إكس خبر- يُشارُ عادة إلى الثورة على أنها تمرد ضد سلطة قائمة، ذات هياكل وبنى ورأس، تتحكم بمفاصل الدولة وأجهزتها، ويسعى القائمون بها للحلول محل من هم في قمتها، كما لو أنها مجرد قبعة قديمة وبالية يراد استبدالها بأخرى جديدة وحديثة أو ذات لون مختلف.
ولا يخلو ذلك التصور البسيط من سذاجة ما عادت تليق بأطفال عصرنا الذين أداروا ظهورهم لآبائهم وأمهاتهم وولوا وجوههم شطر التكنولوجيا الحديثة واختراعاتها المتوالية. فما عاد طفل اليوم يسأل أباه عن ماضيه وماضي أسلافه ولا عن الجنس وأسراره، فما بالك بباقي التفاصيل.
لكن الحذر واجب أيضاً حيث تقول الحكمة الشعبية: احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة. في حين يقول رولان بارت في نصه الرائع «السلطة واللغة»: تتحدث البراءة الحديثة عن السلطة كما لو كانت مفردة، فهناك من بيده السلطة، ثم هناك من لا يملكونها. لطالما آمنا بأن السلطة موضوع سياسي صرف، ثم أصبحنا نعتقد أنها موضوع أيديولوجي كذلك، يتسلل خلسة حيث لا عهد لنا به لأول وهلة، داخل المؤسسات وفي التدريس، ولكننا بقينا نعتقد أنها واحدة وحيدة، لكن ماذا لو كانت السلطة متعددة مثل الشياطين؟
لنتابع إذاً ما بدأنا به حديثنا، بعيداً من الشياطين، حيث كل ثورة تحمل في طياتها تهديداً لمن بيده السلطة، فإذا كان الحامل الاجتماعي للثورة هو جيل الأبناء، فمن الطبيعي أن يشعر الآباء بالتهديد. فهل ينطبق ذلك على جيل الآباء من معارضي النظام السوري العتيد؟