خاص خبر – تعلّمنا منذ الصغر انّ أي ثورة لتنجح تقوم على نقطة أساسية وهي السيطرة على الإعلام الرسمي في البلد فهو السبيل الى الشعب ليعرفوا ما يدور من خطط ويتوقّعوا ما سيحدث لاحقا فالكل بات لديه قناعة راسخة ان هذا الإعلام يمكن ان يفبرك ويعمل لصالح جهة ما من أجل تحقيق هدفها لكن اليوم ومع اشتداد أزمة الخليج فقد بتنا في زمن نشهد فيه إعلام عربي قذر: معك معك عليك عليك.
بالأمس القريب فقط, كانت قناة الجزيرة القطرية وهي الأشهر في العالم العربي أجمع, تقف مع السعودية والحلف العربي بوجه الحوثيين وتقف مع الامارات بوجه ايران ومع العالم كله ضد أمريكا وتسخر من ترامب, لكن ذلك كله تغيّر مع بدء الحصار المفروض عليها من قبل دول الخليج.
منذ 27 حزيران الماضي, باتت الجزيرة منبرا للتنديد بجرائم السعودية في اليمن وتصوير المملكة بأنها شيطان متخفّ بعباءة الدين وانقلبت الملفات الى سوداء وأصبحت برامج القناة بأكملها تندّد بالدور السعودي هنا وهناك.
العربية تتحوّل..
في المقابل, رأينا تحوّلا من قنوات تابعة للحلف الخليجي ضد قطر على رأسها قناة العربية, التي “كعادتها” تقصف سهامها يمنة ويسارا وتنشر اخبارها دون التأكد منها ولو لبرهة, فكان التركيز هذه المرة على ضرب الاقتصاد القطري وإعطاء صورة كأنه في حالة انهيار تام بفضل الحصار المفروض من قبل الامارات والسعودية على الدولة الصغيرة.
حتى وصل الأمر بأن قامت قناة العربية بتهديد طائرات قطرية بالقصف والتفجير في حال مرورها من فوق الاراضي السعودية ولو عن طريق الخطأ ّ!
الميادين .. المستفيدة!
أما قناة الميادين التي تديرها ايران في لبنان تحت غطاء اعلامي سابق كان يعمل في قناة الجزيرة, فكانت ربما المستفيد الاكبر إذ وجدت حليفا كالجزيرة تقف معه ضد السعودية, حتى أن الأمر وصل بأن دافعت عن القناة حين توقّف حساب الجزيرة على تويتر!
الرياضة على خط المقاولات
ولأن الحسد يخرب الجسد, فإن العداء بين دول الخليج وإعلامها لم يتوقّف عند السياسة والحرب الكلامية والاتهامات المتبادلة, بل جعل الرياضة تدخل على الخط حين بدأت قنوات خليجية في الغمز الى كأس العالم 2022 وضرورة سحبه من قطر التي قيل انها “لا تستحقه”. هكذا وبشهرين فقط أصبحت قطر لا تستحق كأس العالم بعدم 4 اعوام على الدعم والقول ان الأمر فخر للعرب أجمعين.
وانسحب الامر ايضا على القنوات الرياضية اذ تواجهت قنوات BeIn Sport مع قنوات ابو ظبي ووسائل اعلام مصرية ووصل الامر الى حدّ سحب ميكروفونات الجزيرة الرياضية من المحافل الدولية على يد عاملين بقنوات مثل ابوظبي الرياضية, اذافة الى تغطية إسم BeIn من قائمة الرعاة للبطولات الكروية.
مثل هذا الإعلام القذر هو من يفتح حروبا ويغلق أخرى, نعم وألف نعم إعلام عربي قذر: معك معك عليك عليك, اليوم يكون صاحب القناة معك وعندما يأمره المموّل ينقلب عليك في البصر, بزمن لم يعد أحد يعرف فيه الحقيقة ولا وسيلة إعلام واحدة تستطيع الحياد الا لو كانت تبغى الخسارة وعدم ركوب موجة الاكاذيب والاضاليل !!!