لم تفلح المراسيم الرئاسية للاصلاح بوقف المظاهرات في سوريا، بل كانت بمثابة وقود ألهب جذوة الاحتجاجات التي شارك فيها الالاف امس على امتداد الجغرافيا السورية، ما دفع قوات الامن لقمع مظاهرات “الجمعة العظيمة” بالرصاص، فتضرجت الميادين والساحات بدماء ما لا يقل عن 84 متظاهرا خرّوا قتلى، وهو اعلى عدد للقتلى في يوم واحد منذ اندلاع الاحتجاجات الشهر الماضي، في حين اصيب مئات بجروح متفاوتة.
ونزل عشرات الالاف من السوريين للشوارع في مستهل الاسبوع السادس في مظاهرات امتدت من درعا جنوبا الى القامشلي في اقصى شمال شرق البلاد مرورا بالعاصمة دمشق وحمص وحماة وبانياس ودير الزور والرقة وانتهاء بمسقط راس النظام، اللاذقية، اضافة الى العديد من المدن والبلدات، هتف خلالها المتظاهرون بصوت واحد للحرية. ومن بين الهتافات التي ترددت في المسيرات”الله.. حرية.. سوريا وبس.. الله اكبر”.
وقبل صلاة الجمعة التي تنطلق بعدها عادة مظاهرات ضخمة انتشرت قوات الجيش في حمص وأقامت الشرطة حواجز في أنحاء دمشق لمنع امتداد الاحتجاجات من الضواحي.
وتأتي التظاهرات العنيفة غداة مصادقة الرئيس السوري بشارالاسد على حزمة مراسيم اصلاحية تفضي ابرزها الى انهاء حالة الطوارئ، والغاء محكمة امن الدولة وتنظيم حق التظاهر السلمي، غير ان المعارضة رات ان هذه الخطوة “متأخرة خمسون عاما” وانها “غير كافية” ولا تلبي الا جزءا يسيرا من مطالب الشعب، مؤكدة في الوقت ذاته ان الشارع السوري “لن يقف عند هذا الحد”.
وطالب نشطاء سوريون بوقف احتكار حزب البعث للسلطة وارساء نظام سياسي ديمقراطي والافراج عن كل سجناء الضمير اضافة الى تفكيك الجهاز الامني الحالي. وفي أول بيان مشترك منذ تفجر الاحتجاجات قبل خمسة أسابيع قالت لجان التنسيق المحلية التي تمثل مختلف محافظات سوريا ان تحقيق شعارات الحرية والكرامة لن يتسنى الا من خلال التغيير الديمقراطي السلمي.