خاص عندليب دندش- لم تصمد اعلام اسبانيا وانكلترا كثيرا على شرفة ريمي. فكلما تجرعت احداهما كأس الهزيمة كانت ريمي تسارع الى ازالة علمها ورميها ليبقى علم ألمانيا وحده صامدا، لا بل تم استبداله بعلم ذي مقاس أكبر.
لكل علمه
فمع بداية المونديال تسابق افراد العائلة الى شراء اعلام المنتخبات التي يشجعونها في اطار التحدي بينهم، فأقدم سامي (شقيق ريمي) على شراء علم انكلترا فيما قام اخوه بشراء علم اسبانيا وعملت ريمي على تعليق علم ايطاليا الذي ستحتفظ به الى مونديال 2018 فيما لو خسرت ايطاليا الكأس كما تقول.
حال ريمي ينسحب على عشرات الاف العائلات اللبنانية التي غزت اسواقها هذه البضاعة الموسمية التي افتقدت لتسعيرة خاصة بها فتفاوتت اسعارها بعد ان غابت اي رقابة عنها.
الحمرا.. لا أعلام
في الحمرا، حيث تضج المقاهي بمتتبعي المونديال حتى ساعات متأخرة من الليل يثير انتباهك عدم وجود اي محال تبيع اعلام المنتخبات. مكتبة وحيدة في اخر شارع الحمرا اخذت على عاتقها تأمين هذه البضاعة المطلوبة. لكن قلما تمر من امام السيارات المتوقفة على جوانب الارصفة دون ان ترى اعلام المنتخبات ترفرف عليها.
يشرح فادي (صاحب سيارة)، انه اشترى علم المانيا لسيارته من شارع مار الياس حيث تتوافر بكميات ومقاسات واشكال متنوعة وحتى الاسعار تناسب مختلف الزبائن.
الاعلام واسقاطاتها
اعلام ترفرف في كل مكان. اعلام اسبانيا وايطاليا وفرنسا والمانيا والبرازيل.. وحتى اميركا، لكن اللافت هو الغياب شبه الكامل لعلم لبنان، وان وجد احيانا فتخاله ضيفا ثقيلا حل في مكان لا مكان له فيه، كما غاب علم الجزائر تماما رغم انها ممثل العرب الوحيد في هذا المونديال ولسان الحال يقول: “قلوبنا معك.. اعلامنا لغيركِ”.
الضاحية للبرازيل
لكل مبرراته. في الضاحية الجنوبية، يؤيد غالبية السكان هناك منتخب البرازيل حيث تزين اعلامه الابنية والطرقات والشوارع لدرجة بات يقال ان صور المقاومة المنتشرة هناك لم ولن تجد لها منافسا الا في موسم المونديال.
وكذلك المفرقعات التي اعتادت ان تكون لاطلالة السيد حسن نصرالله او مواقفه باتت اليوم تصاحب وبكثافة اكبر، فوز منتخب البرازيل.
يختصر مشجعو البرازيل هناك موقفهم هذا بأنه دعما للوطن وللبنان. اما الرابط بين الامرين فهز بكل بساطة لان البرازيل تأوي العدد الاكبر للمتحدرين من اصل لبناني وبالتالي فهم يشجعون البرازيل “فقط” من أجل لبنان.
ولا يروا ضيرا في شراء الاعلام التي باتت عادة برع في حملها اللبنانيون لا سيما بعد تاريخي 8 و14 اذار. أعلام قد تشعل اخصاما داخل المنزل الواحد بعد ان اعتادت على الفصل بين المناطق المختلفة.
هيبة العلم اللبنانيلا يرى مشجعو الفرق الاخرى ايضا اي انتقاص من هيبة العلم اللبناني لو رفعوا علم بلد اخر “لأن لا دخل للرياضة بالسياسة. فكل منهما امر مختلف”.
وعندما تريد لمى ان تبرر حملها للعلم الالماني رغم معاداتها المطلق للعدو الصهيوني تسارع الى التبرير بأنه يكفي ان المانيا ابادت ثلثي اليهود وهزمت بريطانيا الداعم الاكبر لـ”إسرائيل”.
بسطات على الارصفة
يطالعك في بعض الاحياء الشعبية والسكنية في مار الياس وحي اللجا والضاحية الجنوبية انتشار بسطات الاعلام على الارصفة وامام المحال.
يشكل الشباب والاطفال الزبون الاكبر لهذه البضاعة اذ لا يكتفي الكثيرون منهم بشراء علم واحد انما يعمدون الى شراء علم للسيارة واخر للمنزل وللصديق..
ويحتل اصحاب المقاهي المرتبة الثانية من حيث الاقبال على شراء الاعلام لجذب الزبائن اليها وتأمين جو حماسي يشجع الحضور على تكرار الزيارة.
يتمنى أبور ربيع (صاحب محل في الضاحية) ان يطول موسم المونديال ليطول الرزق معه حيث فاق الربح ما توقعه.
ولم يقف به الطموح هنا بل سارع الى بيع المفرقعات ايضا “حتى نستثمر الموسم افضل استثمار”. ويلفت الى ان سعر العلم يبدأ بـ2000 ليرة صعودا حتى 20 الفا في محله، وان العلم الاكثر طلبا في الحي هو علم البرازيل.
ويشير ابو ربيع الى ان الاسعار عنده معتدلة “لأن العلم الذي ابيعه بـ2000 ليرة يباع بـ 5000 ليرة في بيروت ومختلف المقاسات يتضاعف سعرها في اماكن اخرى”.
أما الصرخى فتعلو من اهالي الاطفال بعد ان تضاعف المصروف اليومي لاولادهم ثلاث مرات تقريبا في هذا الموسم كما تقول سهير.
وسيمر الموسم حاملا معه المزيد من القماش الى مكب النفايات.. قماش اعلام لن تكون سوى عابرة سبيل في شوارع الوطن ليبقى علم الوطن سيد الساحة.