اكس خبر- قبل أن ينعقد اللقاء المنتظر بين الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والمرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجيه كان “مكتوب” جواب نصرالله “معروفا” من عنوانه: لن نسير في ترشيح الحليف فرنجيه لأن الظروف لم تنضج بعد. وقد اتكل نصرالله في جوابه هذا على ما قاله العماد ميشال عون لفرنجيه فجنّبه مشقة إيجاد الاعذار لعدم تأييد الحزب للاخير وسط معلومات تفيد أن لقاء الرابية الذي جمع عون وفرنجيه تحقق بفضل ضغوط “حزب الله” على عون لكي يجتمع بفرنجيه بعدما أظهر زعيم “التيار الوطني الحرّ” تمنّعا في عقد هذا الاجتماع.
كيف تطوّر موقف نصرالله من الصمت الى الرفض؟ كثيرون ظنّوا أن “اتفاقا” بين الرياض وطهران قد تحقّق بما يسمح بانتخاب فرنجيه رئيسا للجمهورية. وهم اتكلوا على ما سمعه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام من الدكتور علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الايراني الامام علي خامنئي عندما زار بيروت أخيرا. وبدا المسؤول الايراني في لقائه سلام انه غير معترض على انتخاب فرنجيه. يضاف الى موقف ولايتي ما كتبته الصحافة الايرانية التي تعكس توجهات النظام عموما. فقد صدرت صحيفة “الوفاق” في الخامس من الجاري تحت عنوان “معظم العناصر الدولية والاقليمية مساعدة لانتخاب فرنجيه رئيسا للبنان”. ومما قالته الصحيفة الايرانية: “… إن أبرز حليفيْن لفرنجيه، وهما سوريا وإيران لا تخفيان حماستهما لوصوله الى سدة الرئاسة…”. فهل كان بإمكان نصرالله مع هذا الموقف الايراني الواضح أن يتصرف في اتجاه معاكس له؟ وتشاء الصدف ان نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أطل في هذه الفترة في مقابلة مع تلفزيون الـ”بي بي سي” تحدث فيها عن المرات التي التزم فيها الحزب فتوى المرشد الامام علي خامنئي، وهي مرّات لا تفوق موضوع رئاسة الجمهورية أهمية. ولإزالة هذا الالتباس أفادت أوساط لبنانية على صلة وثيقة بالحرس الثوري الايراني أن الاخير أعاد تقييم الموقف في لبنان وانتهى الى قرار بإبقاء الامور على ما هي عليه الان في لبنان، ولا داعي لحسم الملف الرئاسي اللبناني العالق لأن تطورات المنطقة ما زالت في سياق مفتوح على احتمالات شتى تتطلب من طهران الحذر في لبنان الذي يمثل ورقة من أوراق القوة بيدها. وإن أي تغيير في الواقع اللبناني، حتى ولو كان عون هو المرشح للرئاسة يمثل مخاطرة مجهولة النتائج.
في ظل واقع داخلي فاقد القدرة على عزل لبنان عن تطورات المنطقة بالتوازي مع واقع إقليمي ودولي لا يضع مسألة الرئاسة في لبنان ضمن أولوياته بات واضحا أن ميزان القوى يسمح للمرشد الايراني بالقول “الأمر لي” بالنسبة الى تقرير أمر الرئيس المقبل للجمهورية. أما ما يقال عن اعتراض عون على مسار التسوية الحالية ما هو إلا مساعدة لبنانية كي يبدو المرشد الايراني غير مسؤول عن تعثر التسوية.
الكاتب: أحمد عياش