اكس خبر- يطمح الاباء الى اعتماد افضل تربية للاطفال للوصول الى شباب وشابات يفاخرن بهم امام الناس. ولكن رغم نبل الهدف الا ان الاهالي قد يلجأون في كثير من الاحيان الى اعتماد اساليب تربوية تدمر علاقتهم بها وتهز من ثقة الابناء بأنفسهم.
فمن المعروف ان المشاحنات والشجارات والخلافات، كلّها أمورٌ تحصل. لكن الفرق يكمن في فحوى هذه الخلافات ومدى تأثيرها على نفسيّة الطفل وتكوين انطباعاتٍ لا تمحى بسهولة من سجلّ ذاكرته عن شخص عائلته وأخطائها التي اقترفتها بحقّه. وإذا ما أردنا تلخيص أبرز الأخطاء التي قد لا يغفرها الطفل لأبيه أو أمّه، لا بدّ لنا من الحديث شعور الغيرة الذي في حال استوطن قلب الولد قد يتحكّم بتصرّفاته وآلية قياسه للأفكار والهواجس. هي الغيرة المتعدّدة الأوجه التي تندرج في إطار التمييز بين الإخوة أو اللجوء الى مدح أولاد الجيران على حسابهم، إضافةً الى عدم تلبية الحاجات والمتطلبات الحياتيّة. وفي هذا الإطار، اليكم أخطر 3 أخطاء قد يرتكبها الأهل بعفويّة، لكن ضريبتها قد تكون باهظة وتودي الى تدمير العلاقة بين الطرفين.
- الاستهزاء بالطفل أمام الحاضرين خطأٌ فادح
من الضروري أن يميّز الأهل بين طريقة تعاملهم مع ابنهم على انفراد، وكيفيّة التواصل معه أمام الحاضرين. وهو في حال لم يكترث لتأنيبهم له في جلسةٍ مغلقة، حتّى إنه قد يبادر الى اتخاذ نصائحهم بعين الاعتبار، بيد أن توبيخ الطفل أمام الحضور مسألةٌ في شدّة الخطورة تؤدّي الى إهانته وتحطيم عنفوانه، لا بل قد تكون باباً صريحاً لاستهزاء الآخرين منه. لذلك، على الوالدين تفادي هذا الخطأ الكبير الذي قد يولّد لدى الأولاد إحساساً بالكره والغبن وضرورة الانتقام من صورة الوالد الذي بنظرهم تعامل معهم وكأنه لا يحبّهم.
- حرمان الولد من حقوقه الأساسيّة جريمة
يلجأ البعض الى تأسيس عائلةٍ لمجرّد الإنجاب وضمان الاستمراريّة، من دون التفكير بالمفهوم الأساسي الذي تقوم عليه الأسرة. وينشأ الطفل في هذه الحالة دون الحصول على أدنى حقوقه المعنويّة منها قبل الماديّة. وتعتبر هذه الظواهر كثيرة اليوم في زمنٍ تعزّز فيه مبدأ الفرديّة على حساب القيم والمبادئ. وفي حال حرم الطفل من حقوقه التي تتمثّل بالغذاء والتعليم والأمان العاطفي، فهو سينشأ في ثقافة شارعيّة بامتياز، ويبحث عن نفسه خارج إطار حدود العائلة المتقاعسة.
- العنف الأسري خطوةٌ نحو الحقد
لا يحتمل الولد فكرة تعرّض أحد أفراد عائلته للظلم والضرب والمهانة. وهو في حال شهد أن أبيه يهين أمّه أو العكس، أو أن أهله يلجأون الى تعنيفه كلاميّاً وجسديّاً، وهي استراتيجيّة غالباً ما يعتمدونها لأنهم ويا للأسف يخالونها طريقة سهلة لتربيته وضبط سلوكه، لكنّهم بهذه الطريقة يقتلون مضمون التربية الصالحة ويساهمون في تعزيز مشاعر الحقد في نفوس أولادهم الذين لن ينسوا ما عانوه في الصغر، نظراً إلى دقّة المرحلة العمريّة هذه، ومساهمتها في تكوين شخصيّة الفرد وبنائها. لذلك، يمكن تصنيف العنف الأسري في خانة الخطأ المميت الذي قد يفسّر مظاهر التفكّك الأسري الذي تشهدها مجتمعاتنا.