اندلعت تظاهرات حاشدة في عدة مدن ومناطق سورية عقب صلاة الجمعة في «جمعة التحدي»، في وقت فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على 14 مسؤولا سوريا كبيرا شملت قيودا على السفر وتجميد اموال.
ويأتي خروج السوريين في تظاهرات الامس في تحد واضح لقرار وزارة الداخلية الذي دعا الى عدم القيام بأي مسيرات او تظاهرات، وبعد دخول الجيش الى مدينة درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات.
مقتل ثلاث محتجات والجيش يدخل بانياس
قتلت ثلاث متظاهرات بالقرب من مدينة بانياس الساحلية غرب سوريا، بينما دخلت وحدات من الجيش السوري المدينة التي تعد من أهم مراكز الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في البلاد. وفي الأثناء أعلنت منظمة حقوقية أن عدد قتلى الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ سبعة أسابيع بلغ 800 شخص.
وقتلت النساء السوريات الثلاث بعد تعرض مظاهرة نسائية كن يشاركن فيها في قرية المرقب القريبة من بانياس لإطلاق نار من قبل قوات الأمن السورية. وكانت المظاهرة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن نحو 150 امرأة كن يتظاهرن في القرية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين رفضن أوامر قوات الأمن بالتفرق، قبل أن يتعرضن لإطلاق النار الذي تسبب في مقتل السيدات الثلاث وجرح خمس أخريات.
وقالت منظمة سواسية لحقوق الإنسان إنها أحصت 800 شخص قتلوا خلال الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ سبعة أسابيع لديها أسماء جميع المدنيين القتلى ومجموعهم 800. وأضافت أن من بين القتلى 220 قتلوا في تدخل للجيش مدعوم بالدبابات في مدينة درعا.
ومن ناحيته، أفاد المتحدث باسم منظمة العفو الدولية لشؤون الشرق الأوسط والمسؤول عن الملف السوري في المنظمة نيل سامونز للجزيرة بتقارير عن إعدام ضباط وجنود تعرضوا لإطلاق النار من الخلف في درعا لرفضهم إطلاق النار على المتظاهرين.
وفي الأثناء، دخلت وحدات من الجيش السوري مدينة بانياس أحد معاقل حركة الاحتجاج على النظام، فجر اليوم السبت.
وقال ناشطون في مجال حقوق الإنسان إن دبابات الجيش دخلت مدينة بانياس الساحلية خلال الليل وهاجمت مناطق في المدينة من ثلاثة اتجاهات. وأكد شهود عيان أن سكانا شكلوا “دروعا بشرية” لمنع الدبابات من التقدم.
وأوضح ناشط حقوقي أن معظم الاتصالات مع بانياس قطعت، ولكنه استطاع الاتصال ببعض السكان بينما قطعت المياه والكهرباء عن المدينة الواقعة شمال غربي البلاد، كما تطوق الدبابات قرية البيضا المجاورة.
ويأتي دخول الجيش لبانياس اليوم بعد “جمعة التحدي” التي انطلقت فيها المظاهرات وعمت مدنا سورية عدة، مطالبة بإسقاط النظام.
وقتل في مظاهرات أمس نحو ثلاثين شخصا وأصيب آخرون بجروح، في حين أعلنت السلطات السورية مقتل عشرة عناصر من الجيش والشرطة في حمص على أيدي من وصفتها بـ”مجموعات إرهابية”.
وأفاد ناشطون حقوقيون سوريون بأنه تم الجمعة اعتقال الناشط السياسي رياض سيف في دمشق، وهو أحد أبرز وجوه المعارضة السورية.
إلى ذلك, حذرت الولايات المتحدة الجمعة بانها ستتخذ “اجراءات اضافية ضد سوريا اذا لم يتوقف قمع المتظاهرين”، بعد اسبوع على فرضها عقوبات اقتصادية على عدد من المسؤولين والكيانات الادارية في النظام السوري.
وقال البيت الابيض في بيان “ان الولايات المتحدة تعتقد ان اعمال سوريا المشينة ضد شعبها تستوجب ردا دوليا شديدا”، منددا باستخدام القوة الوحشية من قبل النظام السوري لوقف التظاهرات.
وهدد البيان بانه اذا لم توقف دمشق اعمال العنف ضد المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية، فان “الولايات المتحدة ستتخذ مع شركائها الدوليين اجراءات اضافية للتعبير بوضوح عن معارضتنا الشديدة لطريقة معاملة الحكومة السورية شعبها”.
ورحب البيت الابيض بقرار الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات على مسؤولين سوريين “مسؤولين عن انتهاكات لحقوق الانسان”.
وكانت الولايات المتحدة اقرت في 29 نيسان عقوبات اقتصادية على العديد من المسؤولين والكيانات الادارية في النظام السوري بينهم ماهر الاسد الشقيق الاصغر للرئيس السوري بشار الاسد المسؤول في الجيش السوري، وتضمنت العقوبات تجميد اموال ومنع اي تعامل تجاري.
كما شمل امر تنفيذي صادر عن الرئيس الاميركي باراك اوباما رئيس جهاز الاستخبارات علي مملوك وعاطف نجيب رئيس الاستخبارات السابق في محافظة درعا (جنوب)، مهد الحركة الاعتراضية على النظام.