إكس خبر- أطفال المطلقين، أطفال يضيعون بين حضانة والديهم ويضطرون للعيش غرباء في كنف زوجة اب، او زوج ام، ويتحملون قساوة لم يعتادوها في حضن الامومة والابوة.
ربى وأطفالها
قصة ربى مع الطلاق هي تجربة امرأة كسرت فيها الصورة القاتمة التي أحاطت بالمطلقات راسمة ملامح امرأة مطلقة خرجت بعد محنتها اكثر قوة وثقة في مواجهة مجتمعها.
في ذلك المساء الذي نطق بها زوج ربى بكلمة “انت طالق” تبدلت كل المفاهيم حولها. احست ان كل شيء حولها قد تجمّد، وصار ليلها طويل. فذكريات الحب لديها، فرحتها وهي عروس، أمٌّ لأول مرة، وكلمات الغرام من زوجها، وحتى وقوفها في وجه أهلها من أجله تكفلت بأن تُحطمها مرحليا لتنهض بعدها من الصدمة أكثر قوة كما تقول.
فقد كان مطلوبا من ربى بعد الطلاق ان تهيئ نفسها للتكيف مع واقع جديد حيث آلمها ان ترى أولادها يكبرون بعيدا عنها رغم أن ذلك كان قرارها. ففي البداية حصلت على حضانتهم بالتوافق مع زوجها، ولكن بعد ان أدركت انه بات على وشك الزواج من امرأة أخرى كانت في عداد صديقاتها “قررتُ حينها ان اتخلى عن الاولاد، لإلزامه بهم، فليتحمل مسؤوليتهم ويدفع ثمن اخطاء الماضي. كان ذلك قرارا صعبا لكن لا بد منه. فالاولاد يكونون معي يومين في الاسبوع، فأهتم بوجودهم وأعتني بهم كثيرا لأعوضهم عن فراق الاسبوع كله حتى صاروا يحبونني اكثر من والدهم بكثير“.
فلقد منّ القدر على ربى بعائلة تساندها في ساعات الشدة فعوضها اهلها عن كل معاناتها وتعاستها مع زوجها ومنحوها حرية التصرف معرضين عن اقاويل الناس في ما يخص المطلقة، حتى صارت لا تبالي ان لم تتزوج مرة اخرى “لان قصص الحياة لا تشجع على خوض هذا الغمار مرة ثانية“.
ورغم ذلك تتألم من نظرة المجتمع لها ولمثيلاتها متساءلة “ألا يكفي المطلقة كيف تطلقت، أو كيف خانها زوجها، أو…؟“
الضرة تعذب ابنتها
أما مأساة سميرة فلم تتوقف عند طلاقها بل طالت أمومتها اذ تضاعفت معاناتها من القساوة التي تعاملت به “ضرّتها” مع ابنتها الوحيدة فاطمة.
فقد رفض زوجها في البداية التنازل عن ابنته لسميرة ولم تكن تجاوزت الاربع سنوات بعد، فقاست من ألم فراقها الكثير لا سيما بعد علمها بتفنن ضرتها باساليب تعذيب ابنتها.
وفي احد الايام وبينما كانت سميرة تهم للذهاب الى عملها (في بيروت)، احست بنار تُلهب صدرها وبأن مكروها ما أصاب ابنتها، فلم تستطع الصبر على رؤية طفلتها فتوجهت الى مدرسة ابنتها في القرية قاطعة مسافة 3 ساعات. وما ان طلبت من المدير رؤية ابنتها حتى تبدلت ملامحه فتيقنت ان مكروها حل بها فبدأت بالبكاء راجية اياه ان يريها ابنتها. وما ان رأت فاطمة والدتها حتى هرعت اليها باكية فحضنتها ورجتها ان تأخذها معها. وكشف المدير عن ظهر فاطمة لتجده سميرة محروقا بأكمله. وأخبرتها فاطمة بأن زوجة ابيها لم تكتف بحرقها فقط بل تعمد احيانا كثيرة الى تكبيلها وضربها، وحرمانها من الاكل… فما كان من الام الا الهروب بابنتها الى بيروت.
وعندما حاول طليقها استعادت ابنته منعته بالقوة قائلة “نجوم السما اقرب الك من انك تاخدها ولما بدك تشوفها بتجي لهون قدامي بتشوفها وبس”. فهددها بانه لن يتحمل تكاليف معيشتها ان هي ابقتها عندها فوافقت على ذلك واضطرت الى البحث عن عمل آخر بدوام مختلف حتى تستطيع توفير مصاريف ابنتها المعيشية والمدرسية والطبية ولسانها يقول “المهم بنتي معي مش مع اللي ما بخافوا الله“.