انتهز الرئيس الأمريكي باراك أوباما عطلة الكونغرس ووقع قرار تعيين أول سفير أمريكي لدى دمشق بعد سحب الولايات المتحدة لسفيرتها هناك في عام 2005 . ووقع الرئيس أوباما القرار خلال عطلة نهاية العام التي يقضيها مع عائلته في هاواي مسقط رأسه، ليتيح بذلك وصولاً سريعاً وتسلماً للمنصب لأحد دبلوماسيي الخارجية الأمريكية المخضرمين في الشأن العربي، وهو السفير روبرت ستيفن فورد . وبموجب هذا التعيين
الذي يأتي باستخدام الرئيس الأمريكي لبند قانون يتيح له اتخاذ قرار التعيين، إذا كان الكونغرس في عطلة، فإن فورد سيبقى سفيراً لدى دمشق لحين انعقاد الدورة الجديدة للكونغرس في أواخر ،2012 وقد اضطر الرئيس أوباما إلى ذلك بعد تصريحات استباقية وعرقلة واضحة من الأعضاء الجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب، لا سيما هؤلاء المعروفين بأنهم كانوا وراء “قانون معاقبة سوريا” وحيث ستتبوأ إحداهم، وهي عضو مجلس النواب اليانا روس ليهتناين (جمهورية من فلوريدا وإحدى أكبر حلفاء “إسرائيل” بالكونغرس) رئاسة لجنة العلاقات الخارجية، وهي بدورها سارعت إلى انتقاد تصرف الرئيس أوباما ووصفته بأنه “تنازل” يقدم للنظام السوري المسؤول عن زعزعة استقرار لبنان ودعمه لحزب الله .
وبينما لم يتسن الوصول إلى السفير السوري في واشنطن د . عماد مصطفى بسبب سفره، فإن مصادر في واشنطن قالت ل “الخليج” إن أوباما فعل حسناً باتخاذه هذا القرار، فمن غير المعقول أن تواصل واشنطن جهودها لتنشيط عملية التسوية في المنطقة دون وجود فعلي وتعاطٍ مع الدول المهمة بالمنطقة، في إشارة إلى توقيعات أخرى قام بها الرئيس أوباما لتعيين سفراء أمريكيين جدد في كل من أنقرة (تركيا) وتشيكيا، وكان أوباما قد وقع أيضاً قراراً بتعيين مسؤول آخر لقي معارضة من الجمهوريين في الكونغرس وهو نائب وزير العدل جيمس كول . وأكد المصدر نفسه أن فورد سيكون بدمشق في أسرع وقت ممكن .
جدير بالذكر أن السفير الأمريكي الجديد لدى دمشق روبرت فورد معروف بطلاقته في اللغتين العربية والتركية إذ سبق له العمل كسفير في الجزائر وتولى مناصب دبلوماسية في العديد من الدول العربية وعلى رأسها مصر والبحرين والجزائر، كما استعانت به إدارة الرئيس السابق جورج بوش في ما بعد غزو العراق حيث شغل منصب المستشار السياسي الأمريكي لدى سلطة الائتلاف المؤقتة في بغداد ما بين 2004 – ،2006 ثم عين بعدها كسفير لدى الجزائر في عام 2006 حتى أغسطس/ آب 2008 . كما سبق له أن شغل منصب القائم بالأعمال للسفارة الأمريكية بالبحرين (2001 – 2004) . ومعروف أيضاً عن روبرت فورد أنه يتحدث الألمانية وهو حاصل على الماجستير من جامعة جونز هوبكنز، وهو متزوج من دبلوماسية أمريكية (زميلة له) وهي اليسون بيركلي .