افتتحت أبو ظبي الأحد “عالم فيراري أبو ظبي” التي توصف بأنها أكبر مدينة ترفيهية مغطاة في العالم، كما أنها أول مدينة ترفيهية مستوحاة من سيارات فيراري.
وتقع المدينة في جزيرة ياس السياحية التي حولتها حكومة أبو ظبي خلال السنوات الثلاث الماضية من صحراء جرداء إلى منتجع سياحيي ورياضي راق، إذ تنفذ فيها مشاريع بقيمة أربعين مليار دولار.
وتغطي المدينة مساحة 1700 هكتار تقريبا، ونظمت فيها لأول مرة العام الماضي سباقات الفورمولا وان.
وتزيد المساحة الإجمالية لمدينة “عالم فيراري أبو ظبي” عن 700 ألف متر مربع، منها 86 ألف متر مربع مساحة مغطاة مكيفة, وتضم مساحة مزروعة حولها تزيد عن 450 ألف متر مربع.
وتضم المنطقة المغطاة عشرين لعبة ومرفقا ترفيهيا تتيح لزوار المدينة التمتع بتجربة ترفيهية فريدة من خلال ألعاب الإثارة الأكثر تطورا في العالم, والمناظر الداخلية الخلابة, والمؤثرات الحسية ذات الطابع الإيطالي.
تصميم فريد
وتتميز المدينة بتصميم معماري فريد وبسيط للغاية، يعانق الأرض المحيطة به من خلال خطوط حمر متدفقة تشبه الكثبان الرملية، مما يعطيها مظهرا متميزا كجوهرة تزدان بها جزيرة ياس.
وأول ما يذهل الزائر هو البنية الداخلية الهائلة التي تقع على مساحة 86 ألف متر مربع.
كما يبهره في الداخل عالم بديع من المساحات المزروعة بأجمل النباتات تمثل الريف الإيطالي, ومواقع تعرض أشهر سيارات فيراري, ومتاجر ومطاعم إيطالية.
واستعدت شركة الدار العقارية -المطورة للمدينة- لتنظيم افتتاح غير مسبوق الأربعاء الماضي, واستدعت أكثر من 350 صحفيا ومراسلا من أكثر من 120 دولة، إلا أن الحداد على حاكم رأس الخيمة الشيخ صقر القاسمي أخر الافتتاح.
وكشف الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بشركة الدار العقارية محمد خليفة المبارك, أن المدينة “هي الأولى من ناحية المساحة والتكلفة المالية وضخامة التصميم”, مشيرا إلى استخدام أكثر من مائة متر مكعب من الأسمنت لصب الألواح الأسمنتية, وهو ما يزيد على الكمية المستخدمة في ملعب ويمبلي بلندن بنحو عشرة آلاف متر مكعب.
واستخدم أيضا نحو مائتي ألف متر مربع من الألومنيوم في سقف المدينة التي يمكن أن تكون أطول بناء في العالم لو رفعت إلى الأعلى، إذ بها أكثر 300 طابق.
ثم إن شعار فيراري على سقف المدينة هو أضخم شعار صنع في العالم حتى اليوم، حيث تبلغ مساحته ثلاثة آلاف متر مربع، أي ما يسع سبعة ملاعب كرة سلة.
وتصل المساحة الإجمالية لطوابق المدينة إلى 167 ألف متربع مربع, ويفوق حجم الهواء الداخلي في طابق البلازا العلوي ثلاثة ملايين متر مكعب، ويقع المبنى على ارتفاع خمسين مترا من مستوى سطح البحر.
وطبقت إدارة المدينة نظاما لدخول الزوار يعتمد على الطول، بالتوافق مع أنظمة المدن الترفيهية المعمول بها عالميا. فالزوار الذين تزيد أطوالهم عن متر ونصف متر يدفعون 225 درهما (61 دولارا) للتذكرة, و165 درهما (45 دولارا) لمن أطوالهم أقل.
أما التذاكر الممتازة التي يبلغ سعر الواحدة منها 375 درهما (102 دولار) فتتيح لحامليها دخول المدينة والاستخدام غير المحدود لألعابها.
وستفتح المدينة أبوابها للزائرين من الثلاثاء إلى الأحد, وتغلق يوم الاثنين.
إستراتيجية التنويع
وقال محمد خليفة المبارك للجزيرة نت إن المدينة تأتي في إطار إستراتيجية إمارة أبو ظبي لتنويع اقتصادها, مشيرا إلى أنها تكمل مشاريع سياحية وثقافية تنفذها الإمارة في بعض جزرها الخلابة، مثل جزيرة السعديات وصير بن ياس.
ولم يفصح المبارك عن كلفة تشييد المدينة, قائلا إن المهم بالنسبة للإمارة هو ما إذا كان أي مشروع تطويري مفيدا أم لا لخطتها الإستراتيجية بتقليص الاعتماد على النفط. وأضاف أن المال متوفر لدى الإمارة.
ووفقا لأحدث إحصائيات مركز الإحصاء في أبو ظبي, فإن النفط ساهم بنحو 49% من الناتج الإجمالي لأبو ظبي العام الماضي الذي بلغ 546.5 مليار درهم. وترمي الإمارة من تنويع مصادر دخلها إلى زيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج الإجمالي لتتجاوز 60% بحلول 2030.