كتبت النائبة اللبنانية نايلة تويني مكتبي, مقالا حول قرب قدوم عيد الاستقلال اللبناني وهذا البلد فارغ بدون رئيس للجمهورية وتقول: بعد سبعين سنة على الاستقلال عام 1943 صار لبنان بلا رئيس للجمهورية، كأنه مريض عجوز تقهقر في العيد السبعين، فلم يقو على الاستمرار في الحياة طبيعياً. المؤسسات شبه معطلة، لا رئيس في القصر، والحكومة مشلولة، والمجلس يجتمع للضرورة، والنفايات في كل مكان تحاصر المواطنين في يومياتهم.
الذكرى الـ 72 للاستقلال على الابواب. سنتان وسدة الرئاسة الاولى فارغة، فيما الحوارات قائمة، وهي تبقى عقيمة ما لم تتمكن من الاتفاق على تسيير أمور الدولة في شكل دستوري. يتلهون بأمور كثيرة فيما الحاجة الى واحد. مطالبات بقوانين للجنسية او للانتخابات، وتشريعات لقوانين مفروضة علينا، وانشغال بالوضع السوري، بل تورط غالباً، واستنزاف للامكانات القليلة على اللاجئين، وإرهاب يصيبنا فيؤلمنا، ومعارك وانتصارات وهمية، والمطلوب واحد.
قد يسأل احدهم: “وهل انتخاب رئيس يقينا شر الارهاب؟”. بالطبع لا. لكن انتخاب الرئيس يترجم توافقاً داخلياً ودعماً خارجياً لهذا التوجه، وهذا ما يحتاج إليه لبنان لمواجهة الصعاب، إن في الأمن، أم في الاقتصاد، أم في الحياة الاجتماعية. انتخاب الرئيس يعيد التوازنات الداخلية، ويحمي الميثاق الوطني، والصيغة المميزة في عالمنا، بكل علاتها وإخفاقاتها أحيانا، وانتخاب الرئيس يعيد الانتظام إلى عمل المؤسسات التي باتت عاجزة وفقدت ثقة المواطنين بها. فماذا نقول في أزمة نفايات فشلت الحكومة في حلها حتى اليوم بسبب الانقسامات المذهبية وغياب التغطية السياسية، بل لنقل عجز السياسيين عن توفير ذلك الغطاء؟ وماذا نقول في قول نائب إن الناس باتوا لا يصدقون المسؤولين وقد فقدوا كل ثقتهم بالدولة؟ ومن يوضح للبنانيين شيئاً عن غدهم وكيف تعيد حكومتهم انطلاقتها المتعثرة اصلاً؟
هذا يطلق مبادرة، وذاك يتلقفها. هذا يضع شروطاً، والآخر شروطاً مضادة. الأول يسمّي مرشحاً، والثاني يضع عليه فيتو. يبقى كله كلاماً بكلام وإضاعة للوقت، وانتهاكاً للدستور والقوانين، ما دام ثمة من يعطل الانتخاب ويقاطع الجلسات. هو انتهاك للاستقلال وإضاعة للانجاز التاريخي الذي عمل له أجدادنا وآباؤنا قبل سبعين سنة، وقد كانوا أكثر حكمة، وأكثر وطنية، وأكثر نضجاً، وأكثر ايماناً بوطنهم، وأقلّ عمالة للخارج.
المطلوب عشية الاستقلال ألا يتبادل الأطراف الكرة، ويسجل كل منهم انتصاراً شعبوياً على الآخر، لأن انهيار البلد لن يبقي لأحد أو لفريق أي شعبية أو أي وجود، فالإرهاب يتربص بنا، وقد يفتك بنا وببلدنا.