قبيل ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان اسم الرئيس الأميركي الجديد الذي سيتوج على عرش أقوى اقتصاديات العالم، يترقب المستثمرون والشركات الضخمة بحذر شديد التقلبات الدراماتيكية المحتملة في أسعار الأسهم والعملات في ساعات الصباح الأولى غداً، في واحد من أكثر القرارات السياسية “الزلزالية” سيتردد صداه بدون أدنى شك في جميع أنحاء الأسواق العالمية.
وستشهد البنوك الاستثمارية الضخمة جلسة تداولات لن تخلو من تذبذبات “عنيفة” في أسعار الأصول على ضوء غياب عامل الحسم في استطلاعات الرأي للنتيجة الرئاسية، قبل أن تتخذ حركة التداولات اتجاها واحدا صعوداً أم هبوطاً كلما اصبحت نتيجة الانتخابات الأميركية أكثر يقيناً.
وفيما ينتظر العالم وصول ترامب أو هيلاري إلى البيت الأبيض، تشير التوقعات بحسب ما ورد في صحيفة “The Times ” البريطانية، إلى أن فوز ترامب سيخلق تداعيات كارثية تتمثل في انهيار أسعار الأسهم، وتذبذب العملة الأميركية مقابل ارتفاع الذهب بينما فوز كلينتون سيجلب الاستقرار إلى تعاملات البورصة.
مما لا شك فيه أن الساعات الأولى الفاصلة بين إغلاق صناديق الاقتراع وإعلان النتيجة الحاسمة لاسم الفائز، ستكون الأكثر “حماوةً” بالنسبة للأسواق بما قد تشهده من تقلبات في الأسعار، تحقيق مكاسب ضخمة أو خسائر فادحة في صناديق التحوط، بحيث تكون كل الفرضيات والاحتمالات مفتوحة على مصرعيها.
ومن المتوقع أن يكون منظمو البورصات العالمية ” Regulators ” على مستوى عال من التأهب عند حدوث تدفقات “غير اعتيادية” في عمليات الشراء أو البيع بما قد يؤدي إلى “تفلت ” الأسواق وعدم إنضباطها وذلك في حال إعلان خبر فوز ترامب.
فوز ترامب.. وانهيار الأسهم؟
وعلى ما يبدو فإن حالة من الذعر تسيطر على الأسواق العالمية لمجيء ترامب رئيساً لأميركا، إذ تنبأ بنك “باركليز” بـ “رحلة عنيفة” في أسواق الأسهم العالمية في حال وصول المرشح الجمهوري لسدة الرئاسة، متوقعاً أن تتراوح عمليات البيع على مؤشر S&P 500 ما بين 11 و 13%.
وكذلك الأمر على مؤشر S&P/TSX، وعملة البيزو المكسيكي والدولار الكندي.
أمّا على صعيد العملات، فتوقع “باركليز” أن يرتفع الين واليورو مقابل الدولار، الذي سيترافق مع نمو منخفض في الأسواق.
في المقابل، يرى سيتي بنك CITI Bank أن المؤشر الرئيسي للأسهم الأميركية ستاندرد أند بورز 500 سيهوي على الفور بنسبة 5%، وهذا ما سيهوي أيضاً بالسوق البريطانية نزولاً وغيرها من الأسواق.
تزامناً، توقع بنك كريدي سويس أن يتحرك مؤشر S&P 500 بنسبة 3.3% في كلا الاتجاهين غداً الاربعاء اعتماداً على الفائز.
لا تنطلق التوقعات بانخفاض مؤشر ستاندرند أند بورز من عبث، بل استناداً إلى تجارب سابقة حيث اخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 8% في 5 اسابيع بعد الحاجة إلى إعادة فرز الأصوات في ولاية فلوريدا في انتخابات الرئاسة الأميركية العام 2000 والتي أسفر عنها فوز جورج بوش الابن.
وبما أن قيمة الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد اند بورز 500 وحده تبلغ 19 تريليون دولار، وجميع الأسهم العالمية تبلغ قيمتها أكثر من ضعفي المبلغ المذكور، لذا يمكن أن نرى بسهولة غداً تريليونات من الدولارات سيتم إضافتها أو خسارتها من الثروة العالمية.