فيما تواصلت تظاهرات الأقباط الغاضبة ضد الاعتداء الارهابي الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس السنة، توصلت الأجهزة الأمنية إلى معلومات مهمة قد تساعد في الكشف عن الجريمة خلال الأيام المقبلة.
وقال مصدر أمني ان الأجهزة الأمنية باتت على قناعة شبه كاملة بان الحادث تم تنفيذه من قبل انتحاري من خلال حزام ناسف، وأن منفذ العملية كان يسعى للدخول إلى الكنيسة لإحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية، ومن المرجح انه شعر بالارتباك عندما شاهد رجال الشرطة المكلفين بحراسة الكنيسة، مما دفعه إلى ارتكاب جريمته بالشارع أثناء خروج الضحايا من الكنيسة.
وأشار إلى أن المسؤولين يقومون بتحليل الحامض النووي لتحديد هوية الضحايا الذين تحولوا إلى أشلاء وتحديد هوية منفذ الجريمة.
وأوضح ان التحليل سيوضح عما إذا كان من بين القتلى شاب كان يقوم ببيع المصاحف والأشرطة الكاسيت منذ نحو سنتين أمام المسجد المقابل للكنيسة واختفى بعد الحادث أم ان الأشلاء تعود للانتحاري.
أوصاف المشتبه به
واستمعت النيابة إلى أقوال عدد من الشهود والمصابين، الذي أدلوا بأوصاف «دقيقة» للمشتبه بتنفيذ التفجير، منها أنه أبيض البشرة، يقارب الأربعين من العمر، ويصل طوله إلى 180 سنتيمتراً. كما أنه حليق الذقن والشارب، ويرتدي نظارة طبية، وسترة زرقاء تحتها قميص فاتح اللون.
وذكر مصدر امني أنه قد تم تشكيل فرق بحث من جهاز مباحث أمن الدولة والأمن العام والبحث الجنائي وأجهزة وزارة الداخلية الفنية لملاحقة مرتكبي الجريمة، فيما تم تكثيف الوجود الأمني بالمناطق الحدودية حتى لا يتمكن أحد من المتورطين من الهرب.
وقام فريق من رجال شرطة المطارات والموانئ بإعداد قائمة بأسماء 15 أجنبياً دخلوا البلاد خلال شهر ديسمبر 2010. بينما تنتظر النيابة تقارير إدارة المرور حول بيانات 13 سيارة كانت موجودة قرب مكان التفجير.
وأضاف المصدر أن السلطات المختصة تجري تحريات لمعرفة ما إذا كان هناك متسللون دخلوا مصر قبل فترة عيد الميلاد عبر الحدود، حيث تشير التحريات أيضا إلى تورط جهات أجنبية في ارتكاب الجريمة، لاسيما بعد تهديدات تنظيم القاعدة منذ شهرين بشن هجمات ضد المسيحيين في مصر.
اشتباكات
في غضون ذلك، شهدت عدة مناطق في القاهرة والمحافظات تظاهرات حاشدة لآلاف الأقباط استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس وتطورت الى اشتباكات مع رجال الشرطة أمام مقر الكاتدرائية العباسية التي تضم المقر البابوي، مما أسفر عن إصابة 43 من أفراد قوات الأمن المركزي (8 ضباط و35 مجندا)، و15 من المتظاهرين الأقباط.
ورفع المتظاهرون صلبانا خشبية ورددوا هتافات تندد بما اعتبروه استهدافا لهم، وطالبوا بإقالة وزير الداخلية.
وردد المتظاهرون هتافات ضد الحكومة وذلك لدى دخول عدد من الوزراء والمسؤولين الكاتدرائية لتقديم واجب العزاء للبابا شنودة ،كما رشقوا بالحجارة عثمان محمد عثمان وزير الدولة للتنمية الاقتصادية بعد ان التقى البابا شنودة، ورددوا هتافات ترفض زيارات المسؤولين الحكوميين للكاتدرائية، وقاموا بتكسير بعض واجهات المحلات وعدد من السيارات.
وطالب المتظاهرون البابا شنودة بالتعبير عن غضبه لما حدث للأقباط، وأعلنوا رفضهم لتلقي العزاء من المسؤولين والمسلمين في ضحايا التفجير.
وأوضح مصدر أمني أنه تم إصدار تعليمات لقوات الأمن وضباط الشرطة المتواجدين أمام الكاتدرائية بضبط النفس، واحتواء المشاعر الغاضبة.
وقام عدد من قيادات الكنيسة بالخروج إلى شارع العباسية ومخاطبة المتظاهرين وأمروهم بالانصراف إلى منازلهم. وتم بعد ذلك فتح الطريق أمام السيارات بعد إغلاق دام حوالي 3 ساعات.
في الوقت نفسه، شهدت مختلف الجامعات المصرية تظاهرات أمس تدعم الوحدة الوطنية ورفع آلاف الطلاب بمشاركة أساتذة الجامعات شعار «يحيا الهلال مع الصليب»، مؤكدين على ضرورة احتواء تداعيات الحادث
رفض إصلاح الكنيسة
الى ذلك، رفضت الكنيسة أمس قيام فريق من شركة المقاولون العرب التي كلفها رئيس الوزراء احمد نظيف بإصلاح الاضرار في الكنيسة من القيام بعملها، وأكد كهنة الكنيسة ان التلفيات ستظل خالدة باسم الضحايا.