إكس خبر- لا يفرّق المرض بين الرجل والمرأة، فهو إما يستوطن الجسم خلسة من دون ضجة، وإما يعلن عن نفسه فجأة.
هناك أمراض تصيب الرجال أكثر من النساء، ونعرض هنا عدداً منها والفحوص الضرورية لكشفها:
1- ضغط الدم، وهو يميل إلى الارتفاع مع التقدم في العمر، وتزداد نسبة حدوثه عندما يتجاوز الرجل الخامسة والأربعين، لكن هناك رجال يصابون بارتفاع الضغط في عمر أصغر. وهناك عوامل تشجع على ارتفاع الضغط، مثل السمنة، والوراثة، وزيادة شحوم الدم، وكثرة استهلاك الملح، وقلة النشاط الرياضي وغيرها.
ويعتبر ارتفاع ضغط الدم مرضاً خطيراً جداً، لأنه يقطن في الجسم خلسة لسنوات طويلة من دون تشخيص، من هنا أطلق عليه اسم «القاتل الصامت»، ويسبب هذا المرض، مع مرور الوقت، مجموعة من المشاكل الصحية، خصوصاً السكتة القلبية، والفشل الكلوي، والأزمة الدماغية.
ما العمل؟ إن ارتفاع ضغط الدم ليس مرضاً يجب الاستسلام أمامه، بل يمكن الوقاية منه أو علاجه في حال تم رصده في الوقت المناسب. ويمكن اكتشاف المرض بسهولة من خلال قياس ضغط الدم بواسطة مضخة تُلف حول الذراع لتقيس رقمين، العلوي منهما يشير إلى الضغط الانقباضي للدم في الشرايين عند تقلص عضلة القلب، في حين يشير الرقم المنخفض إلى الضغط الانبساطي عندما يستريح القلب بين نبضة وأخرى. ويعتبر الضغط مرتفعاً إذا كانت القراءة 140 إلى 90، أو أعلى.
2- سرطان البروستاتة. لا تسلم غدة البروستاتة من شر التعرض للسرطان، على غرار الأعضاء الأخرى في الجسم، ووجود هذا الورم الخبيث وارد في مختلف الأعمار مع زيادة واضحة في حدوثه كلما تقدم الشخص في العمر. ولا توجد أسباب مباشرة حتى الآن لظهور هذا النوع من السرطانات، إلا أن عامل الوراثة يلعب دوراً فيه، وكذلك عامل التغذية. ويتم علاج السرطان بالاستئصال الجذري لغدة البروستاتة للقضاء على الورم ومنع تفشيه في الجسم.
ما العمل؟ يمكن أن يعطي سرطان البروستاتة علامات تحذيرية، مثل صعوبة التبول، والإلحاح البولي، وكثرة التبول، لكنها ليست نوعية للمرض، من هنا لا بد من القيام بخطوات استباقية من خلال زيارة الطبيب المختص في شكل دوري للخضوع للفحص الطبي وإجراء فحوص مخبرية، خصوصاً قياس العامل البروستاتي، فهي تعتبر أساسية لرصد الورم باكراً وبالتالي اتخاذ الخطوات النوعية التي لا تخفى على الطبيب. وعلى معشر الذكور ألا يهملوا التقيد ببعض النصائح المهمة على الصعيد الوقائي، مثل هجر التدخين والشيشة، وممارسة الرياضة، والتقليل من أكل اللحوم الحمراء، والاستشارة الدورية في مواعيد محددة.
3- سرطان الخصية، وهو من أكثر السرطانات انتشاراً بين الذكور، وكل حالات سرطان الخصية تقريباً تنشأ من الخلايا المنتجة للحيوانات المنوية، وعلى رغم أن الأسباب الأكيدة لهذا السرطان غير معروفة بعد، فإن هناك عوامل تسبب بيئة صالحة لنشوئه، منها وجود تاريخ مرضي بالخصية الهابطة، والأيدز، والتعرض للمواد الكيماوية، ووجود قصة إصابة عائلية بسرطان الخصية، ومتلازمة كلاين فلتر (مرض وراثي).
ويعطي سرطان الخصية عوارض تلفت النظر، مثل الألم، والشعور المزعج في الخصية، وحس الثقل في كيس الصفن، وتضخم حجم الخصية، وألم في أسفل البطن أو الظهر.
ما العمل؟ إن سرطان الخصية هو من أسهل الأمراض علاجاً إذا اكتُشف مبكراً، وأفضل ما يمكن عمله على هذا الصعيد هو القيام بالفحص الدوري الذاتي للخصيتين لرصد أية تبدلات طارئة تسجل في الشكل أو الحجم أو الملمس، وعند تسجيل أي تبدل في هذا المجال يجب التوجه إلى الطبيب حالاً للمشورة وعمل الاستقصاءات المناسبة، مثل الفحص بالأمواج فوق الصوتية، وقياس الهرمونات، وأخذ خزعة.
4- السكري النوع الثاني. المعروف أن الإنسان يصاب بالداء السكري من النوع الثاني عندما يتراكم مقدار كبير من السكر في الدم نتيجــة عجز غدة البنكرياس عن إفراز الكمية الكافية من هرمون الأنسولين الذي ينظم مستوى السكر في الدم.
وتشير الإحصاءات إلى أن هناك حوالى مليون رجل ربما يكونون مصابين بالسكري من النوع الثاني من دون علمهم بذلك. وإذا لم يشخص المرض في بداياته، أو إذا أهمل علاجه، فيمكن أن تكون عواقبه وخيمة، بسبب مضاعفاته القاتلة، مثل أمراض القلب، والفشل الكلوي، والسكتة الدماغية، وفقدان البصر، وبتر الأطراف. وتشجع زيادة الوزن، وزيادة محيط الخصر، ووجود تاريخ للمرض في العائلة، على ارتفاع خطر الإصابة بالداء السكري النوع الثاني.
وأفادت البحوث بأن الرجال في مرحلة منتصف العمر هم الأكثر عرضة لاحتمالات الإصابة بداء السكري من النساء في المرحلة العمرية نفسها، وتم تفسير ذلك بأن الرجال في هذه المرحلة من العمر يزداد وزنهم أكثر من النساء.
ما العمل؟ يمكن أن يعطي السكري علامات تحذيرية، مثل العطش الشديد، والتبول المتكرر بكميات كثيرة، والإرهاق، وفقدان الوزن المفاجئ، بيد أن هذه ليست نوعية للمرض ولا تظهر إلا في بعض الحالات، من هنا لا بد من قياس السكر في الدم بصورة دورية، خصوصاً عند الأشخاص الذين يملكون عوامل خطر تشجع على الإصابة بالمرض. وتعتبر الوقاية من الداء السكري حجر الأساس لدرء شرّه، ولعل النصائح الذهبية التي يمكن تقديمها لتفادي الإصابة بالسكري هي خفض الوزن، والتمسك بالطعام الصحي المتوازن، وممارسة الرياضة بصورة منتظمة.
5- سرطان القولون والمستقيم، وهو شائع الحدوث عند الذكور، لكنه قابل للشفاء إذا تم التشخيص مبكراً، ولا يتطور هذا الورم بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى عامين أو أكثر على الأقل كي يتشكل. ويبدأ السرطان على شكل تجمعات (كتل) حميدة تنمو على بطانة الأمعاء الداخلية، يمكن كشفها بسهولة بواسطة منظار القولون، ويمكن استئصالها في الوقت نفسه من دون صعوبة.
وقد لا يعطي سرطان القولون والمستقيم عوارض تذكر، أو قد يتظاهر بعلامات تحذيرية، مثل النزف من الأسفل، والغثيان، والتقيؤات، وظهور تغيرات في عادات التغوط، كالإسهالات أو الإمساك، أو الشعور بعدم تفريغ الأحشاء تماماً، وفقدان مفاجئ للوزن.
ما العمل؟ إن غالبية الإصابات بسرطان القولون والمستقيم غير ناطقة، من هنا ينصح بعمل الفحص بالمنـــظار لكل شخص في عمر 50 سنة وأكثـــر، ولكل شخص يملك استعداداً للإصــابة بالبوليبات اللحمية التي تتشــكل على الجدار الداخلي للقولون، والتي يكون معظمها حميداً، لكن بعضها قد يتطور إلى السرطان. لكن كثيرين يبتعدون عن الخضوع للفحص بالمنظار بسبب الخجل، وعدم استحسان الفحص، والرهبة من الإجراءات التحضيرية.
6- الغلوكوما. يصيب الغلوكوما (ارتفاع الضغط داخل العين) الرجال أكثر من النساء، ويبلغ عدد المصابين به على مستوى العالم 65 مليوناً، وهو مرض خطير يمكن أن يقود إلى العمى في حال إهمال كشفه والتأخر في علاجه. ويميل المرض إلى إصابة البعض في شكل أكبر في حال توافر بعض عوامل الخطر، مثل التقدم في السن، ووجود إصابة عائلية، وقصة فقر دم شديد، وقصر النظر.
ما العمل؟ الغلوكوما داء صامت يكشف أثناء القيام بفحص روتيني عند طبيب العيون أو عند وصول المرض إلى ذروته. ويعتبر قياس ضغط العين بجهاز خاص يستغرق دقائق قليلة، الخطوة المثالية لتأكيد أو نفي الإصابة بمرض الغلوكوما. وإذا اكتشف المرض فهناك قطرات نوعية يأخذها المصاب مدى الحياة. وإذا فشلت هذه في تحقيق المطلوب، فإن هناك حلولاً أخرى، مثل الليزر أو الجراحة.