إكس خبر- رسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ملامح المرحلة المقبلة أمس عندما توعّد قوات الجيش السوري بعملية عسكرية “وشيكة”.
لم يكتفِ أردوغان بهذا التصريح، فبعد فشل المحادثات الروسية-التركية بشأن سوريا، توجه أردوغان للبرلمان التركي قائلاً إنّ العملية “مسألة لحظات”، وبعد ساعات، قال المبعوث التركي إلى مجلس الأمن، فريدون سينيرلي، إنّ تركيا ستضرب “جميع مواقع النظام التي تشكّل تهديداً على تركيا”. تُضاف سلسلة المواقف هذه إلى “فترة السماح” التي أعطاها أردوغان للجيش السوري. ففي أوائل الشهر الجاري، أمهل الرئيس التركي الجيش السوري حتى نهاية شباط للانسحاب خلف نقاط المراقبة التركية الـ10 في الشمال السوري، وهي تشمل الطريق الدولي “إم 5” الذي يربط حلب بدمشق، محذراً من أنّ “الجيش التركي سيجبرها على ذلك”.
في قراءته، اعتبر موقع “المونيتور” الأميركي أنّ تصريحات أردوغان تمثّل “تصعيداً خطيراً”، ناقلاً عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله إن العملية العسكرية التركية المنتظرة في إدلب ستكون “أسوأ سيناريو ممكن” إذا تم استهداف الجيش السوري. وحذّر الموقع من أنّ تحرّك أردوغان، إذا ما حصل، سيقوّض علاقة أردوغان ونظيره الروسي رجب طيب أردوغان الوثيقة. كما حذّر الموقع من اتجاه موسكو إلى فرض عقوبات على تركيا، كما فعلت رداً على إسقاط الطائرة الروسية في العام 2015، مرجحاً أن تلحق خطوة من هذا القبيل ضرراَ إضافياً بالاقتصاد التركي المتذبذب أصلاً. (تراجعت الليرة التركية مجدداً اليوم الخميس، لتظل قرب أدنى مستوياتها في التداولات العادية منذ أيار الماضي، مع تخوف المستثمرين من تصاعد التوترات في إدلب. وسجلت الليرة 6.0895 مقابل الدولار، بعدما ضعفت إلى 6.1 في معاملات خفيفة مبكرة، ومقارنة مع 6.0845 أمس الأربعاء).
وأوضح الموقع أنّ أردوغان كان يسعى حتى بداية الأسبوع الجاري إلى الضغط على موسكو لتلبية بعض من مطالبه على الأقل، مستدركاً بأنّ موسكو ثابتة في موقفها، ومحذراً من أنّ المخاطر تبدو كثيرة. وتابع الموقع بالقول إنّ الأمم المتحدة تشير إلى أنّ 900 ألف مدني يحتشدون عند الحدود التركية-السورية، مضيفاً بأنّ تركيا التي تستضيف 3.5 ملايين لاجئ في أراضيها عاجزة عن استقبال المزيد. وأردف الموقع: “إذا ما سقطت إدلب، فقد تلحقها عفرين ومنطقة درع الفرات، وهما تعتبران أساسيتيْن للجم التوسع الكردي”. وحذّر الموقع: “لأردوغان تاريخ في تنفيذ أقواله”، مضيفاً بأنّ بوتين أظهر إلى أي مدى يمكن أن يصبح خطيراً، إذا ما تعرّض للاستفزاز.
توازياً، تطرّق الموقع إلى الدعم الأميركي لتركيا، ناقلاً عن أردوغان قوله “يمكن أن يكون هناك تضامن بيننا (واشنطن وأنقرة) على مختلف الصعد في أي لحظة”. وأضاف الموقع بأنّ البيت الأبيض قال إنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يعرب عن رغبة الولايات المتحدة الأميركية في إنهاء الدعم الروسي لـ”أعمال حكومة الأسد الوحشية” والتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري. وفي تعليقه، أكّد الموقع أنّ الموقف الأميركي كان خالياً من أي تلميح إلى أنّ الولايات المتحدة ستدخل على خط إدلب، كاشفاً أنّ البنتاغون يعارض الفكرة “بشدة”. وفي هذا الصدد، نقل الموقع عن مصادر واسعة الاطلاع قولها إنّ إدارة ترامب تدرس إمكانية تقديم دعم استخباراتي ولوجستي بشكل أو بآخر لتركيا في إدلب. وتابعت المصادر بالقول إنّ مبعوث ترامب إلى سوريا، جيم جيفري، “يشجع تركيا على شن هجوم مضاد”.
عن المرحلة اللاحقة، قال الموقع إنّ تموضع أردوغان “يبدو مدروساً جيداً” لانتزاع تنازلات إضافية من سوريا بما يتيح لأنقرة إطلاق يدها بحرية أكبر في مواجهة الأكراد السوريين. وكتب الموقع قائلاً إنّ الروس يريدون تخلي الأكراد عن تحالفهم مع الولايات المتحدة، ملمحاً إلى أنّ ضغط الروس على الأكراد عبر تركيا “ينسجم مع خططهم”. في المقابل، رأى الموقع أنّ العكس صحيح أيضاً، قائلاً: “يستطيع الروس مغازلة الأكراد للضغط على تركيا، بل سبق لهم أن فعلوا ذلك”. من جهته، قال مسؤول سابق في الإدارة الأميركية للموقع: “تقضي السياسة الإنسانية بالتفاوض على عودة الطرقات السريعة للنظام وإقامة خط (إمداد) جديد لتخفيف المعاناة الإنسانية”.
روسيا تطالب تركيا بعدم تصعيد اللهجة حول إدلب
من جهتها دعت روسيا، الخميس، تركيا لتجنب أي تصريحات شديدة اللهجة حول إدلب. وقالت الخارجية الروسية إنه على أنقرة تجنب أي تصريحات شديدة اللهجة حول إدلب وتفعيل الاتصال عبر الخبراء.
وفي موجز صحافي، علقت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، على توجيه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مطالب إلى دمشق بسحب قواتها إلى مواقع سابقة لبدء هجومها في إدلب، قائلة: “فيما يخص هذه التصريحات.. فثمة دول عدة تحسب أن بإمكانها الإدلاء بها، مع أنه، من وجهة نظرنا، ينبغي في مثل هذه الظروف، تفعيل قنوات الخبراء قبل كل شيء، فلهذه القنوات إمكانات هائلة”.