يعتبر عيد الأم والذي يصادف يوم 21 مارس/آذار من كل عام, يوما مميزا لكل أمّ حملت أطفالها وأنشأتهم وما هو الا تجديد للحب الذي يسكن قلوب أولادها صغارا لا زالوا, أو كبارا ومتزوجين غدوا.
ويتعامل العرب مع هذا اليوم بطريقة مادية بحتة, إذ يعتبر أكثرهم أن هذا اليوم مخصص لشيئين فقط: هدية وقالب حلوى للأم. متناسين بذلك رمزية العيد ودلالته المعنوية وقيمته النفسية عند الأمهات.
وعيد الأم هو احتفال للتعبير عن حب الأم في بعض بلدان العالم ويختلف تاريخه من دولة إلى أخرى. وتقول إحدى المدارس فكرية بأن هذا اليوم ابتدع من خلال يوم كان مخصصا لعبادة الأم في اليونان القديمة، والتي حافظت على مهرجان سيبل، وهو مهرجان لتكريم أم كبير آلهة اليونان.وقد عقد هذا المهرجان على مدى أيام الاعتدال الربيعي في جميع أنحاء آسيا الصغرى وروما القديمة.
أما أن يصبح هذا اليوم مناسبة للتجارة والتربّح فهذا أمر مستهجن من الجميع, إذ أصبح أبناء المنطقة العربية يستقبلون هذا اليوم بزحمة سير خانقة جدا واكتظاظ تام بالأسواق لشراء ما هب ودب من سلع ومنتجات وذهب وخلافه, فترتفع الأسعار المجنونة مع ارتفاع الطلب الكبير على جميع الهدايا والورود, وتستنفذ جميع محال الحلويات طاقتها في صناعة قوالب الحلوى التي تنفذ من السوق قبيل ظهر اليوم الذي يكون عيدا للأم.
ويمثّل هذا المشهد عقلية مادية بحتة لدى معظم شعوب المنطقة الذين يعتقدون أن بشرائهم تلك الهدايا سيفرحون أمهاتهم, ومتناسين أن يسألوا عن نفس تلك الأمهات أو يطمئنوا حتى باتصال صغير معهنّ في الأيام الأخر.