إكس خبر- منذ ثلاثة أعوام وبشار الأسد يقدم قائمة متنوعة للسوريين، بحسب ما يتيسر لكل سوري من طريقة للقتل، فمنهم من داسه الجنود بالأقدام حتى يقبل صورة بشار ويسجد له، ومنهم من مات حرقاً وسحلاً ورمياً بالرصاص، وحتى البراميل المتفجرة جاد بها بشار كثيراً، ولم يتحرك أوباما لاستخدامه الكيماوي بعد اعتباره خطاً أحمر.
عراقياً دخلت عناصر «داعش» في حزيران (يونيو) الماضي، في مشهد غير مفهوم، حاول الكثيرون الاستفادة منه، فالسنّة حاولوا أن يقولوا إن الحراك سنّي لا داعشي، وإن البعثيين والعشائر هم الأساس في هذا الحراك، واعتقدت قيادات سنيّة منها النجيفي، أن «داعش» صراخ في مقدمة الجيش، يمكن إسكاته في أي لحظة.
المالكي كذلك اعتبر «داعش» مقاعد إضافية غير ما حقق في البرلمان تضمن له ولاية ثالثة، واعتبر الخطاب الطائفي مؤهلاً لذلك، وأن الحلف مع الأكراد يكفيه أمام الأميركيين لقمع العرب السنّة، كما فعل في الفلوجة كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مستعيراً خطابات من عصر معاوية وعليّ، في أسمى درجات التخلف والطائفية، وهي لغة مقبولة من الشيعة لدى الأميركيين بالمناسبة.
حين دخل «داعش» تعاملت معه أميركا وفق قاعدة «لم آمر بها ولم تسوءني» إذ أعلنت الولايات المتحدة في البداية بأنها لن تُشارك بأي عمل عسكري في العراق، وتصريحات من نوع «نراقب التطورات عن كثب»، ثم تطور الموقف قليلاً، وأعلن البيت الأبيض عن إرسال 300 عنصر فقط، لحماية بعثتها الديبلوماسية هناك، وبدأت القوات الأميركية في الوصول للعراق وأخذت في التزايد حتى بلغت قرابة الألف عنصر، مزودين بمختلف المعدات والأجهزة المختصة بالمراقبة، إضافة إلى طائرات مراقبة وطائرات من دون طيار.
وقد كان جُلّ عملهم خلال الشهرين الماضيين عمل استخباري، يهدف الى جمع المعلومات عن «داعش» من النواحي كافة: قيادات التنظيم، حجم تشكيلاته، تسليحه، اتصالاته، تحركاته، جنسيات عناصره، …إلخ، وكانت تقدم المعلومات لحكومة المالكي، لتقوم بقصف يهدف الى منع وصول «داعش» إلى بغداد، وتقدمها حكومة المالكي بدورها للإيرانيين، ليس فقط من باب التبعية، ولكن للاستعانة بعناصر «فيلق القدس»، التي جلبها اللواء قاسم سليماني للعراق للتصدي لخطر «داعش» المحتمل على العاصمة والجنوب الشيعي، بعد أن تبيّن أن الجيش العراقي وتسليحه وتدريبه، ليس إلا عملية نهب قام بها المالكي وزمرة المنتفعين.
وخلال الشهرين الماضيين عاث تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في المناطق السنيّة قتلاً وتنكيلاً وتدميراً حتى اشتعل التوتر بينه وبين أبناء تلك المحافظات السنيّة، وقام بكل ما فيه إساءة للإسلام عامة وللسنّة خاصة، وكانت مشاهد أكثر فيلم مسيء للإسلام، فأسواق نخاسة وقتل على الهوية وتهجير للمسيحيين، أو إجبارهم على دفع الجزية أو القتل.
ولم يكن المستغرب فقط التمويل الضخم للتنظيم، بل الغريب أن القوات الأميركية لم تكترث ولم تتدخل، عدا بتقديم المعلومات الاستخبارية للحكومة العراقية، ولسبب واحد فقط منع تقدم «داعش» نحو بغداد، وبالفعل مُنع التنظيم في ذلك، ولم يتحرك الأميركيون مع التهجير لآلاف المسيحيين من نينوى.
ولكن ما الذي دفع أوباما للتحرك ابتداء عبر إلقاء مساعدات على الأقليات الايزيدية والمسيحية. ثم قامت طائرات(F-18) بقصف القوافل العسكرية لـ«داعش» وضرب مواقع مدفعيتها، وقال أوباما -وهو صادق- إن التحرك يهدف لحماية المصالح الأميركية، ولكنها بالطبع ليست عدداً قليلاً من الموظفين الأميركيين في أربيل، ولكن الدافع الرئيس هو منع «داعش» من دخول أربيل، خصوصاً بعد معارك ضارية مع البيشمركة.
أوباما يضرب «داعش» شمالاً في ثاني تحرك عسكري له بعد ليبيا، ليحمي حلفاءه الأكراد، ويقدم الدعم الاستخباري جنوباً ليحمي حلفاءه الشيعة، ويؤكد وجوب تشكيل حكومة توافقية حفظاً لماء الوجه، حتى لا يكون التحرك دعماً فجاً للمالكي، وإن كانت تصريحات وتحركات «آية الله أوباما» الأخيرة بينت الخطوط الحمر الحقيقية.