اكس خبر – ع.د / هل انتحرت الناشطة السوداء ساندرا بلاند في سجن تكساس، ام تم تصفيتها كغيرها من الاف السود؟ سؤال تبدو الاجابة عليه صعبة في ظل تناقضات المعلومات التي تقدمها كل من عائلة الضحية من جهة والسلطات الاميركية من جهة اخرى. لكن وفاة هذه الناشطة أثار بالتأكيد موجة غضب جديدة في الولايات المتحدة تبلورت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام حمّل خلالها المحتجون السلطات مسؤولية وفاة ساندرا بلاند.
وبالعودة الى تفاصيل الوفاة تقول سلطات ولاية تكساس ان الحادث لا يغدو كونه عملية انتحار عادية شنقت خلاله الفتاة نفسها. وعلى الرغم من تعهد السلطات بنشر فيديو كامل يوضح عدم دخول أو خروج أحد من زنزانة الضحية ساندرا بلاند ـ 28 عاما ـ الا ان النشطاء وعائلة الضحية يشككون في الرواية الرسمية وقاموا بنشر لقطة فيديو أخري، تظهر كيفية اعتقالها
وسائل اعلامية شهيرة قامت بالترويج الى أن الناشطة السوداء، كانت قد نشرت فيديو على الإنترنت، فى وقت سابق من العام الجارى تقول فيه أنها تعانى بعض الإكتئاب لتبرير انتحارها، لكن عائلة وأصدقاء ساندرا بلاند، ينفون صحة ذلك ويؤكدون أنها لم تبد أى علامات على الاكتئاب أو الخلل النفسى الذى يدفعها للإنتحار.
وتطالب عائلة الضحية بالحصول على تفاصيل بشأن ملابسات وفاتها داخل سجن فى تكساس. فيما قال مدعى من النيابة أنه سيقدم نتائج التحقيق لهيئة محلفين كبرى.
كما ان مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI تولى أيضا التحقيق فى ملابسات وفاة ساندرا.
اعتقال ساندرا.. ووفاتها
في 10 يوليو من الشهر الجاري تم إعتقال ساندرا في براري فيو بولاية تكساس، بسبب مخالفة مرورية. واثناء اعتقالها، وقبل حادثة الوفاة بيومين فقط، ابلغت ساندرا شقيقتها من السجن، إنها لا تعرف سبب توقيفها وإعتقالها. وقالت لها إن ضابطا وضع ركبته على ظهرها وتشعر أن ذراعها قد إنكسر”. وتقول شقيقتها ان ساندرا بدت خلال المكالمة وكأنها تشعر بإساءة بالغة، فضلا عن الألم وقالت: “حقا كانت تشعر بالألم وأن ذراعها قد تكسر، وقد أبلغتها أننى سأحاول إخراجها”. وفي 13 يوليو تم العثور على ساندرا مشنوقة داخل زنزانتها في “والر كونتى”، بالقرب من هوستن.
المدعي العام إلتون ماثيس قال ان الشابة السوداء توفت مختنقة حيث إستخدمت كيس بلاستيك لشنق نفسها. وقال إن كاميرات الفيديو لم تظهر أحدا يدخل أو يخرج من زنزانتها منذ حبسها وحتى العثور عليها ميتة. ويقول مسئولون إن بريان إنيشيا، الضابط الذى إعتقل الشابة السوداء، تم توقيفه عن العمل، بإنتظار نتائج التحقيق الداخلى فى ملابسات إنتحارها.
التمييز ضد السود
وللتذكير فإن موجة من الاحتجاجات عمت الولايات المتحدة هذا العام على خلفية معاملة الشرطة القاسية للمتحدرين من الاصول الافريقية، هذه الاصول التي ما زالت تعاني حتى اليوم في اميركا من التمييز ومما تقول عنه انه اضطهاد بحقها واسترخاص في قتل افرادها. ولا يقتصر التمييز في اميركا ضد السود على الاحكام القضائية او المعاملة الاجتماعية او.. بل ان الامر يصل الى حد استسهال الشرطة الاميركية قتل الاميركيين السود واستخدام القوة المفرطة ضدهم، الامر الذي اشعل غضب السود في اميركا في نيسان الماضي فعمت التظاهرات مدنا اميركية عدة منددة بسياسة الشرطة التمييزية ضدهم. احتجاجات امتدت الى شهر مايو، واندلعت على خلفية وفاة فريدي غراي (25 عاما) في 19 ابريل متأثرا بالضربات التي تعرض لها على يد الشرطة في 12 ابريل اثناء محاولة القبض عليه. وشهدت التظاهرات اعمال شغب خصوصا في مدينة بالتيمور التي ينتمي اليها غراي، احتجاجا على سقوط مئات القتلى من السود سنويا على يد الشرطة الاميركية.