أكد البيان الختامي للقاء بكركي الذي جمع الرئيس امين الجميل ورئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجيه، برعاية البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، “ان الاجتماع كان اخويا ووطنيا بامتياز، ساده جو من الصراحة والمسؤولية والمودة”.
وأضاف البيان الذي تلاه المسؤول الاعلامي لبكركي وليد غياض: “لقد تمت مقاربة المواضيع المطروحة انطلاقا من التمييز بين ما هو متفق عليه وما هو خاضع للتباينات السياسية المشروعة في وطن ديموقراطي يحترم الحريات والفروقات مع المحافظة على وحدة الوطن واحترام ثوابته وصون مصالحه الاساسية”.
واتفق على ان تعقب هذا اللقاء “لقاءات اخرى ومتممة كلما دعت الحاجة”.
ورد فرنجية على سؤال حول مصافحته جعجع، قائلاً: عادي تصافحنا و”حكينا كمان”.
ولفت الجميل الى أن الجميع دفع الثمن غالياً في الحرب الاهلية التي مرت على هذا الوطن.
بدوره، علق عون على جلوس جعجع مقابل فرنجية، قائلا: “كل إثنان يختلفان مع بعضهما البعض يتم إجلاسهما مقابل بعضهما البعض”.
وكان اللقاء قد بدأ عند التاسعة من صباح الثلاثاء لقاء الاقطاب، وجرت المحادثات بعيدا عن أضواء وسائل الإعلام، بحيث مُنع الصحافيون والمراسلون من دخول مقر البطريركية.
وجلس المجتمعون حول طاولة مستطيلة في الصالون الكبير في بكركي والبطريرك على رأسها وعلى يمينه الجميل ورئيس وجعجع والمطران رولان ابو جودة والمطران يوسف بشارة وعلى شماله عون وفرنجية والمطران بولس مطر و المطران سمير مظلوم.
وبدأ الإجتماع برياضة روحية تولى الإرشاد فيها الحبيس يوحنا الخوند، بعدها بدأت جلسات العمل والمواضيع السياسية.
كما أقام البطريرك الراعي غداء على شرف المشاركين في إجتماع بكركي في حضور البطريرك الكاردينال نصر الله صفير.
وكانت مصادر متابعة قد نقلت أن المهم في اللقاء، أن الجميع سيشاركون فيه “من دون قيد أو شرط” ومع علم مسبق بالمواضيع التي ستناقش فيه، نظراً الى الظروف الضاغطة التي يمر بها لبنان والمنطقة. كذلك يكتسب اللقاء أهمية لأنه يعقد قبل أيام من عيد الفصح وعقب عودة البطريرك الراعي من روما، وبعد أسابيع قليلة من انتخابه، و”لا يمكن ان يُرفض طلبه” في هذا الوقت خصوصاً، ثم لأن المشاركين فيه هم قادة الصف الأول وتالياً لا تريث في اتخاذ القرار لاستمزاجهم كما كان يحصل، فهم “الخصم والحكم”.
وفي المعلومات المتوافرة أن بكركي ستعمل ما في وسعها ليكون اللقاء اطاراً للتواصل، وأن البحث سيتناول “الخطوط العريضة” للمسلّمات والقواسم المشتركة بين الجميع ومنها الملفات التي تهم المسيحيين، مثل: التجنيس واسترداد الجنسية واقتراع المغتربين واللامركزية وقوانين الانتخاب والحضور المسيحي في الإدارة والهدر والفساد ورفض التوطين ودعم حق العودة للفلسطينيين. أما موضوع السلاح، فسيصار الى البحث فيه من قبيل تأكيد دعم سلطة الدولة والجيش، بمعنى أنه لن يكون “عقبة مستعصية”، ما دام المبدأ متوافقاً عليه بين الجميع.
وترى أوساط مواكبة أن ظروف نجاح اللقاء “مؤمنة”، بينما لم تستبعد أوساط بكركي صدور بيان عن اللقاء أو عدم صدور بيان وفق ما يرتئيه المجتمعون، علماً أن ثمة حرصاً على “ضبط الإيقاع” بحيث لا تصدر مواقف تبدد الآمال التي علقت على اللقاء السياسي الأول برئاسة بطريرك جديد وقبل نحو ثلاثة أسابيع من الاختبار الثاني للسلطة البطريركية المتمثل بالقمة الروحية المسيحية – الإسلامية.