اكس خبر- منذ الساعات الأولى على اعلان اتفاق الهدنة الأميركي الروسي في سوريا، بدأت التحليلات والتكهّنات حول مدى صمودها في ظل عدم وجود أرضية خصبة لاستمرارها خصوصاً بسبب عدم التمكن من فصل التنظيمات المعارضة بين ارهابية وغير ارهابية. وما ان تم الاعلان عن انطلاق هذه الهدنة مساء يوم الاثنين، بدأت عملية الرصد على كافة الاراضي السورية للبحث عن أي خرق للهدنة ينفذه النظام السوري أو المعارضة.
ظل الوضع على ما هو عليه مع بعض الخروقات في عدد من المناطق، حتى أعلن الجيش السوري صباح يوم الثلاثاء عن اسقاط طائرة حربية اسرائيلية وطائرة استطلاع فوق القنيطرة، لتتوجه الانظار من الداخل السوري إلى الحدود الجنوبية لسوريا. وشكل هذا التطور منعطفاً جديداً على الساحة السورية بعد أن ظن الجميع أن الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة على الجولان وفي القنيطرة.
وكالعادة شكل هذا الحدث مساحة واسعة للتحليلات والاستنتاجات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن انقسم رواد هذه المواقع بين مؤيد للعملية ومستهزئ منها.
وفي هذا السياق يرى الصحافي طلال سلمان أن “النجدة الروسية للنظام السوري كانت ضرورية لمواجهة حشد خصومه الذين اجتمع في معسكرهم العديد من قادة العرب مع تركيا لكن الصحيح أيضاً أن حسم الحرب في سوريا وعليها يحتاج الى ما لا يستطيع أحد تقديمه إلا النظام السوري نفسه، وهذا هو جوهر المسألة”.
في المقابل، يعرب الاعلامي عماد قميحة عن استهجانه لهذه الحادثة، معتبراً أن “المستهجن ليس هو “خبر” اسقاط طائرة و”همروجة” الاعلام الممانع الفارغة، بل بالحقيقة المستهجن بالموضوع هو النفي الاسرائيلي وحرمان الممانعة هذه المادة الاعلامية”.
فيرد عليه رياض صوما بالقول “افترض أن الطائرة لم تسقط وافترض ان النظام يريد خلق انتصار وهمي، ما الذي يزعجكم، وكانكم صهاينة اكثر من الصهاينة”، ويضيف: “تابعت الاعلام الاسرائيلي وقد تناول الحدث برصانة وموضوعية ومسؤولية ولاحظ تغيّرًا في التعامل السوري، اما انتم فلا يهمكم سوى الامعان في تزكية الصراع الاهلي”، ويتابع: “انتم طابور خامس لا اكثر ولا اقل”.
أما مروان سعود فيرى أن “التأخر بإسقاط طائرة عسكرية عدوّة لنا، لمدّة طويلة من الزمن هو المستهجن، ومن ثم اسقاطها دون برهان أو فيديو في زمن تملير وتبلين الكاميرات هو المهزلة”.
من جهته، يرى الاعلامي حسن حمزة أن “الهدنة ألزمت الإرهابيين بوقف الأعمال الإجرامية والقتال ، فانبرت معلمتهم إسرائيل للعب الدور”، معتبراً أن “إسرائيل تسعى لشر في الجنوب السوري”.
وبعد اعلان الجيش السوري عن اسقاط الطائرات، سارعت القوات الاسرائيلية إلى نفي هذه العملية موضحة أن الطائرات تعرضت لاطلاق صواريخ دون ان تصيبها.
وفي هذا السياق تساءل “أبو حيدر” “لماذا دبّ الحماس عند البعض عند نفي إسرائيل اسقاط الطائرة؟ لا افهم السبب ولماذا تم تصديق اسرائيل وتكذيب الجيش السوري؟”، موضحاً أنه “في هذه المنطقة الجيش السوري ينشر منظومات دفاع جوي قادرة على اسقاط طائرات حديثة ولمسافة جيدة وعلى علو جيد وسوريا تمتلك منظومة دفاع جوي روسي معقدة جداً من حيث النوع والكم وطريقة عمل الرادارات”.
ونقل عدد من رواد هذه المواقع تحليلات للعميد المتقاعد أمين حطيط على أحد مواقع التواصل الذي يرى أن “إسقاط الجيش العربي السوري لطائرتين إسرائيليتين فوق الجولان له دلالات هامة فهناك قرار سوري حازم بالتصدي للعدوان الإسرائيلي، وهو قرار لا تثني سوريا عوائق وحواجز أو تهويل عن وضعه موضع التنفيذ، كما ان سنوات العدوان الخمسة والتي استهدفت خلالها منظومة الدفاع الجوي السوري بشكل منظم ومنهجي لم تُخرِج المنظومة الدفاعية الجوية السورية من دائرة الفعالية وها هي تثبت نجاعتها في مواجهة العدو الإسرائيلي الأصيل فتسقط طائرتين له”.
اذا، في حال سقوط الطائرة او عدمه، يبقى هذا الحدث له أهمية بارزة خصوصاً وأنها المرة الأولى التي تطلق فيها القوات السورية صواريخها على طائرات اسرائيلية رغم العدد الكبير من الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي السورية منذ بداية الأزمة.
الكاتب: النشرة