أوراق “أمنية” لأول مرة في ميدان سورية

إكس خبر- لم تكد تمرّ أيام معدودة على العملية التي نفذها حزب الله في مزارع شبعا، في وضح النهار، وفي ذروة الاستنفار الأمني والاستخباري “الإسرائيلي” داخل فلسطين المحتلة وخارجها، حتى ردت “جبهة النصرة” بضربة استهدفت زواراً لبنانيين كانوا متوجّهين إلى ضريح السيدة زينب في ريف دمشق، وأتت بمنزلة رسالة باتجاه حزب الله وصفها خبراء ومحللون عسكريون بـ”الإسرائيلية”، وتأتي في سياق الحرب “الأمنية” المفتوحة بين الحزب و”إسرائيل”، التي ستحسب – وفق قواعد الاشتباك الجديدة – أكثر من حساب حيال الدخول في حرب مباشرة تضعها بمواجهة حلف دمشق – طهران – حزب الله، خصوصاً أن تقارير استخبارية بينها أميركية، حذّرتها من الانزلاق في أي ضربة عسكرية ضد سورية أو حزب الله، بعدما وصلت جهوزية “أضلع” الحلف المقابل استعداداً للمواجهة المقبلة إلى حد غير مسبوق عقب عملية القنيطرة.

وفي وقت أرخت عملية حزب الله الأخيرة في مزارع شبعا بظلال قاتمة على المستويين الأمني والشعبي في الكيان العبري، وسط تساؤلات عن العدد الحقيقي للقتلى “الإسرائيليين” الذي تتكتم عنه القيادة العسكرية “الإسرائيلية” حتى الآن، مكتفية بذكر اثنين فقط كحصيلة نهائية للعملية، خصوصاً أن الموكب المستهدف – حسب إشارة صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية – كان يضم عشرة ضباط من فرقة “تسبار” التابعة لـ”وحدة جفعاتي” النخبوية، أكد مصدر مقرب من فريق 8 آذار نقلاً عن مسؤول أمني إيراني وصفه بـ”المقرب” من اللواء قاسم سليماني، أن ثمانية قتلى من ضباط الموكب “الإسرائيلي” واثنين آخرين أصيبا بجروح خطيرة هي الحصيلة الحقيقية لعملية مزارع شبعا، مرجحاً أن ترتبط تلك الحصيلة بإحدى البيانات اللاحقة التي سيصدرها حزب الله تباعاً في سياق حربه الأمنية المفتوحة مع “إسرائيل”، بعدما توّجها بالبيان رقم “واحد” عقب تنفيذ العملية. وإذ أشار إلى أن المرحلة المقبلة ستأخذ “منحى” وأساليب جديدة في الميدان السوري عقب العملية “الإسرائيلية” في القنيطرة، والتي استفزت طهران بشكل كبير لناحية مقتل أحد ضباط الحرس الثوري ضمن المجموعة المُستهدفة، كشف المصدرعن اقتراب حسم أكثر من جبهة في غضون الأشهر الستة المقبلة شرق وشمال سورية، مؤكداً أيضاً أن طهران لن تسمح لـ”إسرائيل” ببناء حزامها الأمني في الجنوب السوري عبر نشر مسلحي “جبهة النصرة” وملحقاتها، وتشكيلهم خنجراً في ظهور مقاومي حزب الله في المناطق الجنوبية اللبنانية، و”أنها أعدّت العدة والعديد الكافييْن لهذا الهدف”.

وربطاً بالأمر، أشار خبراء ومحللون عسكريون إلى إنجاز خطة عسكرية أشرف عليها كبار القادة الأمنيين في دمشق وطهران وحزب الله، ستسري تحت عنوان “حرب استنزاف” مضادة في منطقة عسكرية طويلة تمتد على مساحة 70 كيلومتراً من الحدود مع فلسطين المحتلة. ووفق المحللين فإن أخطر ما ستواجهه تل أبيب في المواجهات المقبلة، سيتمثل بالـ”عمليات” النوعية الجديدة التي تم إيلاء تنفيذها إلى فرق خاصة من حزب الله والجيش السوري، مع نُسخة مطوَّرة من تلك التي كان يشنّها مقاتلو الحزب ضد القوات “الإسرائيلية” وجماعة انطوان لحد إبان الاحتلال “الإسرائيلي” لجنوب لبنان.

وفي السياق، توقف “إدوارد دارك”؛ أحد مراسلي صحيفة “آل مونيتور” الأميركية، أمام الكمين النوعي الذي نفذته إحدى تلك الفرق العسكرية الخاصة في منطقة السويداء على تخوم الجولان في 24 من الشهر الفائت، ضد مجموعة ضخمة من مسلحي “جبهة النصرة”، حيث أفضى إلى سحق المجموعة بكاملها، تبعته ضربات استخبارية سورية متلاحقة لا تقل أهمية عن صفعة الكمين الموجعة، تمثل أولاها باستهداف مقاتلة سورية لاجتماع هام ضم قياديين بارزين من “النصرة” وحركة “أحرار الشام” في منطقة مضايا بالزبداني في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتلهم جميعاً، أعقب حينها إيعاز “إسرائيلي” أُردف بخطة رد على الكمين، واستُتبعت بضربة أخرى جاءت كتسديدة هدف سوري مباشر في شباك جهاز “أمان” الإسرائيلي، عبر نجاح مجموعة خاصة من الجيش السوري بأسر قياديين اثنين من “جبهة النصرة” يرتبطان مباشرة بالجهاز المذكور في منطقة الكفير على الحدود مع لبنان، أحدهما مقرّب من المدعو “محمد البريدي”؛ أحد أبرز المتعاونين مع “إسرائيل”، وفق إشارة المراسل “دارك”.

وعلى وقع معلومات أكثر من مصدر صحافي عبري، سُرّبت “تأكيدات” أجمع عليها عدد من جنرالات الحرب “الإسرائيلين”، تشير إلى “أوراق” أمنية هامة باتت في حوزة الرئيس السوري بشار الأسد والسيد حسن نصرالله، ستُفتح للمرة الأولى في المرحلة المقبلة بـ”مباركة” أمنية إيرانية، سيكون على “إسرائيل” أن تفك لغز الشيفرات العسكرية من جبهة دمشق – طهران – حزب الله – “التي تُخفي في طياتها قنابل بالجملة خلفتها وراءها عملية القنيطرة، لا نعرف متى وكيف وأين ستنفجر في وجه “إسرائيل”، وفق تعبير “اليكس فيشمان” في صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

الكاتب: ماجدة الحاج

شاهد أيضاً

خارجية الامارات تمارس الانبطاح الكلي بإدانة عملية طوفان الأقصى

خارجية الامارات تمارس الانبطاح الكلي بإدانة عملية طوفان الأقصى

الطلب من الإعلاميين تمسيح الجوخ ..جديد السلطة اللبنانية لتغطية الفشل

الطلب من الإعلاميين تمسيح الجوخ ..جديد السلطة اللبنانية لتغطية الفشل

اكس خبر – يبتلي لبنان بمزيد من الانهيارات بسعر ليرته وعلى الصعيد الاقتصادي لجهة الأسعار …