للعدالة والثأر ثمن أميركي باهظ، فقد تكبدت الولايات المتحدة أبهظ كلفة مطاردة في تاريخ البشرية، إذ أنفقت على حرب أفغانستان، التي كان هدفها الأول قتل بن لادن، نحو 444 مليار دولار حتى الآن ، تضاف إلى تلك الكلفة المباشرة عشرات المليارات التي أنفقت على تعزيز الأمن المكافح لما سمي بـ «الإرهاب»، لاسيما إجراءات المنافذ وتعقب «الخلايا» هنا وهناك.. ليصل اجمالي كلفة مطاردة بن لادن ومكافحة الارهاب إلى 600 مليار دولار حتى الآن.
وكانت كلفة مدينة نيويورك جراء تدمير برجي مركز التجارة العالمي في سبتمبر 2001 نحو 95 مليار دولار، وتكبدت أسواق الأسهم الأميركية غداة تلك الأحداث 1400 مليار دولار، واستنزفت عشرات المليارات من إيرادات شركات الطيران والسياحة والسفر والتأمين، وانتجت أحداث 11 سبتمبر حروباً في أفغانستان بشكل مباشر، وفي العراق بشكل غير مباشر، لتبلغ الكلفة الإجمالية نحو 1.3 تريليون دولار.
يذكر أن كلفة تدمير البرجين لم تكلف المخططين أكثر من 400 ألف دولار فقط.
أما على صعيد عملية اغتيال بن لادن، فقد كشفت المصادر الأميركية معلومات جديدة أبرزها أن الرئيس الأميركي أوباما والقيادة الأميركية تابعوا العملية من خلال كاميرا مثبتة على خوذة أحد الجنود المكلفين بالعملية.
كشف مصدر دبلوماسي أميركي أن «الرسول» الموثوق به الذي قاد، دون قصد، الاستخبارات الأميركية إلى مخبأ زعيم القاعدة، هو كويتي يدعى «أبو أحمد».
وكان أشار إلى ان عملية تعقب الرسول، من دون تسميته، بدأت منذ عام 2007 بعدما تبين من تحليل تقييمات المعتقلين المحتجزين في غوانتانامو، تكرار اسم «أبو أحمد الكويتي» الذي يعتقد أنه من المقربين إلى خالد شيخ محمد الذي يدعى أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر.
وأعلنت باكستان اعتقال أفراد من أسرة بن لادن بعضهم مصاب بجروح، وسيتم تسليمهم لبلادهم لاحقا، مشيرة إلى ان المعلومات التي أدت إلى الاعتقال كانت في الأصل باكستانية تمت بمشاركة الأميركيين فيها منذ شهر أبريل الماضي.
وتردد أنه تم العثور على جواز زوجة بن لادن وهو باسم أمل أحمد عبدالفتاح.
وبشأن متابعة البيت الأبيض للعملية مباشرة، قال جون برينان مستشار أوباما لشؤون الإرهاب «ان تلك اللحظات كانت بلا شك الأشد اثارة للقلق في حياة الناس الذين تجمعوا هنا».
وشوهدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تضع يدها على فمها خلال متابعتها للعملية دون أن يعرف المشهد الذي أدى إلى ردة فعلها.