تظاهر العشرات من السكان المسلمين في حي نوي كولن الشعبي بالعاصمة الألمانية برلين أمام بلدية الحي لمطالبة المسؤولين بالتجاوب مع مطلبهم بتخصيص مقبرة إسلامية لهم، بعد موافقة حكومة برلين المحلية على إقامتها بمكان مستقل داخل المقبرة البروتستانتية، واعتماد ميزانية لشرائها وتمويل النفقات الشهرية لتشغيلها.
ورفع المشاركون في هذه المظاهرة لافتات تنتقد تأخر بلدية نوي كولن في إصدار إجراءات إقامة مقبرة لهم، رغم أنهم يمثلون نحو 40% من سكان هذا الحي الشعبي الكبير الذي يضم سكانا من أصول مهاجرة تعود إلى 163 دولة.
واستغرب إمام المركز الإسلامي في نوي كولن عبد العزيز الخضرى عدم تجاوب البلدية منذ سنوات طويلة مع مطلب المسلمين بإقامة مقبرة خاصة بهم، أسوة بما هو واقع مع أتباع الديانات الأخرى المتمتعين بهذا الحق منذ عقود.
وقال الخضري إن هذه المسألة حساسة لأن عدم وجود مقبرة إسلامية في نوي كولن يدفع سكانه المسلمين لتكبد أموال طائلة لإرسال موتاهم للدفن بأوطانهم الأصلية، ورأى أن هذا الوضع يتنافى مع حق المواطنة والرغبة في تفعيل اندماج المسلمين في المجتمع.
ورأى أن تمكين المسلمين من دفن موتاهم بمقابر خاصة بهم يمثل شعيرة لن يضر أحدا تمكينهم من أدائها في ألمانيا؛ دولة الحريات الدينية.
ولفت الإمام إلى أن عدم وجود مقابر إسلامية كافية في برلين بموازاة تزايد تعداد سكانها المسلمين، ووفاة نحو مئتين منهم سنويا حسب الإحصائيات الرسمية، سيتيح لمسلمي الأحياء المجاورة دفن موتاهم في المقبرة الإسلامية الجديدة بنوي كولن بعد إقامتها.
شراء الأرض
من جانب آخر، قال شادي موسى نائب مدير مسجد دار السلام إن موافقة الحكومة المحلية لولاية برلين على شراء مساحة مستقلة من أراضي المقبرة البروتستانتية بحي نوي كولن لإقامة مقبرة إسلامية عليها، لقي موافقة من الكنيسة البروتستانتية مالكة الأرض.