أكد ولي عهد البحرين، الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، المعلومات التي كانت قد أشارت إلى مشروع خليجي لدعم بلاده مالياً، ومساعدتها على تجاوز أزمتها السياسية الحالية، في أول تأكيد رسمي من نوعيه يصدر من شخصية بمستوى الشيخ سلمان حول المشروع الذي شبهته تقارير صحفية بـ”خطة مارشال” الأمريكية لإعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال ولي العهد البحريني، الذي كان يتحدث في مقابلة على التلفزيون الرسمي في أعقاب جولة خليجية أنجزها مؤخراً إن هناك “مشروع مارشال الخليج لدعم البحرين في تلبية متطلباتها المالية” وأن الأموال التي سوف تقدم “ستكون بشفافية كاملة.”
وأضاف الأمير البحريني أن بلاده تشكل جزءا أساسيا في دول التعاون، و”مطلوب من دول التعاون الدعم المادي لكي يشعر البحرينيون بأنهم جزء من منظومة تريد لهم الخير والأمل لحياة أفضل بسرعة.”
وشبه الشيخ سلمان الخطة الخليجية بما قامت به الدول الأوروبية مؤخراً عندما تدخلت لإنقاذ اقتصاديات دول تعرضت لأزمات مالية مؤخراً، مثل اليونان واسبانيا وايرلندا، وضخت الدول الأوروبية آنذاك مئات المليارات لحماية عملتها الموحدة “يورو.”
وفي المجال السياسي، تعهد الشيخ سلمان بضمان سلامة شباب المعارضة الذين يتخذون من دوار اللؤلؤة مقراً لهم، وتعهد بإشراكهم في الحوار المتوقع أن ينطلق قريبا مع الجمعيات السياسية والشخصيات الوطنية في البحرين.
وقال إنه سوف يحدد بمشاركة الجميع محاور الحوار وحدوده، وأن البحرين لن ترجع إلى الوضع الذي كان قبل 14 فبراير/شباط الماضي، وأنها بحاجة إلى مبادرة التغير، مشيرا إلى وجود وساطات تقرب وجهات النظر بين الأطراف كافة.
وخاطب الشيخ سلمان الجمهور بالقول: “سأدافع عن المعتصمين حتى لو اختلف معهم في الرأي،” واعتبر أن هناك فئة قليلة في كل طرف تريد التأجيج، وأعرب عن أمله في أن يتلقى قريباً الرؤية الخاصة بغرفة تجارة وصناعة البحرين حول الأوضاع الحالية.
ونوه الشيخ سلمان بأن 80 في المائة من المطالبات مشتركة بين الطرفين، وأن التعديلات الوزارية الأخيرة مبادرات لا ترتبط بالحوار الوطني وان الأمل الآن هو وضع سياسة عمل وسياسة نهج لمستقبل البلد في البحرين، وأن الصورة لم تظهر كاملة.
وكانت صحيفة “القبس” الكويتية قد أشارت إلى مشروع خليجي لمساعدة البحرين وسلطنة عُمان بمواجهة الاحتجاجات التي جرت فيهما مؤخراً عبر خطة للدعم المالي في البلدين الأفقر لجهة الموارد النفطية بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وتهدف الخطة بحسب الصحيفة إلى تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية لكلا الدولتين، كما تركز على توفير مساكن للمحتاجين في البلدين وإيجاد فرص عمل لكثير من الشباب والشابات العاطلين عن العمل وتحسين مستوى الخدمات التي تقدمها البحرين وعمان لمواطنيها.