شهدت العاصمة الفرنسية تشييع جنازة الفنانة فدوى سليمان بباريس وهي السورية المعارضة للنظام الحاكم ببلادها, التي وافتها المنية الخميس الماضي بعد صراع مرير مع المرض. وحضر التشييع فنانون معارضون للنظام السوري وشخصيات من المعارضة السورية وشخصيات فرنسية.
ورددت في التشييع هتافات اشتهرت فدوى بأدائها في المظاهرات السلمية بسوريا.
وكانت فدوى سليمان قد غادرت سوريا عام 2012 إلى فرنسا، بسبب الملاحقة والتضييق من أجهزة النظام السوري الأمنية.
وقد نعى الائتلاف السوري المعارض في بيان الفنانة السورية، ووصفها بـ”الفنانة الثائرة الحرة” وبأنها “رمز من رموز الثورة، ووردة انضمت إلى مظاهرات السوريين واعتصاماتهم مع أول هتافات الحرية”.
وقال الممثل فارس الحلو -المقيم في فرنسا- إن فدوى سليمان (47 عاما) توفيت في مستشفى بضاحية باريس، مشيرا إلى أنها ظلت محافظة على نشاطها المعارض حتى النهاية من خلال المشاركة في تظاهرات ثقافية.
وتعد الفنانة -وهي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية- من الوجوه البارزة التي شاركت في المظاهرات المعارضة الشهيرة التي عمت مدينة حمص عام 2011، وكانت تعمل على إقناع سكان المدن ذات الأغلبية العلوية في اللاذقية وطرطوس بالانضمام إلى الحركة الاحتجاجية.
وأصبحت من رموز الاحتجاجات السورية حين دعت إلى الصمود في وجه القمع، وكانت من دعاة عدم تحول الاحتجاجات إلى حرب مذهبية بين السنة والطائفة العلوية التي تتحدر منها وينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.
ووظفت فدوى سليمان شهرتها -بصفتها ممثلة مسرحية وتلفزيونية- في دعم الاحتجاجات، وعاشت متوارية عن أنظار السلطات بين دمشق وحمص، ثم عبرت الحدود سيرا على الأقدام إلى الأردن، قبل أن تستقر في فرنسا، وهناك أجرت مقابلات صحفية عبّرت فيها عن مرارتها من “تحول ثورة سلمية إلى حرب أهلية”.
وقبل أن تندلع الثورة اشتهرت فدوى بأدوار متفرقة في التلفزيون والإذاعة والسينما والمسرح، ومثلت دور مدرسة التربية الفنية في دار أيتام بمسلسل “قلوب صغيرة”، الذي زاد التوعية بالاتجار في الأعضاء البشرية وعرضته عدة قنوات تلفزيونية عربية.