حذر الأطباء المختصون من استخدام السجائر الإلكترونية لمواجهة خطورة السجائر العادية المحتوية على التبغ وأول أكسيد الكربون والقطران، ولفتوا إلى أن هذه السجائر لا تخدم المرضى ولا تساعدهم في الإقلاع عن عادة التدخين بل تعزز من التعود على السجائر، ونبهوا إلى أن أفضل وسيلة لتجنب التدخين هو التدرج في تخفيف أعداد السجائر المستخدمة إلى أن يتم التوقف نهائيا عنها، مع ضرورة التوجه للأساليب العلاجية المتوافرة ومنها جلسات عيادات مكافحة التدخين.
بينما يرى المدخنون أن هذه السجائر تمنحهم الشعور بالارتياح، وتمهدهم في التوقف عن السجائر.
الإرادة والعزيمة
ورأى استشاري ورئيس أقسام الأنف والأذن والحنجرة في كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور طارق صالح جمال، أن الإرادة القوية والعزيمة في التوقف عن التدخين أهم خطوات تجنب السجائر وخطورتها على صحة الإنسان.
وأضاف «السجائر الإلكترونية لاتعتبر من وسائل تجنب التدخين أو البديل المناسب كما يعتقد البعض من المدخنين؛ لأن المدخن سيتعامل معها كما كان يتعامل مع السجائر العادية، وبالتالي فإنه لن يستفيد من هذا البديل المزعوم وغير العلمي وغير الموثق كما أوضحت وحذرت من ذلك الجهات الصحية بما فيها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وجمعيات مكافحة التدخين، فإرادة المدخن وعزيمته في التوقف عن التدخين خير وسيلتين في تجنب تناول السجائر».
الدكتور جمال أكد أن هناك انعكاسات خطرة على صحة المدخنين، خصوصا أن الدراسات الطبية أثبتت أن التدخين مسبب رئيس لكثير من الأمراض السرطانية والوفيات في العالم.
بديل أخطر
ويتفق استشاري طب المجمتع ومدير مركز الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك فهد العام في جدة الدكتور عبدالحفيظ خوجة مع الرأي السابق، ويقول: أهم خطوات الإقلاع عن التدخين هي قناعة المدخن بأضرار التدخين، فالشخص المدخن عندما يدرك أن السجائر سبب للسرطانات والأمراض القاتلة حتما سيتوقف ويتجنب التدخين لأنه أصبح مقنعا بذلك، وللأسف الشديد نجد ونلاحظ أن معظم الآباء المدخنين ينصحون أبناءهم بعدم التدخين لأنه مضر بالصحة كقناعة داخلية ولكنه في نفس الوقت لا يطبق هذه القناعة على نفسه لأنه غير مقتنع بأضرار السجائر.
واعتبر خوجة أن التوجه للسجائر الإلكترونية أخطر لأنها وسيلة غير مجدية وغير موثقة علميا ولا تستند لدراسات عالمية تكون جدواها في تجنب تناول السجائر.
خوجة أكد أن أفضل طرق الإقلاع عن التدخين هي التوجه لعيادات مكافحة التدخين التي أنشأتها وزارة الصحة، والتي تساعد المدخنين في تجنب السجائر بالطرق العلمية منها وسائل التعريف بأضرار التدخين، إجراء اختبارات تبين صحة المدخن قبل وبعد التدخين، وكشف الأضرار التي لحقت بجسم المدخن، وإتاحة الوسائل العلاجية المختلفة.
وللمدخنين رأي
أما المدخنون محمد سالم وخالد عبد العزيز وهاني عامر، الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية بعد شرائها من خارج المملكة، أكدوا أن هذه السجائر تمنحهم الشعور بالارتياح وتساعدهم في عدم اقتناء السجائر العادية، مشيرين إلى أن هذا البديل يشجعهم على التوقف نهائيا عن التدخين مستقبلا.
تحذير الصحة
وكانت وزارة الصحة قد حذرت من استخدام أو تعاطي السيجارة الإلكترونية التي روجت لها بعض وسائل الدعاية والإعلان أخيرا، وتستخدم لتعاطي النيكوتين بهدف الوصول إلى التخلص من اعتياد وإدمان التدخين الاعتيادي.
وبينت الصحة أن التحذير من السيجارة الإلكترونية جاء بناء على عدة معطيات تتمثل في أنه لا توجد في الوقت الراهن أي أبحاث علمية أو دراسات طبية موثقة تثبت سلامة السيجارة الإلكترونية من المخاطر والإضرار الصحية، كما أن الفوائد المزعومة لهذه السيجارة تنطوي على مغالطات علمية وتضليل واستخفاف بعقول المستهدفين.
ولفتت إلى أنه ورد في بعض الإعلانات الدعائية لهذه السيجارة أنها صحية بنسبة 100 في المائة وهو ما يتناقض مع ما هو معروف من الأضرار الصحية الخطيرة للنيكوتين على متعاطيه، حيث إن الدعاية المضللة والترويج لهذه السيجارة بالفوائد المزعومة قد يكون سببا للتغرير بصغار السن وتشجيعهم على تعاطي النيكوتين وتعريضهم لمخاطر الإدمان الصحية والسلوكية.
منظمة الصحة
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من «السجائر الإلكترونية» التي يقول منتجوها إنها تزود الجسم بالنيكوتين للمساعدة على التخلص من عادة التدخين، وقالت إن هذه السجائر قد تكون سامة بدرجة عالية. ورأت أنه من الخطأ التأكيد على هذه السجائر هي علاج يساعد المدخنين على الإقلاع عن عادة التدخين، حيث إنه يوجد في هذه السيجارة عدد من المواد الكيميائية المضافة يمكن أن تكون عالية السمية، خصوصا أن السجائر الإلكترونية هي عادة مصنوعة من الفولاذ وبها عبوة لتخزين النيكوتين السائل بدرجات تركيز متفاوتة، ويستخدم المدخنون هذه السيجارة وكأنها سيجارة حقيقية إلا أنهم لا يشعلونها، ويخرج عن السيجارة دخان خفيف حار تمتصه الرئتان.