قام الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاحد بتكليف وزير الزراعة في الحكومة السابقة عادل سفر تشكيل حكومة جديدة، خلفا لحكومة محمد ناجي عطري، على ما أفادت وكالة الأنباء السورية.
وكانت الحكومة السورية برئاسة عطري استقالت الثلاثاء الماضي، بينما تشهد عدد من المدن السورية تظاهرات احتجاج.
ورئيس الحكومة الجديد مولود في ريف دمشق عام 1953 ويحمل إجازة فى العلوم الزراعية من جامعة دمشق وحائز على دكتوراه من المعهد الوطني للبوليتكنيك بفرنسا.
وشغل سفر منصب عميد كلية الزراعة (1997-2000) ثم منصب امين فرع جامعة دمشق لحزب البعث (2000-2002) ومدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة اكساد (2002-2006) عندما تسلم منصب وزير الزراعة.
وكان الاسد وافق الثلاثاء على استقالة الحكومة السورية برئاسة عطري وكلفها تسيير الاعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
وكان عطري يترأس الحكومة منذ 2003 واجرى عليها عدة تعديلات.
وسيكون من مهام الحكومة الجديدة البدء بتنفيذ برنامج الاصلاحات التي اعلنت عنها القيادة السورية لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سوريا منذ 15 اذار/مارس.
ومن بين الاجراءات التي أعلن عنها على لسان مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان دراسة الغاء قانون الطوارىء المعمول به منذ 1963، إعداد مشروع لقانون الاحزاب وزيادة رواتب الموظفين في القطاع العام، واتخاذ اجراءات لمكافحة الفساد.
وفي نفس السياق, نزل عشرات آلاف الاشخاص الاحد الى شوارع مدينة دوما السورية للمشاركة في تشييع ثمانية متظاهرين قتلوا الجمعة برصاص قوات الامن، حسب ما أفاد شهود في هذه المدينة.
وقال مدير المركز الوطني للاعلام وحرية التعبير (اغلق مقره في 2009) مازن درويش الذي حضر التشييع لوكالة “فرانس برس” أن ” عشرات ألاف المشيعين شاركوا في الجنازة هاتفين بشعارات تكرم الشهداء وتطالب بالحرية، وتندد بالاعلام الرسمي الذي وصفته بالخائن”.
وأوضح أن موكب التشييع “انطلق من المسجد الكبير في دوما باتجاه المقبرة الجديدة مرورا بشوارع المدينة”.
ولفت درويش الى أن المتظاهرين حملوا لافتات كتب على بعضها “أين العصابات؟”، في تهكم على اتهام الاعلام السوري الرسمي لـ”عصابات مسلحة” بالهجوم على المواطنين الجمعة واطلاق النار عليهم، كما هتفوا ضد “الخائن الذي يقتل شعبه”.
وأفاد درويش أن “متظاهرين قاموا باحتواء مجموعة من الاشخاص، أطلقت هتافات دعت الى إسقاط النظام”.
وأضاف “تم دفن ثمانية قتلى وما زال هناك ثلاثة آخرون قتلوا في المدينة، يتحدر اثنان منهم من بلدة عربين واخر من السبينة المجاورتين لدوما”، مؤكدا أنه “لم يكن هناك تواجد ظاهر لاي قوات أمنية في المدينة”.
وذكر أن “بعد التشييع توجه قسم كبير من المتظاهرين الى ساحة البلدية حيث اعتصموا”.
وسقط القتلى في دوما الجمعة خلال تظاهرة جاءت تعبيرا عن خيبة أمل المتظاهرين لما ورد في خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء الماضي.
هذا، وأفادت المتحدثة باسم المنظمة السورية لحقوق الانسان “سواسية” منتهى الاطرش التي شاركت في التشييع، أنه ” أي حادث أمني لم يسجل”، مشيرة الى أن عناصر الامن اختفوا من المدينة”.
وأوضحت أن “نحو 20 الف شخص شاركوا في التشييع”.
واضافت في تصريح عبر الهاتف لـ”فرانس برس “، أن التظاهرات ستتواصل والشعب لن يسكت بعد اليوم بعد أن أسقط حاجز الخوف”.
كما ذكرت أن قوات الامن “أقامت حواجز عند مداخل المدينة منعت البعض من الدخول اليها مثل الناشط الحقوقي المعارض هيثم المالح”.
كما نقل مواطن سوري من سكان درعا للوكالة عينها، أن السلطات السورية أفرجت مساء السبت عن تسعين شخصا كانوا اعتقلوا خلال تظاهرات الجمعة، وقامت باصات بنقلهم الى وسط المدينة حيث اطلق سراحهم.
وقال:”لقد أحصينا 90 شخصا أفرج عنهم، وغالبيتهم قالوا ان الوضع كان صعبا، الا انهم يخشون تقديم تفاصيل”، لافتا الى أن المعتقلين لم يتعرضوا للتعذيب، الا انهم ضربوا قبل نقلهم الى مكان اعتقالهم”.
واوضح أيضا أن 15 شخصا لا يزالون مفقودين منذ تظاهرة الجمعة في دوما، ما يزيد التكهنات حول احتمال بقائهم معتقلين أو أن يكونوا قتلوا في أسوأ الاحتمالات.
وختم قائلا “البعض يقول بانهم اعتقلوا والبعض الاخر ينفي ويقول انهم قتلوا وبان السلطات تحتفظ بالجثث، لا توجد معلومات دقيقة والامر غامض”.
وفي هذا السياق، دعت مجموعة الثورة السورية ضد بشار الأسد الى تنظيم “أسبوع الشهداء” من خلال تنفيذ الإعتصامات في كافة أنحاء سوريا.
وأعلنت المجموعة أن السوريين سيتظاهرون يوم الثلاثاء في جميع أنحاء سوريا وخاصة القرى والمدن البعيدة عن العاصمة، كالاذقية وجبلة وطرطوس”، مؤكدين أن أسبوع الشهداء سيكون “شوكة في حلق النظام”.
وعليه، شددت المجموعة على ضرورة الخروج يوم الثلاثاء لما له أهمية لدى الاعلام والرأي العالمي لبيان استمراريتنا واصرارنا على موقفنا”.
ودعت الى مقاطعه شركات الخليوي يوم الاربعاء في كافة أنحاء سوريا الحرة.
وأضافت: “الخميس 7 نيسان سيكون عيد ميلاد حزب البعث المشؤوم الذي جر على بلدنا الويلات، وسنجعله يوم وفاته بعزيمتنا وإصرارنا وسنسير باتجاه مقرات الحزب والتظاهر أمامه والباقي عندكم”.
وأكدوا أن “ذلك تعبيراً عن استيائنا من هذا الحزب وصولاً الى جمعة “التحدي” في كل مدينة وقرية”.
وأرفت المجموعة:”بهذه الخطوات سنصعد الامور، وليعلم هذا النظام بأننا نتوعد ونفعل ونحقق ما نريد دائما، سنشل مفاصل الدولة شيئاً فشيئاً حتى يظهر ويقول فهمتكم”.
الى ذلك، أفاد صحافيو “فرانس برس”، أن خدمة الانترنت استؤنفت عصر الاحد في سوريا بعد انقطاع دام أكثر من ست ساعات، إلا أن الاتصال عبر الهواتف النقالة لا يزال شبه مستحيل”.
وكان ممثل خدمة العملاء في إحدى الشركات المزودة لخدمات الهواتف والانترنت في سوريا أعلن في وقت سابق لـ”فرانس برس” أن سبب المشكلة “زيادة الضغط على الاتصالات”، من دون ان يقدم مزيدا من التفاصيل.
وكانت شركتا “سيرياتل” و”ام تي ان” السوريتان للهواتف النقالة قدمتا 60 دقيقة من الاتصال مجانا للمشتركين صالحة للاستخدام بين الثاني والسادس من نيسان، “تقديرا لوقفة الشعب الواحد والقلب الواحد في يوم الكرامة والوفاء لسيادة الرئيس بشار الاسد”، في إشارة الى التظاهرات المؤيدة للاسد الثلاثاء.
ويبدو أن هذا العرض زاد من استخدام الهواتف النقالة ما أدى الى إختناق الشبكة، لذلك قررت الشركتان استبدال العرض بآخر يقضي بتقديم عشر دقائق مجانية شهريا حتى أيلول.
وربط احد سكان دوما (15 كلم شمال دمشق) التي شهدت تظاهرات الاحد بين انقطاع الاتصالات واعتقال ناشطين.
وقال طالبا عدم الكشف عن اسمه “تجري حملة اعتقالات وخطوط الهاتف معطلة، ولذلك يشتبه الناس في أن ذلك متعمد، إلا أن الحكومة تقول أن المشكلة فنية