تجمع آلاف الاشخاص صباح الثلاثاء في طرابلس في “يوم الغضب” الذي دعا اليه تيار المستقبل احتجاجا على ما يعتبره فرضا من جانب حزب الله الشيعي للمرشح نجيب ميقاتي في رئاسة الحكومة.
ووصلت الى ساحة النور عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس، حافلات ومواكب سيارة تقل مواطنين من مناطق مختلفة في الشمال للمشاركة في تجمع دعا اليه تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري عند الساعة العاشرة.
وقام المتظاهرون باعمال غير مألوفة في عدد من المناطق، ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر امني ان الجيش اللبناني اضطر لاطلاق النار في الهواء لتفريق مجموعة كبيرة من المتظاهرين الذين كانوا يحاولون اقتحام مكتب للنائب السني الذي يقف حاليا في صف حزب الله محمد الصفدي في “ساحة النور” حيث بدأ اعتصام صباحا للمطالبة “باعادة الحق الى اصحابه”، في اشارة الى ضرورة تولي الحريري، الشخصية السنية الاكثر شعبية رئاسة الحكومة.
كما قام المتظاهرون بتحطيم واحراق سيارة نقل وارسال تابعة لقناة “الجزيرة” القطرية الفضائية.
وأعلن النائب محمد كبارة، خلال الاعتصام في ساحة النور في طرابلس، “يوم الغضب” الكبير للتصدي لكل الاعداء، واحتجاجاً على التدخل السوري الإيراني الفاضح في شؤوننا الداخلية لنقول لكل الخونة اننا لن نركع، لن تحكموا لبنان ولن تسقطوا المحكمة، ولن نخضع لكم”.
اضاف: “من طرابلس عاصمة اللبنانيين السنة نؤكد اننا ملتزمون بالدولة ومؤسساتها. سنواجهكم بصدورنا وأجسادنا لنسقط مخططاتكم”.
واعتبر النائب سمير الجسر خلال الاعتصام في ساحة النور في طرابلس ان الفريق الاخر “انقلب على مقررات مجلس الوزراء في ما خص تمويل المحكمة، وتوجه الى الرئيس نجيب ميقاتي بالقول: “عد الى موقعك الطبيعي، الى حيث تنتمي”، وانهم يخبئون لك من الطلبات ما لن تستطيع تلبيته”.
واقفلت المدارس وعدد كبير من المحلات التجارية في المدينة.
في الوقت نفسه، يقوم مناصرون لرئيس حكومة تصريف الاعمال بقطع طرق واحراق دواليب في بيروت وعلى الطريق الساحلي المؤدي الى الجنوب.
وافادت وكالة فرانس برس ان بعض المتظاهرين أحرقوا صورة لنجيب ميقاتي المتحدر من طرابلس.
وعلى الطريق الساحلي بين الجية ووادي الزينة المؤدية الى صيدا في الجنوب، قطع حوالى 150 شخصا الطريق بالحجارة والدواليب التي قاموا باحراقها لبعض الوقت قبل ان تقوم القوى الامنية باعادة فتحها.
كما يقوم اشخاص آخرون باحراق دواليب وقطع طرق في منطقة الطريق الجديدة في غرب بيروت وسط انتشار كثيف للجيش.
ويسجل اعتصام وقطع طرق واقفال في منطقة جب جنين في البقاع الغربي (جنوب شرق).
وتشهد المناطق اللبنانية الاخرى حركة خفيفة جدا، غداة الدعوة التي وجهها تيار المستقبل الى حركة اعتصامات واحتجاجات مفتوحة “من اجل اعادة الحق الى اصحابه”.
وكانت حركة احتجاجات واسعة عمت مساء الاثنين مناطق عديدة من لبنان بعد ان اتضح ان الاستشارات النيابية التي بدأها رئيس الجمهورية ميشال سليمان تتجه نحو ترجيح كفة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي المدعوم من حزب الله وحلفائه، على سعد الحريري، الشخصية السنية الاكثر شعبية.
الحريري ندد باعمال الشغب: شوّهت الأهداف الوطنية النبيلة للتحركات
ندد رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ب”اعمال الشغب” والخروج عن القانون، معتبراً أنها “شوهت الأهداف الوطنية النبيلة للتحركات الاحتجاجية” على الاستشارات النيابية.
وأكد الحريري في خطاب توجه به الى المتظاهرين ان “الغضب لا يصح أن يكون بقطع الطرقات واحراق الدواليب والتعدي على حرية الآخرين”.
وأعرب عن عن شكره وامتنانه لكل مواطن حر قرر المشاركة في رفع الصوت منددا بمحاولة الهيمنة على قرارنا الوطني وقررا مدينة طرابلس تحديدا”.
واضاف “من واجبي في الوقت ذاته ان اعبر عن رفضي الكامل لكل مظاهر الشغب والخروج عن القانون التي رافقت التحركات الشعبية وشوهت الاهداف الوطنية النبيلة لهذه التحركات”.
وتابع ان “الغضب لا يكون ولا يصح ان يكون بقطع الطرق والدواليب والتعدي على حرية الاخرين مهما كانت الدوافع الى ذلك”.
وعبر عن “الاسف الشديد للهجوم الذي تعرضت له السيارة التابعة لقناة +الجزيرة+ ولاعمال الشغب والاشكالات مع القوى الامنية”، مناشدا “التزام اعلى درجات الهدوء والحذر”.