خبر – أمر قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد الدغيدي إحالة قتلة الشاب خالد عكاري الى محكمة الجنايات بجرم قتل شاب بريء.
ويعود تاريخ الجريمة التي وقعت في محلّة صربا – عين زبل، الى يوم الخامس والعشرين من شهر نيسان 2018 حين صُعق اللبنانيين بهذا الخبر وكادت فتنة اسلامية – مسيحية تقع لولا تدخل الجيش اللبناني.
التحقيقات التي إنكّب على إجرائها قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد الدغيدي، أفضت الى الوقائع التالية:
الساعة الخامسة بعد الظهر، كان المغدور خالد عكاري برفقة المدعين “حسن. ح” و”نصرالله. س” و”أحمد. ب” يتوجّهون سيراً على الأقدام عبر شارع عين زبل باتجاه الأوتوستراد، بعد مغادرتهم لمكان عملهم. في حين كان المدعى عليهم “شربل.ا” وشربل.ن” و”دومينيك .أ” و”شربل. س” و”سبستيان. م” و”فنسان. س” و”أنطوان. و” يتواجدون أمام محل تسلية معدّ للألعاب الكومبيوتر ويجلسون على جانب الطريق، فشاهدوا المدعين والمغدور”خالد”، الذي يعمل في محل حدادة وبويا ليساعد عائلته وهو من مواليد العام 2001، قادمين باتجاههم، وكان المدعي “نصرالله” ذو شعر كثيف يميل الى اللون الأحمر، الشكل الذي لم يرق للمدعى عليه “شربل.ن” ( مواليد 2001 ) وأزعجه فعبّر عن ذلك بعبارة “شكلو متل الخاروف بذبذبني” وتوجّه بالقول الى “شربل.إ” ( مواليد 1997): “يللا فقّشناه” فوافقه الرأي هذا الأخير قائلاً: “هودي بعد ما أكلوا قتلة بالحي”.
في هذه الأثناء إفترق المدّعين إذ دخل كلّ من “حسن.ح” و” أحمد.ب” الى دكان في المحلّة وأكمل “نصرالله” والمغدور “خالد” طريقهما.
وصل “خالد” و”نصرالله” أمام محلّ الكمبيوتر حيث يتواجد المدعى عليهم، فعمد”شربل. ن” على إستفزاز “نصرالله” بحركة في يده إلا أنّ الأخير لم يكترث وتابع طريقه مع “خالد”، حينها أقدم “أنطوان. و” (مواليد العام 2003) على سدّ الطريق ومنعهم من التقدّم فترجّل “شربل.ن” عن الدراجة الناريّة حيث يجلس، وتوجّه بالحديث الى المدعي “نصرالله” بعبارة: “شو ما عاجبك” وشتمه وأقدم على دفعه، فخرج رفيقيهما المدعين “حسين” و”أحمد” من الدكان وأسرعا الى المكان للإستفسار.
فور وصولهما بادر “شربل. أ” الى ركل “حسين” على خصيته وتجمّع كلّ من “شربل. ن” و”شربل. أ” و”فنسان. س” (مواليد 2001) و”دومينيك” (مواليد 1998) و”سبستيان” (مواليد 2001) وكان هذا الأخير يضع في يده بونيا من الحديد وبدأوا بضرب المّدعين الذين بادروا الى الهرب.
لم يشبع الضرب جموح وعدوانية المدعى عليهم فعمد 6 منهم الى اللحاق بالأصدقاء الأربعة، فتمكن “سبستيان” من ضرب خالد عكاري بالبونيا الحديدية على رأسه من الخلف، ليتمكن حينها “دومينيك” من عرقلة المغدور وطرحه أرضاً في حين نجح الثلاثة الباقين في الهرب.
صمّم “دومينيك” وكل من “شربل.ن” و”شربل.أ” و”فنسان.س” و”شربل.خ” و”سبستيان.م” على متابعة ضرب خالد الى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. فأقدم “شربل.خ” و”دومينيك” و”شربل.ن” على لكمه وركله في مختلف أنحاء جسمه حتى سالت الدماء منه، ليقوم بعدها “فنسان” على الركوب فوقه وبدأ بلكمه حتى تلطّخت يداه بدمائه ليتباهي بهذا الأمر أمام زملائه. هنا جاء دور “شربل.أ” الذي كان متأخّراً بلحظات عن رفاقه نظراً لوزنه الزائد وحركته الثقيلة، فأقدم على متابعة ضرب المغدور ومن ثمّ ركله بكلّ قوّته على وجهه فانقلبت عيناه وبدأت الدماء تسيل من فمه ليبادر المدعى عليهم الى مغادرة المحلّة محاولين التملّص من فعلتهم.
ما إن غادر المدعى عليهم حتى عاد رفاق “خالد” لإسعافه وعمدوا الى نقله الى مستشفى سيدة لبنان حيث خضع لعملية إنعاش لم تفض الى نتيجة بالنظر لبلاغة إصابته ففارق الحياة.
الطبيب الشرعي الذي عاين الجثة وضع تقريراً بيّن فيه أن المغدور أصيب بالجروح الآتية:
-جرح مفتوح بفروة الرأس من الوراء بقياس 2 سنتم،
-جرح بوسط الأذن الأيسر،
-إنخلاع بالرقبة،
-رضّة على الحاجب الأيسر،
-رضّة على وسط المنخار،
-رضة على الخاصرة اليمنى واليسرى.
تلك الوقائع وردت في القرار الظني الذي اصدره القاضي دغيدي وانتهى الى إعتبار فعل المدعى عليهم منطبقاً على جناية المادة 547 عقوبات (عقوبتها الأشغال الشاقة من 15 سنة الى 20 سنة) معطوفة على المادة 213 من قانون العقوبات معطوفتين على المادة السادسة من القانون رقم 422|2002 فيما خص المدعى عليهم القاصرين وأحالهم للمحاكمة أمام محكمة الجنايات في جبل لبنان.