إكس خبر- كيف تلقت القوى الاسلامية الاصولية في طرابلس خبر المجزرة البشعة التي ارتكبها ارهابيون في فرنسا؟ وراح ضحيتها اثنتا عشرة ضحية من بينهم اربعة صحافيين في الصحيفة المتهمة بالاساءة الى النبي محمد.
صحيح ان المجزرة وقعت في فرنسا وان الحدث هو ما وراء البحار غير ان ترددات هذا الحدث لم يكن بعيدا عن الساحة الطرابلسية التي تعتبر البيئة التي تتأثر بالاحداث خاصة حين تكون هذه الاحداث ذات صلة بالحركات الاسلامية الاصولية التي وجدت بيئتها في طرابلس والتي اعلنت منذ سنوات انها عاصمة المسلمين السنة. بالرغم من ان قيادات دينية ومراجع اسلامية عليا تعمل مؤخرا على ازالة الغشاوة من عقول الذين تشربوا ان طرابلس مدينة التطرف والاصوليات الارهابية وهم اليوم نجحوا الى حد بعيد في استعادة تاريخها الوطني واسلامها المعتدل. وهذا ما عملت عليه دار الفتوى مؤخرا بالطلب الى أئمة المساجد والخطباء بالتركيز على المفاهيم الاسلامية المعتدلة ونبذ التطرف بكافة اشكاله.
لكن اللافت منذ وقوع الحدث المفجع في فرنسا والذي اجمع عليه الجميع انه شكل اساءة بالغة لمفاهيم الاسلام،
ان بعض القوى المتطرفة في المدينة والتي لا تزال منغلقة على نفسها ورافضة الخروج من شرنقتها اصرت على اطلاق مواقف تذكر بالسنوات التي مضت وحاولت ان تفرض نهجها التكفيري فاذا بها تظهر مجددا من خلال منبرين، اولا، وهو الاقرب الى الناس، منابر بعض الناس في طرابلس وحيث يرتادوها عدد من المصلين الذين يتأثرون بخطب الجمعة ويعتبرونها بمثابة المنارة وان من يصعد على المنبر قدوة لهم.
وقد القيت بعض الخطب في هذه المساجد التي اشادت بالمجزرة واعتبرتها انها ثأرت للنبي وان الارهابيين الذين نفذوا العملية هم ابطال وقد جاءت هذه الخطب منفعلة ومتشنجة دون ان يعي الخطباء خطورة خطبهم وكيف تنعكس على الساحة الطرابلسية التي استعادت امنها وامانها وما قد تسببه من عودة الفوضى والانفلات تحت حجة نصرة الدين والنبي. مع اغفال الكثير من هدي النبوة وسيرة النبي الذي عرف بالتسامح والمحبة واحتواء الاخر.
المنبر الثاني، والذي لا يقل خطورة عن الاولى مواقع التواصل الاجتماعي التي حفلت بالتهنئة من اصوليين والاشادة بالمجرمين والعملية الاجرامية، ولهذه المواقع تأثير على متتبعيها فقد اظهرت ان في المدينة من لا يزال يحرص على قناعاتها التكفيرية المتطرفة بل دلالة على ان هناك من يحتضن هؤلاء المتطرفين من مجموعات وخلايا تعمل في الاحياء على بث الفكر التكفيري دون هوادة، وقد رأت مصادر طرابلسية ان هذه دلائل على ان طرابلس لا تزال تعيش فوق بركان خامد من التطرف والاصولية التكفيرية لا احد يعلم متى ينفجر ويعيد المدينة الى حالة الفوضى واحياء احلام الامارة، وان دل هذا على شيء وانما يدل على ان المنطقة ستشهد اندفاعات جديدة للحركات الاصولية التكفيرية التي ستصيب المسلمين المعتدلين قبل غيرهم، لتنال من الجميع.
وهنا تلقي مصادر طرابلسية المسؤولية على عاتق المرجعية الدينية الرسمية حيث يقتضي السهر والمتابعة للحد من هذا المنحى المتطرف.
وهنا سؤال يطرحه الطرابلسيون، اين اصبح مؤتمر الاعتدال والحوار، ولماذا الغي واليوم بات حاجة ماسة قبل اي وقت مضى؟