إكس خبر- لا يمكن بالنسبة الى العديد من المحللين فهم حال المراوحة او الفتور على جبهة معراب والمختارة، رغم ان النظرة السياسية تكاد تشبه نفسها او هي ذاتها للعديد من القضايا والملفات الاستراتيجية.كما لا يمكن فهم الاسباب والموانع بحسب مصادر مسيحية التي جعلت جنبلاط يقوم بجولة واسعة ولقاءات باخصام الامس مستثنياً معراب من دائرة الاهتمام.
فالواقع ان لا احد يمكن له التنبؤ بما يفعله او سيفعله جنبلاط تضيف المصادر او ما هو قادر على فعله، فالزعيم الدرزي عابر للحواجز والمقرات ولا حدود له، يمكن ان يدور حول نفسه الف دورة ويمكن ان يحول بسحر ساحر الابيض الى اسود وبالعكس ايضاً، هكذا فعل وليد بيك حين تخلى عن وسطيته مع الرئيس ميشال سليمان عندما لم تفلح تجربة الوسطية ولم يقلع قطارها فقرر ان يعود الى حارة حريك بعدما نسف بينه وبينها جسور التلاقي واختار له موقعاً وراجمة صواريخ ركزها مع امانة 14 آذار لوجهة الضاحية ألى ان لاحت في الافق مخاطر «النصرة» و«داعش» وبدأت التفجيرات الانتحارية وتسلل الارهاب الى لبنان فادرك جنبلاط ان خطوته تجاه الضاحية لم تخطىء وانه قام بعين الصواب عندما قرر قلب الصفحة السوداء في العلاقة مع الضاحية.
قبل فترة قرر بيك المختارة الانفتاح على الجميع تؤكد المصادر بعد ان اطل شبح «داعش» بقوة وارخى بثقله وحضوره على الساحة اللبنانية، وهو المتخوف من تحول طائفته والاقليات الى هنود حمر في البحر الاقليمي ووسط المتغيرات الجارية، فزار بكفيا بهدف استشراف آلية للتعاطي مع الاحداث ومعالم المرحلة وكيفية مواجهتها مع الرئيس العنيد، ولم يجد مانعاً من لقاء زعيم المردة في بنشعي ومن بعدها قرر ان يقصد الرابية وجلس في حضرة الجنرال وكان طبق الرئاسة الاولى وكيفية الخروج من حالة المراوحة في الملف الرئاسي من الاطباق الرئيسية على طاولة الرابية.
بقيت معراب الاستثاء الوحيد في جولات النائب وليد جنبلاط، تضيف المصادر، في حين التقى جنبلاط الجزء الاساسي من القيادات المسيحية او قيادات الصف الاول، في حين واكب ذلك بزيارات تفقدية الى البقاع الغربي وراشيا وحاصبيا لتأمين مقومات الصمود، وحدها معراب بقيت خارج الصورة، اشارت المصادر الى ان جنبلاط تقصد ولا يزال يفعل ابقاء معراب خارج اطار اهتمامته ولو ان مرشحه الماروني للرئاسة «هنري حلو» ارسل اشارات برغبته لقاء رئيس الهيئة التنفيذية للقوات بقيت دون جواب، ومبرر ذلك ان جنبلاط لا يريد اعطاء جعجع اكثر من حجمه الطبيعي في زمن البحث عن حلول للازمة الرئاسية او السياسية او الامنية التي تمر بها البلاد، فواقع الحال، ما بين ميشال عون وسمير جعجع فان وليد جنبلاط يجد نفسه اقرب الى الرابية رغم عداوته السابقة وملاحظاته واقرب اليها من حليفه السابق، خصوصاً ان جنبلاط حمل الى الرابية طرح الولاية الانتقالية لسنتين كمخرج لأزمة الرئاسة.
لكن لماذا لم تصبح الطريق سالكة الى معراب بعد، ولماذا يتعاطى جنبلاط بسلبية دائمة مع سمير جعجع، تجيب المصادر في العلاقة ان لا اشكاليات كثيرة بين المقرين، سبق لمعراب ان أرسلت الكثير من الإشارات الإيجابية الى زعيم المختارة، قد يكون أبرزها ان القوات وفي أحلك الظروف وعندما تتعرض لقصف مفاجىء وعنيف من المختارة، فانها تلتزم التهدئة وعدم الانجرار او مجاراة الهجوم الجنبلاطي، المفارقة ايضاً ان جنبلاط يحيّد في انقلاباته الرئيس سعد الحريري وفؤاد السنيورة لكنه لا يتوانى عن مناكفة «الحكيم» او تمرير الرسائل له، وذلك رغم كل «المحبة» القواتية قاعدة وهرماً لزعيم المختارة، وحالة الاستنفار التي تبثها الماكينات الاشتراكية والقواتية والتي تتحدث عن تعاون او تحالف أكيد في الاستحقاقات المقبلة وخصوصاً في الانتخابات النيابية.
أروقة وجدران معراب تحتفظ بارشيف من مصالح الجبل الى جانب الزعيم الاشتراكي ولديها الكثير من العتب والتحفظ على اتهامات ومواقف جنبلاط التصعيدية ضدها، عندما بات سمير جعجع كما يقول عنه جنبلاط «مانديلا لبنان» او بان جنبلاط «لا يفهم على رجل معراب ماذا يريد… او كأنه لا يتعلم من تجربة الماضي» كما قال عنه ذات يوم زعيم المختارة مدافعاً عن سلاح المقاومة. سبق لمعراب ان نأت بنفسها كثيرا عن شوطات الزعيم الدرزي، فجنبلاط كان المبادر في فتح النار على معراب بتسمية هنري حلو للرئاسة الاولى، وهو الذي اعتبر ان الرئاسة الاولى ليست حكراً للمسيحيين فقط. القوات ايضاً في قرارة نفسها سئمت الانقلابات الجنبلاطية وتردداتها كما ملت من «تمنين وليد بيك لها» بنيابة الشوف وبالتحالفات التي انتجت نواباً لها.
هكذا تبدو الحال اليوم ورغم ذلك تضيف المصادر لا احد يعلم كيف يمكن ان يدور الدولاب وتسلك سيارة الزعيم الدرزي الطرقات الواسعة نحو معراب، فلا شيء يردع وليد جنبلاط الا جنبلاط نفسه عن إحداث المفاجآت، فهكذا يمكن توقع وليد بيك في معراب في اي وقت كما فعل مع الرابية ومع سليمان فرنجية سابقاً.