إكس خبر- وقع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساء امس الأحد، اتفاق “السلم والشراكة الوطنية” في مقر الرئاسة، بحضور مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر وممثلي الأطراف السياسية بمن فيهم “انصار الله” (الحوثيون).
ونوه منصور هادي خلال مؤتمر صحافي بعد التوقيع، بمبعوث الأمم المتحدة لشؤون اليمن جمال بنعمر، ودعا الى العمل لتنفيذ بنود الإتفاق، مشيراً الى أن الشعب اليمني يصبو الى دولة تسودها “العدالة والأمن والأمان“.
وتلا بنعمر بنود الاتفاق الذي نص على تشكيل حكومة كفاءات في مدة أقصاها شهر، وتعيين مستشارين سياسيين لرئيس الجمهورية من “أنصار الله” و”الحراك السلمي”، اضافة الى تحديد سعر المحروقات.
وأكد بنعمر أن “خيم الاعتصام التي يقيمها الحوثيون في العاصمة صنعاء، سترفع فور تعيين رئيس الوزراء الجديد“.
كما شدد على وقف التصعيد السياسي والإعلامي، وحث وسائل الإعلام على وقف الحملات الطائفية.
وكانت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أعلنت في وقت سابق من مساء امس، أن “الرئيس اليمني يجتمع، مع مستشاريه وممثلي الأحزاب والقوى السياسية بمن فيهم “انصار الله“.
ودعا وزير الداخلية اليمني عبده حسين الترب في بيان على موقع الوزارة، الأجهزة الأمنية الى “التعاون مع الحوثيين لتوطيد دعائم الأمن والاستقرار“.
وشدد البيان على “عدم الاحتكاك مع “أنصارالله” أو الدخول معهم في أي نوع من أنواع الخلافات، والتعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية التي تعدّ ملكاً لكل أبناء الشعب، واعتبارهم أصدقاء للشرطة“.
في سياق متصل، سيطر الحوثيون امس الأحد، في شكل مفاجىء على مقرّي الحكومة والإذاعة ومقار عسكرية ووزارات مهمة في صنعاء، في مشهد اظهر تراجعاً كبيراً للسلطة، وذلك على رغم اعلان الأمم المتحدة التوصل الى اتفاق لوضع حد للأزمة الحالية، وفق ما افادت مصادر رسمية وأخرى من الحوثيين.
وتتالت الأنباء غير المؤكدة عن سقوط الوزارات والمؤسسات العامة في يد الحوثيين، من دون مقاومة في بعض الأحيان، بما في ذلك وزارة الدفاع والمصرف المركزي والبرلمان.
وقال مصدر رسمي لوكالة “فرانس برس” إن “الحوثيين سيطروا على مقر رئاسة الوزراء (الحكومة) وعلى الإذاعة اضافة الى مقر اللواء الرابع“.
وأكد الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام عبر صفحته على “فايسبوك” أن “الجهات العسكرية والأمنية التي ايدت الثورة الشعبية وانحازت إلى خيار الشعب هي: القيادة العامة للقوات المسلحة، معسكر الإذاعة، المؤسسات الرسمية المتواجدة في منطقة التحرير (و) رئاسة الوزراء“.
وأشارت مصادر متطابقة الى أن “الحوثيين سيطروا على وزارة الإعلام ووزارة الصحة، كما سيطروا على مقر الفرقة السادسة ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة بعد حصول مواجهات بالإسلحة”. وفي وقت لاحق، أعلن عبد السلام السيطرة على مقر الفرقة الأولى مدرع (سابقاً)، اي مقر اللواء علي محسن الأحمر الذي يبدو انه تمكن من الفرار، مع العلم انه من ألد اعداء الحوثيين.
وقال إن “اللجان الشعبية اعلنت التطهير الكامل والكلي لمقر الفرقة الأولى مدرع المنحلة، وأن علي محسن الأحمر مطلوب للعدالة“.
وأكد شهود ومصادر سياسية لوكالة “فرانس برس” أن عدداً كبيراً من المقار العسكرية والسياسية التي سيطر عليها الحوثيون لم تشهد اي مقاومة من جانب الجيش.
وجاءت هذه التطورات على رغم وصول اثنين من ممثلي الحوثيين الى القصر الجمهوري في صنعاء بعد اعلان المبعوث الأممي ليل أمس السبت التوصل الى اتفاق سياسي سيتم توقيعه.
وكانت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة دعتا في وقت سابق الأحد “منتسبي الوحدات العسكرية المرابطة في إطار إمانة العاصمة وما حولها إلى البقاء في وحداتهم بجاهزية عالية والحفاظ على الممتلكات والمعدات ومختلف العهد العسكرية وعدم التفريط بها كونها من ممتلكات الشعب“.
إلا أن شهوداً اكدوا لـ “فرانس برس” أن “الحوثيين تمكنوا من السيطرة على كميات كبيرة من الأسلحة، خصوصاً من مقر اللواء الرابع“.
وينشر الحوثيون آلافاً من المسلحين وغير المسلحين في صنعاء وحولها، منذ اعلن زعيم التمرد عبد الملك الحوثي في 18 آب (اغسطس) تحركاً احتجاجياً تصاعدياً للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود اضافة الى تطبيق مقررات الحوار الوطني.
واستمرت المواجهات في صنعاء منذ اعلان المبعوث الدولي جمال بنعمر ليل السبت التوصل الى اتفاق بين الحوثيين والرئاسة اليمنية لإنهاء الأزمة الحالية.
وانزلق الوضع الى العنف منذ ايام في صنعاء وضاحيتها الشمالية، اذ قتل العشرات في مواجهات بين الحوثيين ومسلحين قبليين موالين “للتجمع اليمني للإصلاح”، الحزب الإسلامي الأكبر في اليمن.
وأعلن بنعمر في وقت متأخر من مساء السبت اتفاقاً لـ “حل الأزمة” في اليمن بعد ان التقى زعيم التمرد عبدالملك الحوثي في معقله في صعدة شمال اليمن.
وأوضح في بيان أنه “بعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف السياسية بمن فيها “انصار الله” (الحوثيون) تم التوصل الى اتفاق لحل الأزمة الحالية في اليمن (…) والتحضير جار لترتيبات التوقيع” على الاتفاق.