 8 و14 آذار الذين يتعايشان سياسيا تحت سقف حكومة الحاجة الوطنية وملء الفراغ الرئاسي حتى تأتي ساعة هذا الاستحقاق دوليا واقليميا.
وتتحدث اوساط مطلعة على مسار الحوارين الجاريين بين تيار المستقبل وحزب الله من جهة وبين التيار الوطني الحر وبين القوات اللبنانية من جهة موازية، على ان نتائج الخطوات الاولية بين هذه القوى وبعيدا عن اي خطوات تنفيذية ارخت بنتائجها الايجابية بشكل واضح على الخطاب السياسي، اذ ليس من السهل ان تتمكن هذه القوى بامتداداتها الاقليمية ان تضع مواقفها الحادة في الثلاجة حاليا، في ضوء البركان المذهبي والدموي الذي تشهده المنطقة المحيطة بلبنان والذي بات على خط تداعياتها اقله عسكريا من خلال تواجد «داعش» و«النصرة» على التخوم اللبنانية وفي مواجهة يومية مع الجيش اللبناني بحيث كان هذا الواقع في حد ذاته يشكل سجالا يوميا بين القوى السياسية وتبادلا للاتهامات عن الاسباب والنتائج والخطوات الاستباقية التي ادت الى وصول هؤلاء «الارهابيين» الى هذه المنطقة الحدودية وما تبع ذلك من خطف للعسكريين عدا عن تواجد عناصر منهم في عدة مناطق على ما كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق بان الاجهزة على علم بانتشار بعض من هؤلاء وتوزعهم في الداخل اللبناني اذ في منطق الاوساط بان الحوارات حتى حينه اظهرت رغبة القوى السياسية بالحوار من اجل فصل لبنان وابعاده عن تداعيات الحروب التي تشهدها المنطقة وبنوع خاص سوريا المتاخمة للبنان وقتال «حزب الله» داخلها وفي ما بعدها اي العراق. دون ان ينتج ذلك تبادلا حادا للمواقف والحملات حتى ان موقفي كل من رئيس تيار المستقبل وامين عام حزب الله، ادرجا في خانة التعادل في النقاط ولا تقدم لاي منهما على آخر، بحيث انصرف بعدها كل منهما في الدفاع عن استراتيجيته، اذ كانت للرئيس الحريري لقاءات مع اركان القوى السياسية في كافة المحاور، بهدف تفعيل الحوار وتعزيز الهدوء على الساحة الداخلية، في مقابل انصراف دائم للسيد نصرالله لمتابعة مسار المواجهة التي دخلها على مدى الاقليم، في صراع صامت مع التوقيت الدولي – الاقليمي الذي من شأنه ان يرسي التوازنات الناتجة عن الاتفاق النووي ومعالجة الازمات المركزية في المنطقة اسوة بالواقع السوري.
ويندرج الحوار بين التيار الوطني وبين القوات اللبنانية، حسب مطلعين عليه في خانة الضرورة بعد الذي تشهده المنطقة وما اصاب المسيحيين من مآس وهجرة على كامل الاقليمين العربي والافريقي، وهو في شق منه يتجاوز الحسابات الرئاسية لدى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد مشال عون ويتقدم الحفاظ على الجمهورية وتحديد مفهومها، لكون سقوط المسيحيين، يأتي حكماً سقوطاً للجمهورية ورئيسها في اي وقت.
من هنا فإن الحوار الدائر بين هذين الفريقين المسيحيين والذي تلقى جرعة دعم حسب المعلومات من خلال اتصال السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري بكل من عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل في القوات اللبنانية ملحم الرياشي، لتشجيعها على المضي به، هو حسب المطلعين يشكل حاجة مسيحية في هذا الظرف مفترض ان تترجم بالاتفاق على اخراج البلاد من الفراغ الرئاسي بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية لكونه رئيساً لأكبر كتلة مسيحية، بحيث ترسخ هذه الواقعة منطق انتخاب رئيس للجمهورية من نتاج التفاهم المسيحي ولكن الاوساط ذاتها تربط موافقة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على انتخاب عون رئيساً للبلاد، لا يعود له وحده، اذا ما وافق على هذه الخطوة، ولذلك فإن الحوار الذي قد يشهد قريباً لقاء بهدف ترسيخه وتفعيله بين عون وجعجع لا يعدو كونه في المنظار الرئاسي تهيئة مناخ من جانب عون الذي التقى الرئيس الحريري في خطوات لا بد منها، حتى اذا ما كانت الظروف الدولية والاقليمية مؤاتية لانتخابه، تكون تفاهماته وانفتاحه الداخلي عاملاً غير معرقل.
الكاتب: سيمون أبو فاضل