اكس خبر- الصحف الغربية تكشف عن الاهداف السعودية في الغاء الهبة للجيش اللبناني والقوى الأمنية وصحيفة لوموند الفرنسية تعنون تقريرها عن هذا الموضوع بالتالي “لبنان رهينة الصراع السعودي – الإيراني”؟
وقالت “لو موند” في تقريرها: “بعد المحاولات الساعية لانتخاب رئيس للجمهورية وجد لبنان نفسه أمام توترات سياسية وفي خط مواجهات إقليمية”، لافتةً إلى أنّ “السعودية ألغت الهبة المقررة للبنان وطلبت من رعاياها مغادرته، وذلك لأنها تريد مواجهة نفوذ منافسها الإيراني في هذا البلد”.
وأوضحت الصحيفة أنّ “الرياض تريد مراجعة علاقاتها مع لبنان بسبب العداء الذي أظهره لها. وتريد الردّ على الإنتقادات الكثيرة التي طالتها منذ خريف 2015 على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”. كذلك فقد إنعقد مؤتمران عربيان ولم يوافق فيهما لبنان لا على إدانة طهران ولا على تسمية حزب الله بـ”الإرهابي”.
وسرَدت الصحيفة أسباب التصعيد السعودي الأخير، ونقلت عن سياسي مطلع على سير التطورات قوله: “منذ 2011، خسرت هذه القوة الإقليمية النفوذ والتأثير، وذلك مع تراجع المخيم الذي تدعمه والذي يقوده الرئيس سعد الحريري. وفي الجهة المقابلة، أصبح حزب الله أقوى من خلال مشاركته في الحرب السورية”.
مصدر مقرب من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام قال: “لقد فُتحَت أزمة خطيرة. حتى الآن نشعر أننا إستطعنا حماية لبنان من المواجهة الإقليمية السعودية الإيرانية في سوريا واليمن والبحرين. ونأمل ألا يدفع لبنان ثمن كبيرا لهذه المواجهة”. وبحسب الصحيفة “فمن أجل تهدئة الأمور، أكّد البيان الوزاري الدعم للإجماع العربي والتأييد به، كما بعث سلام رسالة رسمية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تمنى خلالها إستقباله بالرياض وفي دول الخليج، التي تدعم الموقف السعودي، آملاً باستيعاب الأزمة”.
وقال مصدر آخر للصحيفة: “تصاعد دخان الأزمة منذ فترة، فمع مجيء الملك سلمان إلى الحكم، تغيرت السياسية في المملكة”، وأضاف: “إنّ حليفها الرئيسي سعد الحريري غير قادر على اتخاذ القرارات، كذلك فإنّ الرياض لا تتقبل تصاعد نفوذ طهران في لبنان”. وبحسب الصحيفة، يمكن شرح التشدد السعودي بالضربات القوية التي تلقتها في المنطقة، من المأزق في الحرب اليمنية إلى الأزمة الحالية في سورياـ حيث وضعت معركة حلب قوات النظام بمواجهة مع المسلحين الذين تدعمهم السعودية.
وتابعت الصحيفة: “إنّ حزب الله يتحدى المملكة، فيما تتوافد الحشود إلى السفارة السعودية للتضامن مع الرياض. وتيار المستقبل هو أول من أحرج وأربك”. ولفتت إلى أنّ “نتائج الأزمة مرتبطة بتطور النزاعات في اليمن وسوريا ويمكن أيضًا أن تكون متعلقة بالإنتخابات الإيرانية التي تجري اليوم”.
توازيًا، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين سعوديين أنهم يريدون من لبنان أن يصحّح الأخطاء، لكنهم لم يشيروا إلى الطريقة. ويقول محللون إنّ السعودية تحاول التعويض عن تراجع سيطرتها في لبنان.
ولفتت إلى أنّ تأثير السعودية تضاءل منذ 2011، حين أُبعد الحريري من قبل “حزب الله” وحلفائه، كما فشلت قوى 14 آذار بانتخاب أحد قادتها رئيسًا، والآن رشحّوا النائب سليمان فرنجية صديق الأسد وحليف حزب الله لأعلى سلطة في البلاد.
من جهته، قال أيهم كامل، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والمخاطر السياسية، من مجموعة “أوراسيا” إن “السعودية شعرت أن نفوذها يتراجع في لبنان” ورسالتها هي “لا تعتقدون أنّ بإمكانكم ترجمة إنتصاراتكم في سوريا والتحكم بالنظام في لبنان، لدينا الكثير من النفوذ من خلال عضلاتنا الإقتصادية”.