في ظل الاضطرابات السياسية والأمنية والشعبية في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وبعد الزلزال والتسونامي المدمرين في اليابان، تشهد اسواق السلع ارتفاعات حادة على اعتبار انها الملاذ الآمن للمستثمرين حول العالم.
وقد وصلت أسعار بعض السلع مثل الذهب والقصدير الى مستويات قياسية لم تصلها في تاريخها.
وأمس ارتفعت اسعار العقود الآجلة للنفط الخام إلى أعلى مستوياتها في عامين ونصف العام إذ عوض نقص الامدادات بسبب هجمات على حقول نفط ليبيا اثر المخاوف المتعلقة بالطلب بعد زلزال اليابان.
وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي إلى اعلى مستوى خلال اليوم مسجلا 125 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ أغسطس عام 2008. وارتفع سعر برنت 93 سنتا إلى 123.60 دولارا للبرميل.
وارتفع الخام الأميركي 98 سنتا إلى 111.28 دولارا للبرميل بعد أن بلغ ذروته عند 111.39 دولارا في وقت سابق.
وكان ارتفاع النفط إلى جانب صعود أسعار الذهب والمواد الغذائية قد زاد مخاوف الحكومات في مختلف أرجاء العالم من التضخم بسبب الآثار السلبية المحتملة له على الاقتصاد مع ارتفاع تكاليف الغذاء والمواد الأولية.
وقال صندوق النقد الدولي الخميس إن الاقتصاد العالمي يدخل مرحلة من ندرة النفط، وأضاف أن مشكلات العرض والطلب قد تتسبب في ارتفاعات في الأسعار تنافس ما حدث في عام 2008 عندما صعد النفط إلى مستوى قريب من 150دولارا للبرميل.
امام الذهب، فسجل ارتفاعا قياسيا امس فيما بلغت الفضة اعلى مستوى منذ عام 1980 اذ دفع تراجع الدولار الى ادنى مستوى في 15 شهراً أمام اليورو المخاوف بشأن ديون منطقة اليورو والتوترات في الشرق الأوسط المستثمرين للتكالب على المعادن النفيسة.
وصعدت اسعار الذهب في السوق الفورية الى 1470 دولارا للاوقية (الاونصة) وجرى تداوله عند 1468.70 دولارا امس مقابل 1457.45 دولار عند اغلاق نيويورك الخميس، وجرى تداول الفضة عند 40.18 دولارا للاوقية مقابل 39.51 دولارا امس الاول، وكانت الفضة قد ارتفعت الى 41.22 دولارا أمس.
واذكى تراجع الدولار الارتفاع في أسعار الذهب التي سجلت عدة مستويات قياسية هذا العام.
وبين المعادن النفيسة الاخرى ارتفع البلاتين الى 1885 دولارا للاوقية مقابل 1781.10 دولارا عند اغلاق نيويورك امس الاول فيما زاد البلاديوم الى 788.47 دولارا من 775.03 دولارا للأوقية.
إلى ذلك، قفز القصدير إلى مستوى سعري قياسي جديد في لندن، كما ارتفع الرصاص إلى أعلى مستوياته في ثلاث سنوات، في حين بلغ النحاس أعلى نقاطه في شهر واحد وسط إقبال على المعادن الأساسية كاستثمار بديل مع تصاعد وتيرة الحديث عن التضخم تزامنا مع التفاؤل باستمرار ارتفاع الطلب على هذه المعادن في ظل تواصل الانتعاش الاقتصادي العالمي.
فقد ارتفع القصدير تسليم ثلاثة أشهر بنسبة %0.9 إلى مستوى 32855 دولارا للطن المتري الواحد، بينما أضاف %1.4 لرصيده نحو مستوى 9805 دولارات للطن، وهو أعلى سعر له منذ السابع من مارس الماضي تزامنا مع تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته منذ ديسمبر عام 2009 حسبما اوضح مؤشر «دولار اندكس» الذي يتابع أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات أخرى.
وقد أشار المحللون إلى أن المستثمرين في حالة مزاجية جيدة، بالإضافة إلى شعور مفعم بالأمل تجاه الانتعاش الاقتصادي العالمي، فالأمر يتعدي كونه مجرد ارتفاع، لأن التخوف من التضخم وتراجع الدولار ساعد بشكل قوي على الارتفاعات.